واشنطن تخشى أن يعرقل إغلاق الحدود المغربية ـ الجزائرية مبادرة أميركية للتعاون مع دول المنطقة

مسؤول أميركي: «نابيو» يجسد روح خطاب أوباما من القاهرة

متسلل لطلب اللجوء يمشي على الحدود المغربية الجزائرية للوصول الى اقرب نقطة من الحدود الإسبانية (رويترز)
TT

أقر مسؤول أميركي بأن إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر يقف عقبة أمام الاندماج المغاربي، وقال خوسي فرنانديز، مساعد وزير الاقتصاد والتجارة والطاقة: «هناك عدة عقبات (أمام الاندماج الاقتصادي) من بينها: إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر، كما توجد عقبات أخرى يجب التغلب عليها». لكن فرنانديز، الذي كان قد زار كلا من الجزائر وتونس وليبيا والمغرب، عبر عن تفاؤله الكبير من إمكانية نجاح مشروع أطلقته الولايات المتحدة لتحسين فرص الاستثمار والعمل والتعاون المشترك بين واشنطن ودول المنطقة، يسمى «شراكة شمال أفريقيا بحثا عن فرص اقتصادية» (نابيو). وقال فرنانديز: «كلما تقدمنا في هذا المجال (تطبيق برنامج نابيو) سنسعى إلى معالجة العقبات».

يشار إلى أن الحدود بين المغرب والجزائر ظلت مغلقة منذ صيف عام 1994 عندما هاجم فرنسيون من أصل جزائري سياحا في فندق «أطلس أسني» في مراكش، وقررت السلطات المغربية فرض تأشيرات على دخول الجزائريين (ألغيت بعد ذلك) وردت الجزائر بإغلاق الحدود. وقال فرنانديز: إن واشنطن ستتعامل مع موضوع إغلاق الحدود المغربية - الجزائرية كواقع. لكنه أوضح أيضا أنه عندما تحدث إلى رجال أعمال من البلدين، لاحظ أنهم يتبادلون الأفكار وبطاقات العمل ويتحدثون عن فرص إقامة مشاريع «لذلك سنرى كيف يمكن أن نجعل الأمور تتقدم»، على حد تعبيره.

وتحدث خوسي فرنانديز، في تصريحات مفصلة وزعتها الخارجية الأميركية، عن نتائج جولته المغاربية، وقال: إن مؤتمر «روح المبادرة» الذي عُقد يومي 1 و2 ديسمبر (كانون الأول) الحالي في الجزائر كان ناجحا. وزاد: «كان مؤتمرا جيدا، واعتمدنا على الإنجازات التي تحققت في مؤتمر روح المبادرة الذي عُقد في واشنطن في أبريل (نيسان) الماضي».

وقال فرنانديز: إن رجال أعمال شبابا وأصحاب مقاولات من شمال أفريقيا والولايات المتحدة وكذلك من مغاربيين مهاجرين، شاركوا في المؤتمر إلى جانب مستثمرين أميركيين ومسؤولين حكوميين، مشيرا إلى أن 350 شخصا حضروا مؤتمر الجزائر، في حين بلغ عدد المتحدثين 70 شخصا من المغرب العربي والولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط. وقال خوسي فرنانديز: إن برنامج «نابيو» يدخل في إطار علاقة جديدة بين واشنطن والعالم الإسلامي، بدأت مع خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في القاهرة العام الماضي، الذي يجسد ذلك. وأضاف، في هذا الصدد: «الإطار الأساسي للبرنامج هو تعزيز الحوار والفهم المتبادل والتعاون الوثيق بين الدول ذات الأغلبية المسلمة والولايات المتحدة». وأردف: «نريد فعلا تعزيز روابطنا مع العالم الإسلامي.. نريد روابط أكثر متانة عبر الاستثمارات». وزاد: «هذا البرنامج يتزامن مع تعاون شامل على المستوى الحكومي والقطاع الخاص مع دول المغرب الخمس: الجزائر وليبيا وموريتانيا والمغرب وتونس».

وأوضح فرنانديز أن الهدف الرئيسي من برنامج «نابيو» هو تعزيز العلاقات الاقتصادية بين أميركا والمغرب العربي وخلق فرص استثمار وعلاقات تجارية جديدة في المنطقة، وذلك عبر مشاريع التدريب وتحسين فرص الوصول إلى رؤوس الأموال، وتحفيز رجال الأعمال لخلق فرص العمل.

وبشأن الطريقة التي سيتم بها تطبيق «نابيو» قال المسؤول الأميركي: إن «معهد أسبن» الأميركي هو الذي سيدير البرنامج، وسيعمل على شكل سكرتارية مستقلة، وسيكون هناك مجلس مستشارين في كل دولة من دول المنطقة، ثم سيكون هناك مجلس مستشارين إقليمي سيشكل إلى جانب «معهد أسبن» ما يماثل المنظمة الإقليمية، مشيرا إلى أن واشنطن ستعمل بالتعاون مع حكومات المنطقة وبعض المؤسسات الأكاديمية مراكز للجودة. وقال فرنانديز إنه عقب مؤتمر الجزائر زار كلا من تونس وليبيا والمغرب؛ حيث التقى مسؤولين حكوميين ورجال أعمال واستمع إلى ردود فعلهم وتعليقاتهم حول البرنامج، مؤكدا أنه حصل على دعم للمبادرة الجديدة من هذه الدول. وأشار في هذا الصدد إلى أنه وجد القبول في جميع الدول، وعندما سئل إذا كانت ليبيا أيضا متحمسة للبرنامج أجاب قائلا: «نعم، كثيرا جدا». وأعلن فرنانديز أن المؤتمر الثاني لروح المبادرة سيعقد في المغرب، باقتراح من مجلس الأعمال المغربي الذي عرض استضافة هذا المؤتمر، مشيرا إلى أن الموعد لم يحدد بعد، لكنه أشار إلى أنه سيكون بين سبتمبر (أيلول) وديسمبر.