أوباما يتصل بأردوغان ورئيس المكسيك لإصلاح أضرار «ويكيليكس»

برقيات جديدة: موسكو رصدت قتلة ليتفيننكو.. وألمانيا تعتقد أن تركيا ليست عصرية بما يكفي للانضمام للاتحاد الأوروبي

TT

انضم الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى الجهود التي يبذلها فريق إدارته لإصلاح الأضرار الدبلوماسية التي لحقت بنشر البرقيات السرية لوزارة الخارجية الأميركية, وأجرى اتصالين مع رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، والرئيس المكسيكي، فيليب كالديرون.

وقد أكد أردوغان للرئيس الأميركي باراك أوباما أن تركيا مصممة على التعاون مع الولايات المتحدة على الرغم من المعلومات التي نشرها موقع «ويكيليكس» الإلكتروني، كما جاء في بيان نشره مكتبه أمس.

وقال أردوغان أثناء محادثة هاتفية مع أوباما إنه «من الأهمية بمكان عدم السماح لجدول أعمالنا المشترك بأن يضطرب دون سبب حقيقي»، بفعل نشر موقع «ويكيليكس» مذكرات دبلوماسية أميركية سرية في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) تصف بعض المسؤولين الأتراك بعبارات غير لائقة.

وأضاف رئيس الوزراء التركي: «إنه لأمر مزعج للغاية بالتأكيد أن يعاد نشر معلومات تستند إلى أقاويل سيئة النية في وثائق رسمية، وكذلك الأسلوب المستخدم فيها، والمكانة التي أعطيت لهذه الادعاءات».

وفي مذكرة دبلوماسية تعود لـ30 ديسمبر (كانون الأول) 2004، كتب السفير الأميركي في أنقرة في تلك الفترة، اريك إيدلمان، أنه «سمع من مصدرين أن أردوغان يملك ثمانية حسابات مصرفية في مصارف سويسرية»، مؤكدا أن توضيحات أردوغان بشأن هذه الثروة «واهية».

من جهة أخرى، وبحسب المذكرات التي نشرها موقع «ويكيليكس» فإن أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية التركي، وصف على أنه «خطير للغاية» من قبل مخبر للدبلوماسيين الأميركيين العاملين في أنقرة، الذي حذرهم من نفوذه الإسلامي على أردوغان.

ونفى رئيس الوزراء، الذي بدا غاضبا، هذه المعلومة في ديسمبر (كانون الأول)، ودعا واشنطن إلى «محاسبة» معدِّي هذه البرقيات التي تشكك في شخصه وفي بلاده، أبرز حليف للولايات المتحدة، بسبب «تعليقات خاطئة» و«تشهير».

وأعلن البيت الأبيض، السبت، أن أوباما تحدث مع أردوغان، و«أعرب له عن أسفه لهذه الأعمال المقيتة التي قام بها موقع (ويكيليكس)».

من جهة أخرى، استمر أمس نشر برقيات جديدة مسربة إلى موقع «ويكيليكس» حيث أفادت وثيقة دبلوماسية مؤرخة عام 2006 بأن روسيا أكدت أنها رصدت القتلة المفترضين للعميل الروسي السابق، ألكسندر ليتفيننكو قبل أن يقضي مسموما في لندن في العام نفسه، لكن البريطانيين طلبوا عدم التحرك.

وقضى ليتفيننكو، الذي تحول معارضا لفلاديمير بوتين، الذي كان آنذاك رئيسا لروسيا، مسموما بمادة البلوتونيوم في أحد فنادق لندن في نوفمبر (تشرين الثاني) 2006. واتهمت الشرطة البريطانية العميل السابق في الاستخبارات الروسية، أندري لوغوفوي، بالجريمة، لكنها روسيا رفضت تسليمه.

وأشارت وثيقة دبلوماسية أرسلتها السفارة الأميركية في باريس إلى واشنطن في ديسمبر 2006 ونشرتها صحيفة «غارديان» إلى «عشاء ودي» بين سفير الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب، هنري كرامتون، والممثل الخاص للرئاسة الروسية اناتولي سافونوف.

وأوردت الوثيقة أن «سافونوف أوضح أن السلطات الروسية في لندن علمت بوجود أفراد ينقلون مواد مشعة في المدينة، ولاحقتهم، لكن البريطانيين أبلغوا (الروس) أنهم يخضعون للمراقبة قبل أن يحصل حادث التسميم».

وأكدت الصحيفة البريطانية أنها سألت الكثير من الأشخاص القريبين من الملف عن تصريحات سافونوف، فاعتبروا أنه «لا يمكن تصديقها».

من جهة أخرى، ذكرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية، نقلا عن برقيات دبلوماسية أميركية نشرها موقع «ويكيليكس» الإلكتروني أن كبار الدبلوماسيين الألمان يعتبرون تركيا أكبر مما يجب، وغير عصرية بما يكفي للانضمام للاتحاد الأوروبي.

وقالت المجلة إن هذه التعليقات أظهرت وجود شكوك لدى وزير الخارجية الألماني، جيدو فيسترفيله، أقوى مما كان يعتقد من قبل أن تركيا ستنجح في محاولتها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وبدأت تركيا مفاوضات رسمية للانضمام للاتحاد الأوروبي في 2005، ولكن شكوكا في بعض العواصم بشأن قبول دولة مسلمة تضم 74 مليون نسمة حالت دون ترحيب أوروبا بها.

وذكرت برقية أميركية أخرى أن السفارة الأميركية في مدريد اقترحت إقامة مركز للمخابرات في مدينة قطالونيا بشمال إسبانيا لمواجهة مركز رئيسي للنشاط الإسلامي الراديكالي.

وقالت البرقية المؤرخة في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) 2007 إن السلطات الأميركية والإسبانية حددت قطالونيا على أنه يوجد بها عدد كبير من السكان المسلمين القابلين للتجنيد الجهادي، وذلك في أعقاب زيادة عمليات المراقبة، بعد تفجيرات قطارات مدريد عام 2004، التي أدت إلى قتل 191 شخصا.

وقالت البرقية التي صنفت على أنها سرية، وأجازها على ما يبدو إدواردو أغويري الذي كان سفيرا في ذلك الوقت: «نقترح بشكل محدد أن تصبح قنصليتنا العامة في برشلونة المنبر لمركز متعدد الوكالات للمخابرات ولمكافحة الإرهاب والجريمة بشكل منسق على نحو مشترك».

وقالت البرقية إن سكان برشلونة عاصمة قطالونيا يعتقدون بشكل تقليدي أنهم مختلفون ثقافيا عن باقي الإسبان، وتأوي المدينة الآن مهاجرين كثيرين من شمال أفريقيا وجنوب شرقي آسيا، الذين يشعرون بالتهميش.

وأشارت البرقية أيضا إلى اجتذاب قطالونيا لمهربي مخدرات، ولأشخاص يغسلون أموالا، كما أنها مقصد للاتجار بالبشر، بالإضافة إلى أنها مأوى للجريمة المنظمة، وتزييف الأموال.

وقالت إن إسبانيا ما زالت المنطقة الرئيسية لدخول وعبور الشحنات لكميات كبيرة من الكوكايين الأميركي الجنوبي والحشيش المغربي والهيروين الأفغاني المتجه إلى أسواق المستهلكين في إسبانيا والاتحاد الأوروبي.