نواب يطالبون باستجواب وزير التعليم العالي إثر منع ارتداء الطلبة السواد خلال عاشوراء

نائب في التحالف الوطني: قرار الوزارة يعيد للذاكرة ممارسات صدام

TT

تتشح المدن العراقية الشيعية بالسواد مع اقتراب ذكرى عاشوراء، الذي سيبلغ ذروته يومي الأربعاء والخميس، وحتى التماثيل والنصب التذكارية المصنوعة من المرمر والسيراميك والبرونز، التي تنتشر في شوارع المدن العراقية اتشحت بدورها بالسواد، غير أن ارتداء اللباس الأسود لم يلق صدى لدى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التي تحث طلابها على الالتزام بالزي الموحد والمحدد باللونين الأبيض والرمادي، الأمر الذي أثار حفيظة كثير من النواب الشيعة الذين رأوا فيه مخالفة للدستور تندرج ضمن تقييد حرية العقيدة والدين والتعبير عنهما.

وفوجئت وزارة التعليم العالي بسيل من الانتقادات بسبب قرارها، وصلت إلى حد أن أعضاء في التحالف الوطني، أكبر الكتل البرلمانية العراقية الذي يضم الائتلاف الوطني بزعامة عمار الحكيم وائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء المكلف نوري المالكي، هددوا وزير التعليم العالي، عبد ذياب العجيلي، باستجوابه خلال جلسات البرلمان العراقي على خلفية قرار الوزارة بمنع ارتداء السواد داخل الجامعات أثناء الدوام الرسمي في ذكرى أيام عاشوراء.

واستنكرت النائب سوزان السعد، عضو التحالف الوطني عن كتلة حزب الفضيلة الإسلامية، قرار الوزارة، وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «مثل هذا القرارات تعد مخالفة واضحة وصريحة للدستور العراقي لأن الشعائر الحسينية قد ذكرت به، ومن خالف الدستور، فقد خانه وخان الشعب العراقي»، وأضافت: «نطلب من مجلس النواب العراقي عقد جلسة طارئة حول هذا القرار الخاطئ ومنع تكرار قرارات كهذه بحق الشعب العراقي وبحق معتقداتهم وانتهاكها بصورة مستمرة وتقييد الحريات الدينية».

من جانبه، أصدر النائب عمار طعمة، عضو التحالف الوطني، بيانا جاء فيه: «صدمنا بقرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بمنع طلبة الكليات والمعاهد من ارتداء الملابس السوداء، وأعاد للذاكرة العراقية ممارسات النهج الاستبدادي الصدامي الذي كان يحارب عقائد الناس ويخنق حرياتهم العامة».

البيان الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أشار إلى أن «من يتبنى أو يقود منهج محاربة الشعائر الحسينية سيكون هو الخاسر الأكبر ويعجل بنهاية مستقبله السياسي» وتابع البيان: «إننا سنتقدم بطلب استجواب لوزير التعليم العالي في مجلس النواب».

وذكرت بعض المواقع الإلكترونية الخبرية العراقية أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي قد أصدر قرارا بالكتاب المرقم 5349 بتاريخ 3/11/2010 يمنع من خلاله لبس السواد في المعاهد والجامعات العراقية، واصفا أن لبس السواد «أمر رجعي.. وتخلف»، وأن وزارة التعليم العالي قررت منع تعليق اللافتات الحسينية في الحرم الجامعي.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن عددا من طلبة كلية الفنون الجميلة في جامعة البصرة يستعدون للقيام باعتصام داخل مبنى الكلية ردا على قيام عميد الكلية الدكتور صباح الشايع بمنع الطلبة من ارتداء الملابس السوداء بمناسبة عاشوراء ومخالفتهم للزي الجامعي، وقيامه برفع اللافتات من أروقة الكلية.

من جانبه، نفى عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة البصرة الدكتور الشايع في حديث لـ«الشرق الأوسط» منعه طلبة الكلية من ارتداء السواد حدادا في إحياء ذكرى عاشوراء، أو إصداره قرار رفع اللافتات الحسينية، وقال: «إني أتعجب مما أشيع حول قرارات كهذه، التي لم نصدرها أو نناقشها في يوم من الأيام».

وشهدت الجامعات العراقية عملية تسييس واسعة بعد الإطاحة بالنظام العراقي السابق كما شهدت هيمنة الأحزاب الدينية على مرافقها، ورفضت وزارة التعليم العالي عملية التسييس ودعت الطلبة إلى إبعاد السياسة والعقائد الدينية عن الحرم الجامعي.