نقل أسانج إلى زنزانة انفرادية.. ومنشقون عن «ويكيليكس» يؤسسون موقعا منافسا

هولندا تعتقل مراهقا متهما بقرصنة مواقع «فيزا» و«ماستر كارد».. ومظاهرات تضامن مع أسانج في أستراليا

مئات الأستراليين يشاركون في مظاهرة تأييد لمؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانج في العاصمة سيدني أمس (أ.ف.ب)
TT

أودع جوليان أسانج مؤسس «ويكيليكس» المعتقل في لندن منذ الثلاثاء الماضي في قضية اغتصاب مفترضة، في زنزانة انفرادية، بحسب ما قالت محاميته جنيفر روبنسون أمس. وقالت روبنسون إن سجن واندزوورث في لندن حيث هو معتقل اتخذ هذا القرار «لضمان سلامته». وأضافت «كنا أعربنا عن قلقنا من المشكلات الأمنية المحتملة لكننا لم نطلب أن يحبس» في زنزانة انفرادية. بحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية «أظهر سجناء اهتماما كبيرا بأسانج» ما قد يكون برر قرار سجن واندزوورث نقله أمس إلى زنزانة انفرادية في مركز الاعتقال نفسه. وتابعت «ليس لديه وسائل تسلية ولا يمكنه إجراء اتصالات هاتفية بسهولة إنه وحيد».

وقالت إن أسانج طلب أن يزود بكومبيوتر محمول ليتمكن من الدفاع عن نفسه، مشيرة إلى أن موكلها «يواجه مشكلات في الكتابة» لأنه لا يملك أوراقا ليكتب عليها. وقال مارك ستيفنز المحامي الآخر الذي يتولى الدفاع عن أسانج إن الأخير سيتمكن بشكل محدود من الدخول إلى شبكة الإنترنت بواسطة هذا الكومبيوتر. وقالت روبنسون إن موكلها «محبط لأنه غير قادر على الرد على اتهامات ضده بشأن تعرض مواقع معادية لـ(ويكيليكس) لهجمات من قبل قراصنة معلوماتية». وأضافت «قال لي إنه ليس متورطا على الإطلاق فيما حصل وإن الأمر يتعلق بمحاولة متعمدة لإشراك موقع (ويكيليكس) الذي هو مؤسسة إعلامية، مع قراصنة معلوماتية. و(ويكيليكس) ليس كذلك».

وكان أسانج الذي يحمل الجنسية الأسترالية أوقف الثلاثاء في لندن في إطار قضية اغتصاب واعتداء جنسي في السويد، البلد الذي يطالب بتسلمه. ويصادف اعتقاله مع كشف موقعه منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) برقيات دبلوماسية أميركية تسببت في زلزال دبلوماسي في العالم.

من جهة أخرى، تراجعت الحكومة الأسترالية أمس عن وصفها لمؤسس موقع «ويكيليكس» الإلكتروني جوليان أسانج بأنه مجرم في الوقت الذي نظم فيه مؤيدوه مظاهرات في 3 مدن تدعو إلى إطلاق سراحه من السجن في بريطانيا. وقال النائب العام الأسترالي روبرت مكليلاند إن تحقيقات الشرطة فيما إذا كان نشر وثائق أميركية سرية يمثل جريمة أم لا ستستغرق أكثر من عام. وأضاف «ليس من اختصاصي تحديدا التعليق أو القول إن أي شخص شارك في سلوك إجرامي».

ويمثل تصريحه تراجعا عما قالته رئيسة الوزراء جوليا غيلارد الأسبوع الماضي إن نشر أسانج آلاف البرقيات الدبلوماسية الأميركية «أمر غير مسؤول ولا قانوني». وأشار مكليلاند الأسبوع الماضي إلى احتمال سحب جواز السفر الأسترالي الذي يحمله أسانج ولكنه رفض تكرار ذلك التهديد.

