السفير البريطاني لدى إيران يثير غضب المحافظين.. ودعوات لطرده

طهران تستدعي القائم بالأعمال الكندي احتجاجا على مقتل إيراني.. وتحذر مواطنيها من السفر إلى كندا

TT

أثار السفير البريطاني في طهران سيمون غاس، أمس، غضب التيار المحافظ في البلاد، بسبب نشره مقالا على الموقع الإلكتروني للسفارة انتقد فيه وضع حقوق الإنسان في إيران. وجاء ذلك بينما استدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال الكندي في طهران لطلب توضيحات عن مقتل الإيراني يزدان قيسوند في أوتاوا.

وقال علاء الدين بوروجردي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، لوكالة «إرنا» الرسمية، إن «سيمون غاس يجب أن يتعلم ما هي أخلاق السفير». وأضاف «يبدو أن مهمة سيمون غاس تتمثل في النيل من العلاقات بين البلدين بدلا من تحسينها».

وفي مقال نشر على موقع السفارة بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان في العاشر من ديسمبر (كانون الأول)، قال غاس إنه «لا يوجد مكان آخر يخضع فيه (المحامون والصحافيون وأعضاء المنظمات غير الحكومية) إلى ضغط قوي كما هو حالهم في إيران». وأضاف «منذ العام الماضي والمدافعون عن حقوق الإنسان يعتقلون ويتعرضون لمضايقات»، مذكرا خصوصا باعتقال المحامية الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان نسرين سوتوده التي طالب بالإفراج عنها.

من جهته، طالب عضو آخر في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى، حشمة الله فلاحتبيشه، بـ«طرد سيمون غاس» بسبب هذا المقال «غير المسبوق»، مؤكدا أن هذا «التدخل من سفير بريطاني في شؤون إيران الداخلية» يقدم مبررا إضافيا «لخفض مستوى العلاقات» مع بريطانيا.

كذلك انتقدت وكالة «فارس» القريبة من المحافظين المقال بشدة، واعتبرته في برقية تناقلتها المواقع المحافظة «متهورا ومهينا».

واعتبرت الوكالة الإيرانية شبه الرسمية تصريحات السفير البريطاني مثالا واضحا «للتدخل في الشؤون الداخلية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهي ليست الأولى من نوعها، حيث إنه كان قد زعم في حديث لقناة (بي بي سي) الناطقة بالفارسية عدم سلمية البرنامج النووي الإيراني».

وبحسب «فارس» فقد استدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال البريطاني لدي إيران باتريك ديويس، في غياب سفير بلاده، وأبلغته احتجاج طهران على هذه التصريحات التي تعتبر «تدخلا في شؤون إيران الداخلية». وأضافت الوكالة أنه «على الرغم من الوعد الذي قطعه المسؤول البريطاني بإبلاغ حكومته احتجاج إيران وإعلان النتيجة، فإنه يبدو أن الحكومة البريطانية لم تتخذ أي قرار في هذا الشأن».

وتظاهر العشرات من ميليشيا الباسيج الإسلامية التابعة للسلطة عصر أمس أمام السفارة البريطانية، ورفعوا صور العالمين المستهدفين، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي غضون ذلك، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية أيضا القائم بالأعمال الكندي في طهران لطلب توضيحات عن مقتل الإيراني يزدان قيسوند في أوتاوا. وأفادت وكالة الأنباء الطلابية بأن وزارة الخارجية «احتجت على مقتل هذا المواطن الإيراني، وطلبت إجراء تحقيق سريع». وطلبت الوزارة التي لم تحدد ظروف مقتل هذا الإيراني، أن يتم تسليمها نتائج التحقيق سريعا.