الجامعة الأميركية بمصر: استضافتنا لمعارضين ليست مساسا بالشؤون الداخلية

رئيستها ليزا أندرسون لـ«الشرق الأوسط»: طلاب الجامعة لا يمارسون السياسة.. لكنهم يتعلمونها

رئيسة الجامعة الأميركية ليزا أندرسون («الشرق الأوسط»)
TT

قالت الجامعة الأميركية بالقاهرة إن استضافتها لمعارضين مصريين لا تعني مساسا بالشؤون الداخلية في البلاد. وأضافت رئيسة الجامعة الجديدة، ليزا أندرسون، لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لا نربط سياستنا بسياسات واشنطن»، مشددة على أنها لا تحمل أجندة سياسية أو توجهات معينة لإدارة شؤون الجامعة.

وأضافت أندرسون أن حرص الجامعة على استضافة رموز المعارضة من شخصيات عامة وغيرهم «يأتي لخدمة طلابنا من أجل عرض وجهات النظر المختلفة عليهم، وأن يستمع الطلاب إلى الآراء المختلفة والمعارضة، كشكل من أشكال التعليم، من دون التدخل في الشأن الداخلي لمصر باستضافة المعارضة كما قد يتوهم البعض».

وقالت أندرسون، التي تم انتخابها كرئيس جديد للجامعة ومن المقرر أن تتولى منصبها الجديد خلال أيام، إن الحاجة لعرض وجهات نظر مختلفة أمام الطلاب هي الدافع وراء استضافة رموز من مختلف التوجهات، موضحة «لهذا السبب نقوم باستضافة شخصيات عامة أو علماء أو مفكرين مصريين، قد تكون لهم وجهات نظر معارضة للحكومة لعرض وجهات نظرهم أمام الطلاب، بما يخدم العملية التعليمية لطلابنا في الجامعة».

ولفتت أندرسون إلى عدم وجود أجندة سياسية للجامعة في مصر، قائلة «إننا في الجامعة نرغب في أن تكون مصر مزدهرة، وأن تكون للجامعة مسؤولية تعليمية واجتماعية وبحثية تجاه مصر، وليس كما يتصوره البعض بوجود أجندة سياسية للجامعة».

وحول الربط الدائم بين الجامعة والسياسات الأميركية في المنطقة، والتي يعتبرها البعض تكيل بمكيالين وتجور على الحقوق العربية، قالت أندرسون «إننا كجامعة مصرية جزء من مصر، وفي الوقت نفسه جامعة دولية، وفي الوقت الذي نفخر فيه بطلابنا ومستوى تعليمنا وهيئة تدريس الجامعة، فإنه ليس هناك من قريب أو بعيد ربط بين سياستنا التعليمية والسياسات الأميركية على أي مستوى، أو حتى المسؤولين الأميركيين».

وعن مفهومها لممارسة السياسة داخل الجامعة، ذكرت أندرسون أن طلاب الجامعة لا يمارسون السياسة، لكنهم يتعلمونها.. «نحن في الجامعة، لا نقوم بإجراء انتخابات طلابية بالمعنى الحقيقي الذي قد يفهمه البعض، ونتبع القانون المصري في هذا الأمر، لكن نفكر بطريقة أخرى هي أننا ندرّس لطلابنا السياسة، ونقوم بإعداد مجموعة من البرامج التي تقوم بتعليم الطلاب، سواء عن الانتخابات أو غيرها».

وأوضحت أندرسون أنها كأستاذة للعوم السياسية ترى أن تعليم الأمور السياسية كالانتخابات، يعمل على جذب الطلاب، و«نقوم بحثّ الطلاب على القراءة في هذا الأمر، وغيره من مجالات السياسة المختلفة، لذلك فإننا نقوم بتعليم طلابنا السياسة، لكن لا نمارسها داخل الجامعة، كما قد يفهم البعض».

وعن الخطوط الحمراء في الجامعة قالت أندرسون إنها لا تستطيع القول بأن هناك خطوطا حمراء في الجامعة، «لكن هناك معايير معينة ينبغي على الطلاب الاحتذاء بها، وأستشهد بالاعتصام الذي قام به الموظفون في الجامعة احتجاجا على عدم زيادة رواتبهم، وسمحنا بهذا الاحتجاج، الذي شاركهم فيه الطلاب، ما دام لا يؤدي إلى الفوضى أو التخريب أو الشغب».

وحول تفسيرها للإصرار الدائم على تولي شخصية أميركية رئاسة الجامعة، واحتكار هذا المنصب، من دون إتاحته للمصريين، على غرار تولي شخصيات مصرية رئاسة جامعات أجنبية في مصر، أرجعت ذلك إلى البروتوكول الذي تم توقيعه مع الحكومة المصرية، والذي يقضي بأن يكون رئيس الجامعة شخصية أميركية.

وتم انتخاب أندرسون لرئاسة الجامعة، وستتولى موقعها الجديد في غضون أيام، حيث كانت تتولى موقع المدير الأكاديمي للجامعة. وبسؤالها عن طموحاتها قالت «نسعى إلى الحفاظ على أن نقدم للمجتمع المصري مواطنين صالحين، والعمل على نشر أبحاثنا في كل مكان بالعالم».