الصومال: توتر عسكري جديد بين حركة الشباب وجماعة الحزب الإسلامي

رئيس الوزراء الجديد في جولة بدول الجوار

TT

بدأ رئيس الوزراء الصومالي محمد عبد الله فرماجو زيارة إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أمس في إطار جولة له بدول الجوار لبحث الوضع في الصومال. وبدأ فرماجو جولته بجيبوتي التي التقى فيها بالرئيس إسماعيل عمر جيلي، ومن المتوقع أيضا أن يزور فرماجو كلا من كينيا وأوغندا، لاستقطاب الدعم للحكومة الجديدة. وكان رئيس الوزراء الصومالي قد تعهد عقب تشكيل حكومته نهاية الشهر الماضي بالتركيز على القضايا الأمنية، وإنهاء سيطرة مقاتلي حركة الشباب على العاصمة والمناطق الأخرى من البلاد، وتعد حكومته الأصغر من نوعها في الصومال منذ سنوات، حيث تتكون فقط من 18 وزيرا معظمهم من المغتربين الصوماليين الذين لم يكن لهم نشاط سياسي يذكر في الصومال أثناء فترة الحرب الأهلية.

تأتي هذه الزيارة في وقت تبحث فيه الحكومة الصومالية عن دعم سياسي وعسكري لمواجهة حركة الشباب. وكان رئيس الوزراء قد قال بعد تشكيل حكومته الشهر الماضي إنه سيحسم الوضع الأمني في العاصمة مقديشو خلال المائة يوم الأولى من عمل حكومته الجديدة. في هذه الأثناء، قال وزير الدفاع الصومالي عبد الحكيم فقي إن القوات التابعة للحكومة الصومالية ستنفذ قريبا خطة عسكرية لاستعادة كل مناطق العاصمة من سيطرة حركة الشباب المجاهدين المعارضة. وأضاف فقي أن الاستعدادات لتنفيذ هذه الخطة قد اكتملت وأن أجهزة الأمن كافة التابعة للحكومة الصومالية وضعت في حالة تأهب قصوى وتنتظر الأوامر من القيادة العليا. وقال وزير الدفاع الصومالي بعد خروجه من اجتماع للجنة الأمن الوطني التي يرأسها الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد، يوم أمس، إن المرحلة الأولي من هذه الخطة العسكرية تهدف إلى إخراج مقاتلي المعارضة من العاصمة مقديشو ثم استعادة السيطرة على المناطق الأخرى خارج العاصمة.

وتسيطر حركة الشباب المجاهدين على معظم وسط وجنوب الصومال بما فيها أجزاء من العاصمة مقديشو، في حين تسيطر الحكومة على الأجزاء الباقية من العاصمة، لكن قوات تابعة لها توجد على الشريط الحدودي الطويل بين الصومال وإثيوبيا في وسط جنوب البلاد. وأفادت مصادر أمنية صومالية «الشرق الأوسط» بأن هناك خطة للحكومة الصومالية لتحريك قواتها على الجانب الإثيوبي من الحدود لاستعادة عدد من الأقاليم الوسطى والجنوبية بالتعاون أيضا مع ميليشيات جماعة أهل السنة والجماعات المتحالفة مع الحكومة الصومالية.

ويشكك كثير من المراقبين في قدرة الحكومة الصومالية الجديدة على تحقيق مكاسب عسكرية كبيرة في حربها ضد مقاتلي حركة الشباب في هذا الوقت الذي تعاني فيه القوات الحكومية من ضعف شديد في التنظيم ونقص في السلاح وعدم توفر مرتبات الجنود، الأمر الذي جعلها تعتمد اعتمادا شبه كلي على قوات الاتحاد الأفريقي التي يبلغ قوامها نحو 9 آلاف جندي يتمركزون فقط في مناطق متفرقة من العاصمة مقديشو، أهمها الميناء والمطار والقصر الرئاسي وعدد من المواقع الحيوية الأخرى داخل مقديشو.

في هذه الأثناء، تتواصل الاشتباكات في أنحاء من العاصمة مقديشو بين قوات الحكومة الصومالية التي تساندها قوات الاتحاد الأفريقي، ومقاتلي حركة الشباب المجاهدين المعارضة، وقال متحدث باسم القوات الحكومية إن قواته صدت هجمات متزامنة شنها مقاتلو حركة الشباب الليلة الماضية وتم إلحاق خسائر فادحة بها، إلا أن الشيخ عبد العزيز أبو مصعب، المتحدث باسم حركة الشباب، نفى ذلك وقال إن مقاتليه قتلوا عددا من قوات الاتحاد الأفريقي في منطقة سيغالي بوسط مقديشو. ولم يصدر تعليق من قوات الاتحاد الأفريقي على هذه التطورات.

وفي تطور آخر، استولت حركة الشباب المجاهدين المعارضة على بلدة تورتورو الواقعة بإقليم شبيلي السفلي جنوب العاصمة مقديشو، وهذه البلدة هي واحدة من البلدات القليلة التي بقيت تحت سيطرة جماعة الحزب الإسلامي السلفية التي يتزعمها الشيخ حسن طاهر أويس. وقد أخلى مقاتلو الحزب الإسلامي مدينة تورتورو إثر سقوط مدينة بورهكابا في أيدي مقاتلي حركة الشباب بعد سلسلة من المعارك الدموية بين مقاتلي حركة الشباب والحزب الإسلامي.

وبسقوط مدينة تورتورو تتبقى في يد الحزب الإسلامي مساحة قليلة جدا بجنوب الصومال، أهمها مدينة أفجوي التي تبعد 30 كلم فقط غرب العاصمة مقديشو. ومنطقة عيلشا، إحدى الضواحي الغربية للعاصمة مقديشو. ولم يصدر تعليق من الشيخ حسن طاهر أويس زعيم الحزب الإسلامي على هذه التطورات.