شعث لـ «الشرق الأوسط»: الأسد يخلط بين المطلوب قبل المفاوضات.. وأثناءها

باراك يدعو الفلسطينيين للاستجابة لنصيحة الرئيس السوري: بنيت 4 أضعاف المستوطنات وأنا أفاوض عرفات

TT

رفض الفلسطينيون انتقادات الرئيس السوري بشار الأسد لربطهم المفاوضات بموضوع الاستيطان، وقوله إن القضية هي قضية أرض وليس مستوطنات.

وقال نبيل شعث، عضو الوفد الفلسطيني المفاوض، وأحد كبار مساعدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو أن فخامة الرئيس السوري بشار الأسد يخلط تماما بين ما هو مطلوب قبل الذهاب إلى مفاوضات وما هو مطلوب أثناء المفاوضات». وأضاف: «في المفاوضات لا نطالب بوقف الاستيطان، ولكن بإنهاء الاحتلال وعودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، هذا ما نطالب به، ولكننا مللنا من خديعة أن نذهب لمفاوضات تستمر إلى الأبد بينما المستوطنات تلتهم الأرض التي نريد تحريرها، ونحن لا نقبل لأشقائنا العرب أن يقبلوا لنا هذه الخديعة».

وتمنى شعث على الرئيس السوري والزعماء العرب الآخرين أن «يضعوا الجهد لإنهاء الاحتلال ومواجهة تعميقه في الأرض الفلسطينية من خلال دعم جهود وقف الاستيطان». وكان الرئيس السوري انتقد الطرف الفلسطيني الذي يربط المفاوضات بموضوع الاستيطان، وقال في باريس: «نحن ضد أن يكون جوهر (المفاوضات) هو المستوطنات.. فهذا خطأ». وأضاف: «القضية قضية أرض ونحن لا نتحدث في موضوع المستوطنات في الجولان. الأرض ستعود بمستوطنات أو من غير مستوطنات؛ إذ إن هذا الموضوع ليست له قيمة، ومن يريد التحدث عن عملية السلام عليه أن يتحدث عن الانسحاب من الأرض (المحتلة) وليس عن المستوطنات». وتربط الأسد بالرئيس الفلسطيني محمود عباس علاقة يمكن وصفها بالمتوترة، وفي القمتين العربيتين الأخيرتين، حدث جدل حول مواضيع المفاوضات والمقاومة. وفي كل مرة كان الأسد ينتقد بشدة بحث السلطة عن غطاء عربي للتفاوض، وعدم تبنيها خيار المقاومة، وكان عباس يرد عليه بأن من واجب العرب مناقشة تطورات القضية الفلسطينية وأن لا أحد يزايد على السلطة وحركة فتح في مسألة المقاومة، وأن «من أراد المقاومة فليعلن الحرب». من جهته دعا وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، في الولايات المتحدة، أمس، الفلسطينيين للاستجابة لما قاله الرئيس الأسد، وحمل الفلسطينيين المسؤولية الأكبر عن عرقلة المفاوضات بسبب إصرارهم على تجميد البناء الاستيطاني. وعلى طريقة «جاء ليكحلها فعماها»، قال إنه عندما كان يشغل منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية (1999 - 2001)، بنى في المستوطنات أربعة أضعاف ما يبنى اليوم، ومع ذلك فإن الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، لم يحدث أزمة في المفاوضات، بل استمر في التفاوض من دون توقف. وفي فترة حكومة إيهود أولمرت، بني ضعفا ما يبنى اليوم، وكذلك لم تتوقف المفاوضات.

واستند باراك، إلى تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد في باريس، أول من أمس، التي انتقد فيها وضع الفلسطينيين شرطا للمفاوضات تجميد البناء الاستيطاني، قائلا إن «السلام يضمن الانسحاب الإسرائيلي من الأرض العربية بوجود المستوطنات أو بغيابها». وقال باراك: «هذا هو الكلام السليم، فما الذي ينتظره الفلسطينيون بعد حتى ينزلوا عن شجرة تجميد الاستيطان». وقال باراك إن حكومته لا تبني مستوطنات جديدة بل داخل المستوطنات فقط، وإنه خلال 43 عاما من الاحتلال الإسرائيلي لا تتعدى مساحة المستوطنات أكثر من 2% من أراضي الضفة الغربية. وأشار إلى أن الجهود لاستئناف مفاوضات السلام لم ولن تتوقف وأنه يرى ضرورة ملحة لأن تستأنف فورا. وقال إن هذه المفاوضات يجب أن تكون مباشرة وأن تتناول القضايا الجوهرية. الجدير ذكره أن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، سيصل إلى المنطقة بعد غد الاثنين ليحاول استئناف المفاوضات غير المباشرة. وسيلتقي كلا من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وغيرهما من المسؤولين.