إسرائيل تشرع بتوسيع فندق الأقواس السبعة الأردني في القدس

مسؤولون وكتاب يهود يحذرون من أزمة غير مبررة مع عمان

TT

صادقت دوائر رسميه في الحكومة الإسرائيلية على البدء في خطة بناء جديدة تهدف إلى توسيع فندق «الأقواس السبعة» الشهير الواقع على جبل الزيتون في مدينة القدس، ويعود للعائلة المالكة الأردنية، وكان يعرف سابقا بفندق «الإنتركونتننتال».

وأهمية الخطة الإسرائيلية لا تقف عند مسألة البناء في القدس وحسب، ولكنها تتعداها لتطال شكل العلاقات الإسرائيلية - الأردنية، وقد تضعها في أزمة. وكانت إسرائيل قد امتنعت حتى وقت قريب عن إدخال أي تغيير على المبنى رغبة منها في عدم المساس بهذه العلاقات. بل درجت على التنسيق مع الأردن حول أية خطوات مرتبطة بالفندق أو بحدائقه.

لكن هذا الوضع تغير في الفترة الأخيرة، ونشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أنها حصلت على وثائق تفيد بأن «حارس أملاك الغائبين» صادق على دفع مخطط مفصل لتوسيع كبير لمنطقة الفندق من 12 ألف متر مربع إلى 20 ألف متر مربع، وقالت إن مكتب المهندسين ميلوسلفسكي - كاوفن هو الذي يشرف على هذه الخطة.

ويشمل المخطط بناء 45 غرفة في الجناح الشمالي و30 غرفة في الجناح الجنوبي وقاعة مؤتمرات وبركة سباحة، في الفندق الذي كان يعتبر في سنوات الستينات من أفخم فنادق القدس، وصممه المهندس الأميركي وليام تابلر، وذلك وفقا لرسالة وجهها بيني داسا المسؤول عن الفندق في مكتب «حارس أملاك الغائبين» إلى دائرة التخطيط والبناء التابعة لبلدية القدس. وأشارت «هآرتس» إلى أن العلاقات بين إسرائيل والأردن وصلت في الفترة الأخيرة إلى حضيض غير مسبوق، وأحد الأسباب وراء ذلك هو أعمال الحفريات التي تنفذها إسرائيل في باب المغاربة في البلدة القديمة التي يعارضها الأردن. ورغم ذلك، فإن الأعمال الجديدة في «الأقواس السبعة» لم يتم تنسيقها مع الأردن.

وأغضبت الخطط، السلطة الفلسطينية، التي تمتنع عن الدخول في مفاوضات مباشرة بسبب أعمال الاستيطان في القدس والضفة الغربية. وأكدت «هآرتس» أن صحفا تصدرها منظمات اليمين، أشارت إلى أن الجمعيات الاستيطانية التي حصلت من الحكومة على عقارات في منطقة البلدة القديمة ومحيطها «تطمع» بالاستيلاء على فندق «الأقواس السبعة».

وقال مسؤول وحدة القدس في الرئاسة الفلسطينية، أحمد الرويضي، إن القيادة الفلسطينية ستجري اتصالات مع الحكومة الأردنية لمنع إسرائيل من إجراء أي تغييرات على فندق الأقواس السبعة على جبل الزيتون. ولم تغضب الخطط الإسرائيلية، الفلسطينيين وحسب، بل أغضبت مسؤولين وكتابا إسرائيليين أيضا. ونقلت «هآرتس» عن عضو بلدية القدس ورئيس لجنة المراقبة فيها يوسف بابي، من حزب ميرتس قوله إن المخطط هو محاولة أخرى من جانب حكومة إسرائيل لإفشال اتصالات السلام مع الفلسطينيين من خلال فرض وقائع استفزازية على الأرض، من شأنها إحباط أية محاولة للمفاوضات.

وطالب بابي رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بوقف تنفيذ هذا المخطط قبل طرحه أمام مؤسسات التخطيط والبناء.

أما الكاتب المعروف عكيفا ألدار، فأكد في مقال في «هآرتس» «أن عمليات توسيع البناء في فندق الأقواس السبعة المملوك للعائلة الملكية الأردنية، التي ستتم دون الرجوع أو التنسيق مع الحكومة أو القصر الملكي الأردني، أمر غير مبرر، وكان من الممكن التفاهم مع الملك عبد الله، عاهل الأردن، خاصة أن هناك علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل والأردن».

واعتبر ألدار أن هذا التصرف الإسرائيلي، «يثبت أن الحكومة غاضبة سياسيا من عمان، وتبادر لاستفزازها واستفزاز القصر الملكي ذاته من خلال هذا المشروع» وطالب ألدار بالتروي وإعادة الحكومة لحساباتها في توسيع هذا الفندق الذي له كثير من الذكريات والقيم التاريخية المتميزة للأردن، مشيرا إلى أن العمل فيه سيجعل العلاقات مع عمان والقصر الملكي الأردني تمر بأزمة حقيقية لا يوجد ما يبررها.