روس يزور إسرائيل ويبحث مع قادتها احتياجاتهم الأمنية في إطار السلام

مصادر قالت إنها تأتي مكملة لجولة ميتشل لا بديلة عنها

TT

قبل أن يغادر مبعوث السلام الأميركي جورج ميتشل، إسرائيل، أول من أمس، وصل إليها في زيارة سرية مبعوث رئاسي آخر وهو دنيس روس، مستشار الرئيس باراك أوباما، والغرض من زيارته، وفقا لمصادر سياسية، هو معرفة الاحتياجات الأمنية لإسرائيل في إطار اتفاق سلام مع الفلسطينيين على المديين القريب والبعيد. وحسب المصادر، فإن الزيارة مكملة لمهمة ميتشل، لا بديلة عنها.

في الوقت نفسه، ذكر أحد المقربين من الرئيس شيمعون بيريس أنه يشعر بخيبة أمل كبيرة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بسبب فشل مسيرة المفاوضات. بينما قال وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، إن هذه المفاوضات ستفشل حتما وستقود إلى صدامات دامية.

وحرصت الإدارة الأميركية، على أن تكون زيارة روس سرية. لكن مصادر إسرائيلية سربتها حال وصوله. وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن الإدارة الأميركية قررت، على ما يبدو، فصل الموضوع الأمني كتعبير عن تفهمها للرؤية الإسرائيلية التي تضع قضية الأمن على رأس اعتباراتها ومنع احتمال أن يتسبب هذا الموضوع في التخريب على الجهود الأميركية الحالية.

وسيلتقي روس نتنياهو، ووزير الدفاع، إيهود باراك، ورئيس أركان الجيش، غابي أشكنازي، ورئيس المخابرات العامة (الشاباك) يوفال ديسكين، وقادة آخرين في الأجهزة الأمنية. وقالت المصادر السياسية الإسرائيلية، أمس، إن قدوم روس دليل على رفع درجة التدخل الأميركي لتسوية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، ودليل على أن واشنطن تدير المفاوضات بطريقة جديدة، تدل على تعمق كبير في المعلومات والدخول في تفاصيل التفاصيل وعلى الإصرار غير المألوف في التقدم إلى الأمام في هذه المسيرة.

بيد أن الوزير ليبرمان، تحدث ضد هذه المفاوضات. ففي استقباله لوزير الخارجية الأسترالي كيفين رود، رفض ليبرمان انتقادات ضيفه لامتناع إسرائيل عن تجميد البناء الاستيطاني وقال إن قضية الاستيطان هي حجة يتذرع بها الفلسطينيون لتبرير تخلفهم عن ركب مسيرة السلام وفي الواقع لا توجد لديهم لا النية ولا القدرة على إجراء مفاوضات توصل إلى اتفاق سلام حقيقي. وأضاف أن الجهود الأميركية لاستئناف المفاوضات ستفشل حتما لأنها تتجاهل الواقع العربي والفلسطيني. وليس من مفر أمام الطرفين في هذه الظروف سوى اللجوء إلى اتفاق سلام مرحلي يبرم لمدة طويلة جدا. فإذا أصرت الولايات المتحدة على إدارة المفاوضات كما فعلت حتى الآن فإن نتيجة الفشل المحتوم ستكون كارثية ومن المحتمل أن تسفر عن انفجار صراع دائم.

من جهة ثانية، أفادت صحيفة «معاريف» بأن بيريس عبر في لقاءات داخلية عن خيبة أمله الشديدة إزاء نتنياهو، واتهم بعدم الإيفاء بوعود قطعها لها بإدارة مفاوضات سلام حقيقية. وقالت الصحيفة إن بيريس لا يذكر نتنياهو بالاسم لدى توجيهه الانتقادات. ولكن فحوى كلامه واضحة تماما. وحضر بيريس أول من أمس لقاء مغلقا مع الصحافة في معهد الأمن القومي، فقال إن فرص السلام آخذة في الانحسار، ولهذا يجب أن يقلق كل إسرائيلي، لأن غيابها يشكل خطرا استراتيجيا على إسرائيل.وقال بيريس أيضا إن «على إسرائيل أن تحرك المفاوضات فورا وتتخذ قرارات شجاعة. فأي موقف يتخذ سلبا كان أو إيجابا، سيكون له أثر حاسم في تقرير مصير إسرائيل. فإذا لم تتخذ قرارات كهذه، سنضطر لمواجهة مشكلات قاسية. صناعة السلام هي ضرورة إجبارية للدولة».

ونقلت الصحيفة على لسان أشخاص التقوا مؤخرا مع بيرس قولهم إن «شهر العسل الذي ساد بين بيريس ونتنياهو لشهور طويلة انتهى. وبيرس قلق جدا من تدهور العلاقات مع واشنطن».

وجدير بالذكر أن المستوطنين في القدس يسعون لاستغلال الفراغ السياسي القائم حاليا لاستئناف البناء الاستيطاني. وكشفت صحيفة «يسرائيل هيوم» أمس، عن أن اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في بلدية القدس منحت تراخيص بناء 24 وحدة استيطانية جديدة في مدرسة «أوروت» الدينية، المجاورة لجبل الزيتون. وقالت إن الحديث يدور عن بناء أربعة مبان كل واحد منها مؤلف من ثلاثة طوابق ستقام على أرض فلسطينية خاصة، سيمول شراءها رجل الأعمال اليهودي الأميركي أرفين موسكوفتش.

ولفتت الصحيفة إلى أن معنى إصدار الترخيص هو أنه يمكن البناء على الأرض بشكل فوري، وقريبا سيبدأ البناء في المكان لـ24 عائلة يهودية. وأكدت أنه توجد مخططات لبناء وحدات السكن منذ عدة سنوات، إلا أنه يوم الثلاثاء الماضي فقط صدرت تراخيص البناء.