الأردن يدعو إلى الدخول في صلب مفاوضات السلام وقضايا الحل النهائي

العاهل الأردني إلى بروكسل للقاء القادة الأوروبيين وبحث عملية السلام

TT

دعا وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إلى ضرورة استثمار عامل الوقت وتكثيف الجهود للسعي نحو تحقيق السلام الشامل الذي تشكل القضية الفلسطينية جوهره، مجددا التأكيد على أن الاستيطان الإسرائيلي غير شرعي وغير قانوني، وأن هناك ضرورة للدخول في صلب المفاوضات والقضايا المتعلقة بالحل النهائي.

وقال جودة، في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الأسترالي كيفن رود عقب مباحثاتهما أمس في العاصمة الأردنية عمان، إن «هناك مفاوضين فلسطينيين وإسرائيليين في واشنطن الآن، وإن هناك لقاءات تجري بين الإدارة الأميركية والمفاوضين».

وردا سؤال حول رفض إسرائيل وقف الاستيطان والتحرك العربي المقبل إزاء جهود السلام، قال جودة: «إن لجنة المبادرة العربية للسلام ستعقد اجتماعا خلال الأيام المقبلة في القاهرة لبحث آخر المستجدات والتطورات في هذا الملف».

وأشار إلى الموقف الأميركي الإيجابي بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وتحقيق السلام الشامل في المنطقة.

ولفت إلى موقف الإدارة الأميركية الذي عبرت عنه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بعدم شرعية الاستيطان وعدم قانونيته، وأن «هناك تحركا على جميع المستويات، وعلينا الانتظار لما ستفضي إليه هذه التحركات»، معربا عن أمله في الخروج بصيغة تمكن الجميع من الدخول في هذه المفاوضات في إطار زمني محدد.

وأوضح أن هدف تحقيق السلام في المنطقة على أساس حل الدولتين والمرجعيات الدولية المعتمدة بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو عام 1967، والتي تعيش بأمن وسلام جنبا إلى جنب مع إسرائيل، يحظى بإجماع دولي، مشيرا إلى الموقف الإيجابي جدا للاتحاد الأوروبي الذي عبرت عنه مفوضة السياسة الخارجية الأوروبية كاثرين أشتون مؤخرا.

من جانبه عبر كيفن رود، وزير الخارجية الأسترالي، عن تقدير بلاده للجهود التي يبذلها الأردن لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا دعم بلاده لهذه الجهود وصولا إلى غاياتها المنشودة بحل الصراع في المنطقة على أساس حل الدولتين في سياق إقليمي شامل.

الى ذلك قال مجلس الاتحاد الأوروبي، إن العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين، سيجري محادثات مع القادة الأوروبيين في بروكسل، خلال زيارة تستمر من الأربعاء القادم وحتى الجمعة، وتأتي بعد مرور ثلاث سنوات من إلقاء ملك الأردن خطابا أمام أعضاء البرلمان الأوروبي وجه خلاله الدعوة إلى الدول الأوروبية من أجل تقاسم «ثمار السلام» مع الدول العربية في الشرق الأوسط.

وقالت مصادر دبلوماسية في بروكسل لـ«الشرق الأوسط» إن عاهل الأردن سيجدد دعوته للأوروبيين للمساهمة بدور أكبر في دفع المسار السلمي في المنطقة.

ويلتقي الملك عبد الله برئيس مجلس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان ريمبوي، وبعدها رئيس المفوضية الأوروبية مانويل باروسو، ثم يلتقي الجمعة مع كاثرين أشتون منسقة السياسة الخارجية الأوروبية. كما أعلن البرلمان الأوروبي أن رئيسه جيرسي بوزيك سيلتقي العاهل الأردني.

وتأتي زيارة الملك عبد الله إلى بروكسل الأربعاء، قبل يوم واحد من انطلاق أعمال قمة أوروبية يحضرها رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في التكتل الموحد وتستغرق يومين، ولم تستبعد مصادر دبلوماسية أن يلتقي عاهل الأردن بعدد من القادة الأوروبيين، كما سيجري محادثات مع كبار المسؤولين في الحكومة البلجيكية التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي. وتتركز المحادثات التي سيجريها الملك عبد الله حول سبل تطوير العلاقات بين بلاده ودول الاتحاد الأوروبي، وكذلك ملفات دولية في مقدمتها ملف عملية السلام في الشرق الأوسط، والدور الأوروبي لتحريك الملف.

يذكر أنه قبل ثلاث سنوات، وفي شهر ديسمبر (كانون الأول) أيضا، ألقى عاهل الأردن خطابا في البرلمان الأوروبي، أشار فيه إلى أن «أي حل مقبل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني كفيل بأن يؤدي إلى إقامة علاقات طبيعية بين إسرائيل وكل الدول العربية والإسلامية، أي ما يعادل ثلث سكان الأرض، وهو أمر يفتح بابا واسعا للتعاون والشراكة بين مختلف الأطراف الدولية، بما فيها دول المنطقة والاتحاد الأوروبي». ولمح إلى أن منطقة الشرق الأوسط تواجه نفس التحديات التي تواجهها أوروبا، وقال «معكم وبمساعدتكم نستطيع النجاح لفائدة جميع الأطراف».

وشدد العاهل الأردني على أن «للعرب والأوروبيين مصالح مشتركة في تحقيق هذا السلام»، داعيا أوروبا «ذات التاريخ العريق في المصالحة إلى بذل كل الجهود الممكنة واستثمار كل القدرات للتوصل إلى حل عادل وشامل للصراع المركزي في المنطقة، الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على أساس قيام دولتين قابلتين للحياة بسلام وأمن».

وقال المجلس الأوروبي ببروكسل إن هناك شراكة وثيقة بين الأردن والاتحاد الأوروبي، ويقدم الأخير مساعدات في مجالات مختلفة للجانب الأردني، ويقدم أيضا للأردن الدعم من أجل تحقيق الاعتدال والإصلاحات في منطقة تعاني من اضطرابات سياسية. ويضيف المجلس الأوروبي أن هناك اتفاقا بين الجانبين على أهمية العلاقة الوثيقة من أجل التعاون في مجال الإصلاح الديمقراطي والتحديث الاقتصادي، وأن هناك خطة عمل في هذا الصدد تأتي في إطار سياسة الجوار الأوروبية مع عدد من الدول الشريكة للاتحاد، ومنها الأردن الذي يطالب بعلاقات متميزة على غرار دول أخرى مثل المغرب ومصر.