بلخادم: المسلمون أيضا يخضعون عندنا لشرط طلب الرخصة إذا أرادوا بناء مسجد

وزير الدولة الجزائري ينفي ما جاء في تقرير أميركي بشأن مضايقة غير المسلمين أثناء ممارسة شعائرهم

TT

نفى عبد العزيز بلخادم، وزير الدولة الجزائري، وجود أي نوع من التضييق على الأشخاص المتدينين من غير المسلمين. وهو ما اعتبر بمثابة رد على تقرير لوزارة الخارجية الأميركية تحدث عن «صعوبات يواجهها مسيحيون بالجزائر أثناء ممارسة شعائرهم».

وقال بلخادم مساء أول من أمس لصحافيين بالعاصمة، إن الأشخاص غير المسلمين الذين يعيشون بالجزائر «لا يتعرضون لأية مضايقات بخصوص ممارسة شعائرهم، وفي بلدنا لا يوجد أي تمييز في التعامل مع المسلمين أو المسيحيين». وأوضح أن «كل الأطراف يجب عليها أن تحترم القوانين والتشريع الخاص بالممارسة الدينية».

وفهم من كلام الوزير والممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أنه بمثابة رد على انتقادات وجهتها وزارة الخارجية الأميركية للحكومة الجزائرية، الشهر الماضي، ورد فيها أن «العمال الأجانب غير المسلمين يواجهون صعوبات في أداء شعائرهم الدينية بالجزائر».

ومن بين ما جاء في «ملاحظات» الخارجية الأميركية، أن مسؤولين بالسفارة الأميركية نقلوا احتجاجا للحكومة الجزائرية تضمن مخاوف من رفضها اعتماد 21 جمعية ومنظمة غير إسلامية. كما ورد في تقرير الخارجية أن دستور الجزائر يمنع غير المسلم من الترشح للرئاسة. وذكر أيضا أن غير المسلمين «غير مسموح لهم بالترقية في الوظائف العليا، مما يدفعهم إلى إخفاء انتمائهم الديني».

وعلى نقيض ما يذكره التقرير الأميركي، أفاد بلخادم بأن «قانون ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين» الذي صدر في 2006، يسمح لغير المسلمين بتأسيس جمعيات وبناء كنائس، بشرط أن يتقدموا بطلب رسمي بذلك، مشيرا إلى أن «المسلمين أنفسهم يخضعون لنفس الشرط إذا أرادوا إطلاق جمعية دينية أو بناء مسجد». وكان بلخادم يتحدث بمناسبة انتهاء أشغال ترميم كاتدرائية «السيدة الأفريقية» بأعالي العاصمة، وهي أكبر معلم مسيحي في البلاد.

وذكر بلخادم أن التشريعات والقوانين «تطبق على الجميع، لكن المشكلة التي نواجهها هو التبشير السري الذي لا يقبله حتى الفاتيكان ويتبرأ منه».

وتحدثت تقارير للأمن الجزائري في سنتي 2007 و2008 عن وجود بعثات تبشيرية بمنطقة القبائل بشرق البلاد، جاءت من فرنسا وبلجيكا تروم الدعوة إلى اعتناق الدين المسيحي.

وأثار بلخادم قضية التسامح بين الديانات، قائلا إن التسامح «شيء تقليدي عند المسلمين، وديننا يفرض علينا أن نتسامح مع الآخرين».

وبخصوص كنيسة «السيدة الأفريقية»، التي أعيد فتحها بعد نهاية أشغال الترميم بها، قال إنها «ستسمح بتعزيز الحوار بين الديانات والثقافات والحضارات، والتعاون بين الشعوب».

وأضاف بلخادم: «الجزائر وفية لدينها القائم على مبدأ التسامح والاحترام بين الناس مهما كانت قناعاتهم ومعتقداتهم وحتى أجناسهم».

يشار إلى أن كنيسة «السيدة الأفريقية» بناها المستعمر الفرنسي عام 1850، وتم تدشينها مجددا بحضور شخصيات دينية جاءت من فرنسا.

وقال كبير أساقفة الجزائر، الأردني غالب بدر، إن الكاتدرائية «هي قبل كل شيء مكان مفتوح لكل من يؤمن بمبادئ الاحترام والتضامن المشترك».

وزاد قائلا: «العالم غالبا ما يواجه النزعة الفردية، لذا فالإنسان بحاجة إلى ملاجئ للسلم وفضاءات للحوار، و(السيدة الأفريقية) يجب أن تكون من بين تلك الأماكن السامية التي تمكن الإنسان من أن يتصالح مع ذاته أولا، ثم مع الآخر ومع الله ثانيا».