رائد صلاح بعد إطلاق سراحه: الأحكام الإسرائيلية غبية

TT

أفرجت إسرائيل، أمس، عن الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الداخل، بعد أن قضى حكما بالسجن لمدة 5 أشهر في سجن الرملة بعد اتهامه بالاعتداء على جندي إسرائيلي في أحداث باب المغاربة عام 2007.

ويعتبر صلاح رمزا عربيا في إسرائيل في الدفاع عن الأماكن الإسلامية المقدسة، وكان قد تلقى تهديدات أكثر من مرة بسبب نشاطاته وتقرر مؤخرا منعه من دخول المسجد الأقصى.

وسجلت ضد صلاح عدة ملفات قضائية لم تحسم، وأثير حول حياته جدل كبير عندما شارك في أسطول سفن الحرية في مايو (أيار) الماضي؛ إذ قتل أحد النشطاء الأتراك الشبيهين بصلاح، وهو ما أثار غضبا في الداخل العربي في إسرائيل في البداية اعتقادا أن صلاح هو الذي قتل، وكادت الحادثة تفجر مواجهات كبيرة في إسرائيل.

وقال صلاح على باب سجنه، بعد الإفراج عنه، إنه لن يلتزم بقرار منعه من دخول المسجد الأقصى، وأكد أنه سيذهب إلى هناك ويصلي فيه في الوقت الذي يريده.

ومن شأن خطوة كهذه أن تعيد صلاح للسجن، وأوضح صلاح: «فليحضروا لي عشرات الملفات في المحاكم الإسرائيلية، طريقي لن يتغير.. سأمضي في هذا الطريق وسألقى الله تعالى وأنا أرفع هذه الراية».

ووصف صلاح الأحكام التي صدرت بحقه سابقا، بأنها «أحكام جاهلة وغبية وقصيرة النظر». وأضاف «أنا لم ولن أعترف بقرارات ومحاكم الاحتلال وبقرارات المنع الإسرائيلي الذي فرض علي بلغة الحكم العسكري عدم دخولي المسجد الأقصى ومحيطه». وتابع: «إنها حتى ليست أحكاما عسكرية بل هي أحكام غبية، ويظن الاحتلال أن السجون ستردعنا عن مواصلة طريقنا، وهذا تفكير سطحي لا يصدر إلا عن أغبياء»، وأردف: «دخلت السجن قويا وخرجت منه أقوى، وإيماني بالقدس والأقصى ازداد واستعدادي للتضحية قائم وسأبقى أردد: بالروح بالدم نفديك يا أقصى».

وأشار صلاح إلى أنه قضى فترة سجنه «بكبرياء وعزة»؛ حيث قام بكتابة 3 كتب، منها ديوان شعر، وكتاب حول القدس.

وتلقى صلاح، من مواليد مدينة أم الفحم عام 1958، وهو أب لـ8 أبناء، تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في أم الفحم، وحصل على البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل.

وبدأ صلاح نشاطه الإسلامي مبكرا؛ حيث اعتنق أفكار «الإخوان المسلمين»، ونشط في مجال الدعوة الإسلامية داخل الخط الأخضر منذ أن كان في المرحلة الثانوية.

شارك في تأسيس الحركة الإسلامية في داخل الـ48، في بداية السبعينات، وظل من كبار قادتها حتى الانشقاق الذي حدث نهاية التسعينات بسبب قرار بعض قادتها، ومنهم الشيخ عبد الله نمر درويش رئيس الحركة، خوض انتخابات الكنيست، ثم ترأس قيادة الحركة.

رشح نفسه لانتخابات بلدية أم الفحم، ونجح في رئاستها 3 مرات، كان أولاها عام 1989. وانتخب عام 2000 رئيسا لجمعية الأقصى لرعاية المقدسات الإسلامية التي أسهمت بشكل فاعل في الدفاع عن المسجد الأقصى، وأظهرت محاولات الاحتلال المتكررة للحفر تحته.

أسهم في إنشاء مشروع صندوق طفل الأقصى الذي يهتم برعاية نحو 16 ألف طفل، وأشرف على تنظيم المسابقة العالمية «بيت المقدس في خطر» التي تجرى أعمالها سنويا في شهر رمضان للكبار والصغار بمشاركة عشرات الآلاف من أرجاء العالم كافة.

أثار قلق إسرائيل أكثر بعدما نظمت حركته مهرجانا ضخما حضره 60 ألف فسلطيني عام 2002، وبدأت تتهمه بالتحريض على إسرائيل. واعتقل عام 2003، إضافة إلى 13 من قادة الحركة الإسلامية بزعم أنهم قاموا بتبييض أموال لحساب حركة حماس وبتهم الاتصال بجهات معادية.

وأخذت إسرائيل تضيق أكثر عليه، وقال جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) إنه يوجد أساس راسخ لتقديمه هو وعدد من قادة الحركة الإسلامية للمحاكمة.

أصيب أكثر من مرة في مواجهات بالقدس، وكان دائما يقود النفير للدفاع عن الأقصى. والعام الماضي، منع الشيخ من دخول مدينة القدس بتهم التحريض والمس بسيادة إسرائيل، وهذا العام سجن 5 شهور بسبب اتهامات بالاعتداء والبصق على شرطي إسرائيلي قبل 3 أعوام.