مصر: جهود للوقوف على حقيقة احتجاز مهربين لمهاجرين إريتريين في سيناء

سلطات التحقيق أمرت بترحيل 82 متسللا أفريقيا كانوا متجهين لإسرائيل

TT

قالت مصر أمس إنها تبذل جهودا للوقوف على حقيقة احتجاز مهربين بسيناء لمهاجرين إريتريين، في وقت أمرت فيه سلطات التحقيق في البلاد بترحيل 82 متسللا أفريقيا بينهم سودانيون وإريتريون كانوا متجهين لإسرائيل.

ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه مخاوف عدة أطراف إقليمية ودولية من ظاهرة تسلل الأفارقة إلى إسرائيل ما يعرضهم للهلاك في الطريق الطويل عبر الصحراء الشرقية وسيناء بمصر.

وقالت الخارجية المصرية ردا على تقارير بشأن احتجاز مهربين بسيناء لنحو 250 إريتريا منذ نحو شهر، إن الأجهزة الأمنية ما زالت تواصل جهودها للوقوف على حقيقة ما أشيع عن احتجاز عدد من الرعايا الإريتريين في سيناء من قبل بعض التنظيمات الإجرامية.

وأوضح السفير محمد عبد الحكم، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين بالخارج والهجرة واللاجئين، أنه لم يستدل حتى الآن على واقعة احتجاز الرعايا الإريتريين المذكورين أو مقتل بعضهم.

وأضاف، حسب ما نقلته عنه وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن ما يتداول في هذا الشأن من معلومات غير مؤكدة، يشير إلى دخول هؤلاء الإريتريين إلى مصر بطريقة غير شرعية، وليس عبر منافذ الدخول الشرعية للبلاد، وأن وزارة الخارجية سبق أن حذرت مرارا من مخاطر الهجرة غير الشرعية واستغلال البعض الأراضي المصرية للعبور إلى الدول الأخرى.

على صعيد متصل قررت سلطات التحقيق بمدينة السويس عند الطرف الجنوبي لقناة السويس بمصر ترحيل 82 مهاجرا أفريقيا من إثيوبيا وإريتريا كان تم اعتقالهم يوم الأربعاء الماضي عندما كانوا يعتزمون التسلل إلى إسرائيل عبر الحدود الدولية مع مصر.

وقال المهاجرون في التحقيقات التي أجراها معهم محسن عبد الرازق ومحمد إبراهيم وكيلا نيابة السويس إن كل واحد من المهاجرين دفع نحو ألفي دولار لعصابات التهريب بسيناء مقابل تسهيل تسللهم إلى إسرائيل بحثا عن فرص جديدة للعمل هناك.

كما أشارت التحقيقات إلى أن المهاجرين دخلوا إلى الأراضي المصرية قادمين عبر الحدود السودانية قبل 6 أيام من إلقاء القبض عليهم بمنطقة جبلية بالسويس، وأنهم وصلوا إلى مشارف سيناء عن طريق نقلهم في شاحنات صغير عبر دروب صحراوية صعبة من أسوان قرب الحدود السودانية المصرية جنوبا حتى السويس.

وقالت مصادر التحقيقات إن نيابة السويس التي أصدرت قرار الترحيل رأت أن المخالفة التي ارتكابها المهاجرون، وهي دخول الأراضي المصرية بطريقة غير شرعية، لا تستوجب إحالتهم للمحاكمة، خاصة أنهم لم يعتقلوا عند الأسلاك الشائكة التي تفصل بين مصر وإسرائيل.

يشار إلى أنه تسلل خلال السنوات الماضية مئات المهاجرين الأفارقة إلى الأراضي المصرية عبر الحدود مع السودان وقتل عشرات منهم برصاص الشرطة خلال محاولاتهم التسلل إلى إسرائيل منهم 30 هذا العام و19 العام الماضي، حيث ذكرت تقارير أن مهربي بشر قتلوا 5 مهاجرين هذا العام.

وتطالب منظمة العفو الدولية بالتحقيق في حوادث قتل المهاجرين على الحدود مع إسرائيل فيما تقول مصر إن الشرطة تطلق النار على المتسللين الذين يصرون على اجتياز خط الحدود رغم تحذيرهم.

وقبل نحو 3 أسابيع ألقت الشرطة في محافظة السويس القبض على 53 مهاجرا سودانيا خلال محاولتهم الوصول إلى شبه جزيرة سيناء في حاوية فوق شاحنة كبيرة. وحكمت محكمة عسكرية عليهم بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ وأمرت بترحيلهم إلى بلادهم.