برهم صالح: زوبعة أثيرت حول حق تقرير المصير.. والعراق لن يحكم من شخص واحد

رئيس حكومة كردستان لـ «الشرق الأوسط»: أربيل جاهزة لاستقبال القمة العربية إذا لم تكن بغداد مستعدة

برهم صالح رئيس حكومة إقليم كردستان العراق خلال افتتاح مؤتمر تعليمي في أربيل أمس («الشرق الأوسط»)
TT

أكد الدكتور برهم صالح، رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، أن «العراق لن يحكم من قبل شخص واحد أو جهة واحدة وإنما يجب أن تنتصر المكونات الأساسية لاعتماد مبدأ الشراكة الحقيقة في تحمل المسؤولية والنهوض بها وليس التمتع بالامتيازات وحسب»، مؤكدا على أن «هناك اتفاقا سياسيا تم عقده بين الكتل السياسية وكان نقطة الخروج من دوامة أزمة تشكيل الحكومة التي عشناها خلال الثمانية أشهر الماضية»، واضاف قائلا حول مجلس السياسيات للأمن الوطنى المزمع اسناد رئاسته الى رئيس الوزراء الأسبق اياد علاوي، انه «حسب الاتفاق المبرم بين هذه الكتل فإن المجلس له صلاحيات تنفيذية لا تتعارض مع الدستور ويجب احترام هذا الاتفاق المهم وأن نبني جسور الثقة وأن نؤكد على مبدأ الشراكة بين هذه المكونات» وأضاف صالح قائلا لـ«الشرق الأوسط» في أربيل، أمس، على هامش افتتاح مؤتمر التعليم العالي في الشرق الأوسط: «نتمنى أن تتشكل الحكومة قريبا إذ آن الأوان للانتهاء من هذه السجالات وهذه الدوامة لنتفرغ كلنا للعمل لخدمة هذا البلد المثقل بالجراح والأزمات وأن نسخر جهودنا للبناء»، مشيرا إلى أن «الموقف الكردي لن يؤخر تشكيل الحكومة ولن تكون هناك وزارات كردية وأخرى غير كردية فكلها ستكون وزارات عراقية ضمن الحكومة وأملي أن تنتهي قريبا».

وحول الزوبعة التي أثيرت حول تصريحات رئيس إقليم كردستان عن حق الأكراد في تقرير مصيرهم وذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الـ13 للحزب الديمقراطي الكردستاني يوم السبت الماضي، قال رئيس حكومة إقليم كردستان: «مع الأسف الشديد لقد أثيرت زوبعة حول تصريحات الرئيس بارزاني فيما يتعلق بحق تقرير المصير وهو حق مشروع لكل الشعوب كما الشعب الكردي، وليس هناك كردي لا يؤكد حق تقرير المصير، لكننا نذكر بإعلان الكرد لمشروعهم للبقاء ضمن العراق الفيدرالي الديمقراطي، وكان طرحنا بأن هذا تعبير عن خيارنا وحقنا بتقرير مصيرنا»، مشيرا إلى أن «الكرد قرروا ممارسة حقهم بتقرير مصيرهم المشروع للبقاء ضمن عراق اتحادي ديمقراطي وهذا مثبت في ديباجة الدستور العراقي، فالكرد يؤمنون بمشروع وطني ديمقراطي ضامن لوحدة العراق، مشروع لن تتكرر فيه مآسي الماضي وبرأيي أن الخيار الحر بتقرير المصير هو الخيار الصائب وليس القرار القسري التعسفي فالكرد قرروا بمحض إرادتهم بناء الدولة العراقية القوية».

وحول أهمية مؤتمر التعليم العالي الذي شارك فيه أكثر من 600 شخصية أكاديمية بينهم وزير التعليم العالي العراقي ووزير التعليم العالي في إقليم كردستان، ووزير التعليم التركي، ورؤساء الجامعات العراقية بما فيهم رؤساء أكثر من 11 جامعة في الإقليم وكذلك من تركيا وإيران ودول أخرى، قال: «هذا المؤتمر مهم جدا من نواح عدة للاستثمار بالتعليم العالي ولمستقبل الطلبة من أجل مستقبل زاهر للبلد، علينا الاهتمام بمستوى التعليم والتعليم العالي وأن نقدم على إصلاحات في الجامعات والتكريس لاستقلاليتها وتطويرها وتطوير كفاءاتها من الأساتذة وذلك من خلال إطلاق الزمالات وإرسال شبابنا للدراسة حيث خصصنا مائة مليون دولار للزمالات، والحدث المهم أيضا اتفاق عدد كبير من رؤساء وممثلي الجامعات العراقية والإقليمية والعالمية لبناء شبكة من المعلومات بين جامعاتنا وبقية جامعات العالم، والبحث في المشكلات والمعوقات التي تقف عائقا في طريقنا، نحن نريد من تجربة كردستان أن تكون نموذجا لنجاح تجاربنا في جنوب ووسط العراق، ما حققناه من تقدم يمثل من وجهة نظرنا رافدا لنجاح عموم التجربة العراقية».

وعن استضافة أربيل، عاصمة الإقليم للمؤتمرات العلمية ومؤتمرات جامعة الدول العربية، حيث رعى صالح قبل يومين مؤتمر منظمة الطاقة الذرية التابعة للجامعة العربية، علق رئيس حكومة الإقليم، قائلا: «قد تكون هناك مفارقة، ربما تكون بسبب الأوضاع الأمنية ببغداد قد لا تستطيع العاصمة استضافة مثل هذه المؤتمرات، والحمد لله عندنا استقرار في كردستان وإن شاء الله يعم في كل أنحاء العراق، لكن المفارقة أن الكرد يهتمون بشكل كبير بمحيطهم العربي والإقليمي، أريد أن أذكر بالماضي القريب حيث كانت هناك نظرة قلق إلى الوضع الكردي وأنه ربما تشكل كردستان عامل قلق في المنطقة، لكن كردستان لها اليوم علاقات متطورة مع محيطها العربي والإقليمي، وما استضافتها لاجتماعات جامعة الدول العربية إلا دليل على أن أربيل تؤكد حرص الكرد على تنامي علاقات العراق بالدول العربية ودول الإقليم بما يخدم مصلحة بلدنا وشعبنا».

وفيما إذا كانت أربيل ستستقبل مؤتمر القمة العربية في حالة عدم جاهزية بغداد، قال صالح: «نتمنى مؤتمر القمة العربية أن يعقد ببغداد وأن تكون الأوضاع مستقرة لانعقادها هناك ولكن لا سمح الله إن لم تكن الظروف مناسبة فنحن على استعداد لاستضافة القمة العربية باعتبار أن أربيل مدينة عراقية وأن قمما عربية عقدت في مدن غير العاصمة مثل شرم الشيخ وسرت في ليبيا وغيرها، لكننا نتمنى أن يتم عقدها ببغداد والأمل أن تكون جاهزة ومستقرة لهذه القمة».