دعوات في مجلس الأمن للتحقيق في «تقنيات التهريب» الإيرانية.. وتشديد العقوبات

وزير الدفاع الأميركي: قلق مشترك من سلوك طهران «العدواني»

ناشط يرتدي قناعا يرمز للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، فيما تتظاهر ناشطتان بتدمير صاروخ نووي احتجاجا على توجهات إيران النووية، في نيويورك، أمس (أ.ف.ب)
TT

اتهمت الدول الغربية في مجلس الأمن الدولي، أمس، إيران باستخدام مزيد من الأساليب المعقدة لتهريب السلاح إلى الخارج، في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة. وجاء ذلك بينما قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إن دولا مجاورة للجمهورية الإسلامية قلقة بشكل واضح من «السلوك العدواني» لطهران وإن تلك الدول تؤيد العقوبات الدولية التي تهدف إلى كبح جماح الطموحات النووية الإيرانية. وطلبت بريطانيا على لسان سفيرها مارك ليال غرانت من مجلس الأمن التفكير في تشديد العقوبات، فيما اعتبرت فرنسا أن على الخبراء المكلفين بموضوع العقوبات التحقيق في شأن «تقنيات التهريب» لدى إيران.

وتم الإعراب عن هذا القلق بعد مصادرة سبعة أطنان من المتفجرات من مادة (+تي 4+) داخل حاويات في إيطاليا في سبتمبر (أيلول) الماضي وحاويات أخرى الشهر الماضي في نيجيريا تضم صواريخ وقذائف هاون وأسلحة أخرى. وشدد غرانت على أن الحمولات التي تمت مصادرتها تندرج في إطار «انتهاكات مخطط لها» للعقوبات التي فرضت على إيران، وذلك بعد مصادرة أسلحة أخرى كان بعضها موجها إلى كوريا الشمالية. وقال السفير البريطاني إن على لجنة العقوبات في مجلس الأمن أن «تفكر في إضافة عناصر إضافية (إلى قائمة العقوبات) لتفادي انتهاكات جديدة».

واعتبر مارتن برينز مساعد الممثل الدائم لفرنسا أن هناك «تدفقا لكميات كبيرة من الأسلحة ومواد خطيرة أخرى (...) بين ميناءي بندر عباس واللاذقية (في سوريا)». وعبر موانئ أخرى «في أفريقيا». وأضاف «هذا ليس بالتأكيد سوى الجزء الظاهر من جبل الجليد»، معتبرا أن هذا التهريب «يثبت أن إيران تواصل انتهاك التزاماتها الدولية». وأضاف أن هذا الأمر يثبت «أيضا أن للعقوبات تأثيرا ما دامت إيران تلجأ إلى أساليب أكثر تعقيدا».

وأيدت سفيرة الولايات المتحدة سوزان رايس الدعوة إلى إجراء مزيد من التحقيقات، لافتة إلى أن هذا الأمر «سيساعدنا في وقف تهريب الأسلحة من جانب إيران». وفي غضون ذلك، قال وزير الدفاع الأميركي، بعد رحلة استمرت أسبوعا شملت زيارة أفغانستان وسلطنة عمان والإمارات، إن دولا مجاورة لإيران، في إشارة إلى دول الخليج، قلقة بشكل واضح من «السلوك العدواني» لطهران وإنها تؤيد العقوبات الدولية.

وقال غيتس للصحافيين على متن طائرته أثناء العودة إلى الولايات المتحدة بعد انتهاء الجولة «يمكن أن ترى التأييد العام في المنطقة لفرض العقوبات ولفعل ما يمكننا لجعل العقوبات فعالة ومحاولة دفع الحكومة الإيرانية للتخلي عن برنامجها للأسلحة النووية». وأضاف أن «من الواضح أن هناك قلقا.. ليس فقط في هذه المنطقة ولكن في أماكن أخرى أيضا.. بخصوص سلوك إيران العدواني بوجه عام فيما يتعلق بحزب الله ولبنان وأماكن أخرى في أنحاء العالم.. وأعتقد أن هذا القلق مشترك على نطاق واسع».

وسعت إيران في الأيام الماضية لطمأنة دول عربية خليجية في منطقة الخليج بعدما أظهرت برقيات دبلوماسية أميركية نشرها موقع «ويكيليكس» وجود حالة قلق كبير في المنطقة بسبب برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم الذي يشتبه الغرب في أنه يهدف لإنتاج أسلحة ذرية لكن إيران تقول إن هدفه هو توليد الطاقة.

وكانت قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي عقدت في أبوظبي الأسبوع الماضي قد دعت طهران إلى الالتزام بالمرتكزات الأساسية لإقامة علاقات حسن جوار والاحترام المتبادل وعدم تدخلها في الشؤون الداخلية وحل الخلافات بالطرق السلمية وعدم استخدام القوة أو التهديد بها. كما أعربت عن آمالها في استجابة إيران للجهود الدولية التي تبذل لإيجاد حل للملف النووي الإيراني بالطرق السلمية. كما رحبت دول المجلس في البيان الختامي للقمة بجهود مجموعة دول 5+1 لحل أزمة الملف النووي الإيراني بالسبل السلمية، داعية في الوقت ذاته طهران إلى الاستجابة لهذه الجهود.

وأجرت مجموعة الدول الست (الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن وألمانيا) جولة مفاوضات مع إيران حول ملفها النووي في جنيف الأسبوع الماضي ومن المقرر أن تعقد الجولة الثانية في مدينة إسطنبول التركية. ومن ضمن ما تم تناوله في الجولة الأولى المخاوف الدولية من طموحات إيران النووية.

وكان منوشهر متقي، وزير الخارجية الإيراني قد قال في مؤتمر منتدى حوار المنامة الذي عقد في البحرين مؤخرا: «قوتنا في المنطقة هي قوتكم»، في رد ضمني على ما ورد في وثائق «ويكيليكس» حول قلق المنطقة من التسلح الإيراني. وقال مسؤول أمني كبير في دولة خليجية عربية ردا على تصريحات متقي، إن القلق سيظل قائما إلى أن تتعامل إيران «بصراحة» مع المجتمع الدولي فيما يتعلق ببرنامجها النووي.

كما قال غيتس، أمس، إنه ناقش أهمية استمرار الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على إيران في اجتماع وصفه بأنه «مرض للغاية» مساء أول من أمس مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.