قادة الجمهوريات السوفياتية السابقة يبحثون التعاون في مجالي الأمن والاقتصاد

مصالحة تاريخية بين الرئيسين الروسي والبيلاروسي

TT

تحت لافتتين مختلفتين التقى في موسكو أمس رؤساء بلدان الفضاء السوفياتي السابق لمناقشة حالة وآفاق التعاون في الفترة المقبلة في مجالي الأمن والاقتصاد في أعقاب اجتماع مماثل عقده أمس أيضا وزراء خارجية هذه البلدان. وكانت روسيا القاسم المشترك في اجتماعي أمس اللذين عقدا لمجلس بلدان معاهدة الأمن الجماعي والتي تضم كلا من روسيا وبيلاروسيا وأرمينيا وكازاخستان وطاجاكستان وأوزبكستان وقرغيزستان ومجلس رؤساء بلدان منظمة الكومنولث التي تضم إلى جانب هذه البلدان كلا من أوكرانيا ومولدوفا وأذربيجان.

وأشارت مصادر الكرملين إلى أن الرئيس ديمتري ميدفيديف استهل اجتماع مجلس رؤساء بلدان منظمة معاهدة الأمن الجماعي بإطلاع نظرائه على نتائج مباحثاته في لشبونة التي أجراها في إطار مجلس روسيا - الناتو في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مشيرا إلى أن الاستراتيجية الجديدة التي أقرها حلف الناتو تقول إنه لا يمثل تهديدا لروسيا التي يسعى إلى تحقيق الشراكة معها. وقالت إن الاجتماع مدعو لبحث أكثر من 30 موضوعا في مختلف المجالات.

وكان الرئيسان ميدفيديف ونظيره الكازاخستاني نور سلطان نزاربايف عقدا اجتماعا ثنائيا على هامش أعمال القمة خلصا فيه إلى إقرار خطة العمل لأجهزة البلدين خلال الفترة 2011 - 2012 إلى جانب إقرارهما لما جرى التوصل إليه من اتفاق حول إمداد كازاخستان بعشر من منظومات الصواريخ المضادة للطائرات من طراز «إس - 300» والموجهة لاعتراض الطائرات والصواريخ والتي تفوق قدرات مثيلاتها الأميركية من طراز «باتريوت» حسب تقديرات الخبراء الروس.

وقالت إيرينا كوفالتشوك المتحدثة الرسمية باسم وزارة الدفاع في ختام اجتماع وزيري دفاع روسيا وكازاخستان إن مناقشة قضية إمداد كازاخستان بمثل هذه المنظومات الصاروخية التي سبق وامتنعت موسكو عن إرسالها إلى إيران يستهدف تعزيز التعاون في إطار تشكيل المنظومة الموحدة للدفاع الصاروخي المشترك.

وكانت موسكو شهدت أيضا انفراجة تاريخية بين روسيا وبيلاروسيا بعد تصعيد طال هيبة قيادتي البلدين وتحول في بعض فصوله إلى حملات من الملاسنات الكلامية التي انزلق إليها كل من الرئيسين ميدفيديف والكسندر لوكاشينكو قبل لقائهما الأخير في العاصمة الروسية. ويعتبر هذا اللقاء ذا معنى خاص قبيل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في بيلاروسيا يوم 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري والتي يخوضها لوكاشينكو الذي كان فاز بولايته الأولى في عام 1994.

وناقش رؤساء بلدان معاهدة الأمن الجماعي تطوير آليات التعامل مع الأزمات وتعزيز قدرات المنظمة على مواجهة الأخطار والتحديات المعاصرة سواء في الفضاء السوفياتي السابق أو خارجه. وأشار ميدفيديف إلى أن القوات التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي ستكون على مستوى متكافئ مع قوات حلف الناتو. وأشار ميدفيديف إلى أن قوات الانتشار السريع التابعة للمنظمة والتي قد يبلغ عددها 15000 جندي مدعوة للاضطلاع بمهمة الدفاع ضد أي عدوان خارجي ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والعمل على إزالة آثار الكوارث الطبيعية والحوادث الطارئة. وكان رؤساء بلدان المنظمة أقروا في فبراير (شباط) من العام الماضي إنشاء هذه القوات المسلحة بهدف الحفاظ على أمن واستقرار الأوضاع في الفضاء السوفياتي السابق. ومن المقرر أن تتولى بيلاروسيا رئاسة الدورة التالية للمنظمة.