خبير ألماني: فيروس «ستوكس نت» أعاد المشروع النووي الإيراني سنتين إلى الوراء

لمح إلى أن مصدره إسرائيلي.. وشفرته 15 ألف سطر.. ومفعوله أفضل من العمل العسكري

TT

قال خبير ألماني كبير في مجال الكومبيوتر، إن فيروس «ستوكس نت» قد نجح في إعادة البرنامج النووي الإيراني عامين للوراء، وإن فاعليته كانت بنفس مقدار فاعلية الهجوم العسكري وربما أفضل لعدم وجود خسائر بشرية ولا حرب، ومن وجهة النظر العسكرية «هذا نجاح مبهر».

وقال رالف لانجر، وهو واحد من أوائل الخبراء الذين حللوا شفرة «ستوكس نت»، في تصريحات نقلتها صحيفة «جيروزاليم بوست»، الصادرة باللغة الإنجليزية في إسرائيل، أمس، إنه يجدر بإيران أن تتخلى عن أجهزة الكومبيوتر التي أصابها الفيروس، الذي وصف بأنه «الأكثر تعقيدا وعدوانية في التاريخ». المعروف أن هذا الفيروس ظهر أول مرة في شهر يونيو (حزيران) الماضي. وقد عثر عليه في كومبيوترات ضخمة لشركات ومؤسسات دولة في كل من إيران والهند وباكستان وإندونيسيا. وفي حينه قدر الخبراء أن الحديث يجري عن فيروس خبيث ومعقد جدا. فهو يقتحم برامج الكومبيوترات الضخمة، التي فصلت عن الإنترنت لضمان الأمان، ويحتل مكانا في دماغ الكومبيوتر الأساسي ويوجه أوامر جديدة تدمر الأوامر السابقة وتشل كل برامجه.

وفي الحال جرى التقدير أنه ليس من صنع شخص واحد، بل تركيبته المعقدة تدل على أن وراءه يقف جهاز دولة ذات قدرات تكنولوجية عالية. وأشاروا بإصبع الاتهام إلى واحدة من دولتين، الولايات المتحدة أو إسرائيل. وأن هدفها الحقيقي هو التخريب على المشروع الإيراني لتطوير السلاح النووي. وما إقحام دول أخرى في الموضوع سوى عملية تمويه.

ومع أن إيران نفت في مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) أن الفيروس أصاب حواسيبها الذرية وقالت إن برامج التطوير النووية تعمل كالمعتاد، عاد وزير المخابرات الإيراني، حيدر مصلحي، بعد أيام وأعلن عن اعتقال مجموعة جواسيس حاولوا إدخال فيروس خبيث. واتهم قوى في الغرب تقف وراء المؤامرة. ولكن الناطقين بلسان إيران نفوا في كل مرة أن يكون الفيروس قد نجح في اختراق التشويش على المشروع النووي. بيد أن أكثر من مصدر غربي قال إن هناك عشرات ألوف الكومبيوترات الإيرانية أصبحت تحت سيطرة مشغلي فيروس «ستوكس نت». وقال موقع إسرائيلي في الإنترنت يدعى «ديبكا» إن مصدرا إيرانيا صرح بأن عدد هذه الكومبيوترات المتضررة يصل إلى 30 ألفا.

وكتبت صحيفة «نيويورك تايمز»، في نهاية أكتوبر الماضي أن مسؤولين إسرائيليين شوهدوا وهم يبتسمون عندما قيل إن إسرائيل هي التي طورت هذا الفيروس. وفي الصحيفة الإسرائيلية، قالوا أمس على لسان الخبير رالف لانجر إن الأمر سيستغرق عامين حتى تعود إيران إلى مسارها في المشروع النووي بسبب الفيروس. وإنه على الرغم من أن أية جهة لم تعلن مسؤوليتها عن تطوير الفيروس، فإن الكثيرين يعتقدون أن إسرائيل، التي تعتبر البرنامج النووي الإيراني أكبر خطر يهدد وجودها، هي على الأرجح من طور الفيروس.

وأوضح «نستطيع القول إن تطوير مثل هذا الفيروس قد استغرق أعواما، وقد توصلنا إلى هذه النتيجة من خلال تحليل شفرته. وكشف التحليل عن أن الشفرة الموجودة على أنظمة التحكم بلغت 15 ألف سطر، وهذه كمية كبيرة». وأضاف «لقد قادنا هذا الكشف إلى استنتاج أن الفيروس ليس من تطوير شخص وإنما دولة. ونستطيع القول أيضا إن دولة واحدة ربما لا تستطيع القيام بهذا المجهود بمفردها».

هذا وكان ما بات يعرف بفيروس «ستوكس نت» قد هاجم برمجيات صناعية واسعة تستخدمها إيران في منشآتها النووية المنتشرة في أكثر من موضع بالبلاد، في وقت أشارت فيه شركات غربية في مجال أمن الإنترنت إلى احتمال أن تكون إحدى الدول متورطة في إنشاء هذا الفيروس، وكانت إيران قد أشارت إلى أن الفيروس انتشر في أنحاء البلاد من دون أن ترد تقارير عن وقوع أضرار في أي من المواقع النووية الإيرانية. وتكهنت تقارير إعلامية غربية أن الفيروس كان يستهدف محطة بوشهر النووية، جنوب إيران.