صالحي: عاد للواجهة بعد الانتخابات الأخيرة

يعتبره مراقبون «معتدلا» ويؤيد حل النزاع النووي بالحوار

علي أكبر صالحي
TT

* علي أكبر صالحي الذي عين وزيرا للخارجية خلفا لمتقي.. عمل سفيرا لإيران لدى وكالة الطاقة الذرية لعدة سنوات في عهد الرئيس الإصلاحي محمود خاتمي، وبقي في ذلك المنصب أربع سنوات حتى يناير (كانون الثاني) 2004.

وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد عينه العام الماضي رئيسا للمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، خلفا لغلام رضا. وتقول مصادر إيرانية إن «صالحي كان الاختيار الأول لأحمدي نجاد لشغل وزارة الخارجية في عام 2005، بدلا من متقي لكن خامنئي رفض صالحي».

ولد صالحي في 10 من يناير عام 1960 في العاصمة الإيرانية طهران. كما كان صالحي أستاذا وعميدا لجامعة شريف للتكنولوجيا، وهو عضو في الأكاديمية الإيرانية للعلوم والمركز الدولي للفيزياء النظرية في إيطاليا، علما بأنه حاصل على درجة البكالوريوس من الجامعة الأميركية في بيروت وعلى درجة الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأميركية عام 1977، أثناء مشروع بين الحكومة الإيرانية ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لتدريب الجيل الأول من العلماء النوويين الإيرانيين.

وفي 18 ديسمبر (كانون الأول) 2003، وقّع صالحي على البروتوكول الإضافي لاتفاق الضمانات، نيابة عن إيران. وفي 20 يناير 2004، تم ترشيح صالحي لمنصب المستشار العلمي لوزير الخارجية الإيراني. ويقول محللون إن صالحي سياسي معتدل، يؤيد حل النزاع النووي الإيراني مع الغرب عبر المحادثات. وركزت وسائل الإعلام كثيرا خلال الفترة الأخيرة على صالحي وهو يعلن تحقيق إنجازات في البرنامج النووي الإيراني رغم العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاده.

وصالحي هو أحد المسؤولين الإيرانيين القلائل الذين عملوا بالتوالي في ظل الرئيسين؛ الإصلاحي محمد خاتمي، ثم المحافظ محمود أحمدي نجاد.

وبعدما لفت أنظار حكومة خاتمي، مثل صالحي بلاده لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية طوال أربعة أعوام وحتى يناير (كانون الثاني) 2004.

وخلال تسلمه هذا المنصب لقي تقدير الغربيين نظرا لمواقفه المعتدلة، كما وقع في ديسمبر (كانون الأول) 2003 بروتوكولا إضافيا توافق إيران بموجبه على تعزيز مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية نشاطاتها النووية. ولقي هذا البروتوكول في فبراير (شباط) 2006 تنديد إدارة الرئيس المحافظ أحمدي نجاد بعد أشهر من توليه الرئاسة.

في مطلع 2004 تولى صالحي دور مستشار علمي لوزير الخارجية، ثم خفت نجمه مع وصول المحافظين إلى السلطة، قبل أن يتسلم عام 2007 منصب مساعد أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي ومقرها في جدة بالسعودية.

في يوليو (تموز) 2009 عاد اسمه إلى الواجهة بعيد إعادة انتخاب أحمدي نجاد المثيرة للجدل، حين عينه الأخير في وسط الزوبعة السياسية التي شهدتها البلاد على رأس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية.

وعمل صالحي عبر هذا المنصب الاستراتيجي على دفع البرنامج النووي الإيراني قدما عملا بإرشادات أحمدي نجاد الذي جعل من هذه القضية رمزا لاستقلالية إيران وحداثتها ومقاومتها للقوى العظمى.

وبات اسم صالحي حاضرا باستمرار في وسائل الإعلام الإيرانية في الأشهر الأخيرة، حيث أعلن عن نجاح تلو الآخر على الرغم من العقوبات الدولية المفروضة على إيران.

وأطلق صالحي في فبراير 2009 إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، وترأس في أغسطس (آب) افتتاح المحطة النووية الإيرانية الأولى التي بنتها روسيا في بوشهر (جنوب). ثم في مطلع ديسمبر وعشية استئناف المفاوضات الشاقة مع الدول الكبرى أعلن أن إيران باتت تمتلك الدورة التقنية الكاملة للوقود النووي. وصالحي الذي يتقن الإنجليزية والعربية متزوج ولديه ثلاثة أبناء.