حزب بارزاني يعقد اليوم مؤتمره الثالث عشر في أربيل وسط إجراءات أمنية مشددة

قيادي كردي لـ «الشرق الأوسط»: نتوقع لقاءات جانبية لقادة العراق

TT

بدأت السلطات الأمنية في أربيل منذ مساء أمس بتشديد إجراءاتها حول قاعة سعد عبد الله للمناسبات التي ينتظر أن تنطلق فيها اليوم أعمال المؤتمر الثالث عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، وسط توقعات بوصول رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بعد تأكد وصول رئيس القائمة العراقية إياد علاوي، والرئيس العراقي جلال طالباني، إلى أربيل للمشاركة في المؤتمر.

وفي اتصال بمصدر في قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الدعوات وجهت لأكثر من 300 شخصية سياسية عراقية ودولية بينهم عدد من سفراء الدول المعتمدين لدى العراق، يتقدمهم المالكي وقادة الكتل السياسية، ووصل الكثير منهم إلى كردستان على رأسهم علاوي وتم توزيعهم على دور الضيافة الرسمية بالإقليم.

وأضاف المصدر: «إن هذا المؤتمر ينعقد بعد مرور 11 عاما على آخر مؤتمر للحزب، ولذلك يتوقع أن يبحث الكثير من الملفات والقضايا التنظيمية والتطورات السياسية التي حدثت في السنوات الأخيرة التي أعقبت سقوط النظام السابق، وفي مقدمتها: شعار الحزب، ومسألة إجراء التغييرات على المستوى القيادي، وتطعيم اللجنة القيادية بالعناصر الشبابية والنسوية، ومن المتوقع أن يبحث المؤتمر العلاقات مع دول الجوار، وكذلك مع الأحزاب الكردستانية وعلى رأسها علاقات التحالف القوي بين الحزب وحليفه الاتحاد الوطني الكردستاني، حيث من المتوقع أن تطرح الاتفاقية الاستراتيجية التي تربطهما منذ عام 2005 على طاولة البحث داخل المؤتمر».

وحول ما إذا كان القادة العراقيون الذين سيأتون إلى كردستان للمشاركة في المؤتمر سيبحثون القضايا المتعلقة بتشكيل الحكومة العراقية المقبلة، قال قيادي في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس طالباني: «إنه من المتوقع أن تشهد أروقة المؤتمر لقاءات جانبية للقادة العراقيين خصوصا مع وجود الرئيس طالباني والرئيس بارزاني وعلاوي والمالكي، حيث إن طالباني تشاور مع علاوي، ومع وصول المالكي يتوقع أن تتسع دائرة اللقاءات الجانبية، ولكن على العموم لا أعتقد أن يكون هناك تطور مهم خلال هذه اللقاءات التي أعتبرها لقاءات (مجاملة) لأن رئيس الإقليم وقادة الحزب الديمقراطي سيكونون مشغولين بمؤتمرهم، وليس هناك مجال لتركيز المشاورات على مسألة تشكيل الحكومة، وأعتقد أن الأمور المتعلقة بمسألة تشكيل الحكومة مؤجلة حاليا إلى حين انتهاء أعمال هذا المؤتمر».

إلى ذلك، لم تمنع المشاغل الكثيرة لبارزاني وانهماكه الحالي بالتحضير للمؤتمر العام لحزبه، وكذلك إشرافه المتواصل على المفاوضات التي يجريها وفد الكتلة الكردستانية مع المالكي بهدف الحصول على الاستحقاقات القومية والانتخابية في الحكومة القادمة، من قراءته للمقالات اليومية التي تنشرها الصحف المحلية ومتابعة آخر التطورات في القضايا السياسية والإعلامية، فيلفت نظره مقال لأحد الكتاب الكرد منشور بصحيفة «آسو» الكردية اليومية وهو يعلق على جزء من تقرير «ويكيليكس» الذي يتحدث عن تنازل القيادة الكردستانية عن قضية كركوك، فبادر بارزاني فور انتهائه من قراءة المقال بالاتصال بكاتبه، عارف قورباني، رئيس تحرير الصحيفة، ليؤكد له «أنه كرئيس للإقليم لم ولن يتنازل عن كركوك تحت أي ظرف كان». وكان قورباني قد استند في مقاله إلى ما جاء في تقرير «ويكيليكس» حول كردستان وحديثه عن لقاء جمع بين مراد أوزجليك ممثل تركيا لدى العراق، وكريم سنجاري وزير داخلية إقليم كردستان، حيث بعث أوزجليك على أثره برسالة إلى السفارة الأميركية في العراق يؤكد فيها أن الجانب الكردي على استعداد لإبداء المرونة في ما يتعلق بإلحاق كركوك بإقليم كردستان، وهذا ما اعتبره الكاتب والكثير من الأوساط السياسية والإعلامية الكردستانية تنازلا من قيادة الإقليم عن كركوك وتراجعا عن مواقفها المعلنة حول المطالبة بكركوك، وطالب الكاتب قورباني رئاسة الإقليم بتوضيح موقفها مما جاء في تقرير «ويكيليكس». وفي اتصال هاتفي أجراه بارزاني مع كاتب المقال، أول من أمس، أكد حرصه على كركوك، موضحا مواقفه الثابتة بالتمسك بمطالب الشعب الكردي في كركوك، نافيا الأنباء التي أوردها تقرير «ويكيليكس». وقال بارزاني «إنه والقيادة الكردستانية لم ولن يقدما أي تنازلات في ما يتعلق بقضية كركوك وبالاستحقاقات القومية للشعب الكردي في العراق».