إلى ذلك، أعلن منشقون عن «ويكيليكس» مستائين من أسانج عن إطلاق مشروع منافس سموه أوبنليكس (التسريبات المفتوحة) قريبا يرمي إلى تسهيل التسريبات مباشرة إلى وسائل الإعلام. وعلى عكس «ويكيليكس» فإن مشروع أوبنليكس لم ينشر مباشرة على الإنترنت لكنه سيسمح لوسائل إعلام شريكة بتلقي المعلومات، على ما أوضح المتحدث الألماني السابق باسم «ويكيليكس» دانييل دومشيت - بيرغ والعضو الآيسلندي السابق هربرت سنوراسن. وقال دومشيت - بيرغ في وثائقه حول «ويكيليكس» سيبثه مساء الأحد التلفزيون السويدي «إس في تي»: «(أوبنليكس) مشروع تكنولوجي يرمي إلى تقديم خدمات إلى الآخرين بحيث يمكنهم من تلقي معلومات من مصادر لا يكشف عن هويتها». وتم تشغيل عنوان الموقع «أوبنليكس أورغ» حيث تظهر عبارة «الانطلاق قريبا» تحت شعاره.

من جهته، نفى موقع «ويكيليكس» أمس أي صلة له بهجمات إلكترونية تعرضت لها شركات عالمية تعتبر معادية له وقال إنه لم يدعم أو يشجب الحملة الإلكترونية. وجاء في بيان نشره الموقع نقلا عن كريستين هرافنسن المتحدث باسم «ويكيليكس» أن الهجمات «تعكس رأيا عاما فيما اقترفته الأهداف من أفعال». ونجحت بالفعل الحملة التي تهدف للانتقام لـ«ويكيليكس» وأطلقت على نفسها اسم «أوبريشن باي باك» أو «عملية رد الدين» في تعطيل موقعي شركتي «فيزا» و«ماستر كارد» وموقع الحكومة السويدية لبعض الوقت.

وأشار موقع «ويكيليكس» إلى أن الهجمات تشبه ما تعرض منذ أن بدأ في نشر المراسلات الدبلوماسية الأميركية المسربة وعددها 250 ألف وثيقة يوم 28 نوفمبر. وذكر في بيان: «يعتقد أن هذه الهجمات المعطلة للخدمات نبعت من جمع على الإنترنت يعرف باسم (مجهولون).. ولا صلة لـ(ويكيليكس) بهذه المجموعة ولم يحدث اتصال بين أي من العاملين في (ويكيليكس) وأحد في مجموعة (مجهولون)». وتابع: «لم يتلق (ويكيليكس) أي إخطار مسبق بأي من أفعال مجموعة (مجهولون)». وينظر بعض المدافعين عن حرية الحصول على المعلومات والمتعاطفين مع «ويكيليكس» باستغراب لهجمات مجموعة «مجهولون» قائلين إنه لا يمكن الدفاع عن موقف «ويكيليكس» من خلال إنكار حق الآخرين في الحصول على المعلومات. وأوقفت بعض المؤسسات الأميركية تعاملاتها مع «ويكيليكس» بعدما نشر الموقع الآلاف من التقارير الدبلوماسية السرية الأميركية وبعضها محرج، مما أحدث توترا بين واشنطن وعدد من حلفائها. وتعطل الموقع الإلكتروني للمدعي العام الهولندي عدة ساعات في هجوم إلكتروني على ما يبدو أمس، جاء بعد اعتقال مراهق يشتبه في عمله مع مخترقي أجهزة كومبيوتر (هاكرز) متعاطفين مع موقع «ويكيليكس» الإلكتروني المتخصص في نشر الوثائق السرية. كما توقف الموقع الإلكتروني للشرطة الوطنية عدة مرات أمس. وجاءت هذه الحوادث مع تكثيف السلطات الهولندية بحثها عن قراصنة إنترنت متورطين في هجمات إنترنت على المواقع الإلكترونية لشركات بطاقات الائتمان «ماستر كارد» و«فيزا» و«باي بال». ومن المحتمل إجراء المزيد من الاعتقالات في هولندا ودول أخرى وفقا لمكتب المدعي العام في لاهاي.

واحتجزت الشرطة مساء أول من أمس الأربعاء مراهقا يبلغ من العمر 16 عاما، تردد أنه تعاون مع مجموعة هاكرز مؤيدين لموقع «ويكيليكس» الإلكتروني ويعتقد أنهم وراء الهجمات. وتردد أن المجموعة استخدمت خادم (سيرفر) في هارليم بالقرب من أمستردام في حملتها «عملية الانتقام».