اجتماع «مثمر» بين علاوي والمالكي في منزل الجعفري

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: انشقاق في القائمة العراقية احتجاجا على توزيع الوزارات

TT

أشارت مصادر مطلعة أمس إلى أن الاجتماع الذي عقده مساء أول من أمس زعيما ائتلاف دولة القانون نوري المالكي المكلف بتشكيل الحكومة والقائمة العراقية رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي قد تمخض عن اتفاقات مهمة لتشكيل الحكومة والمؤسسات الحكومية التي ستضطلع بمهامها في المرحلة المقبلة وعلى رأسها المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية المقترح أن يتولاه علاوي.

وكان علاوي قد أصر إلى الآن على أن يكون للمجلس الجديد صلاحيات تنفيذية فيما لمح مقربون من المالكي إلى أنه سيكون استشاريا. ولم يتضح ما إذا كان علاوي والمالكي قد توصلا إلى اتفاق نهائي بهذا الشأن لكن وكالة «أسوشييتد برس» نقلت عن علاوي قوله «وصلنا إلى رؤية مشتركة.. ولكل منا خبرة تكمل خبرة الآخر». من ناحيته، قال المالكي إن الاجتماع ركز على بناء عراق قوي، مضيفا «هناك تحديات كبيرة ولدينا القدرة على مواجهة هذه التحديات».

وسيضم هذا المجلس الذي سيرأسه علاوي رئيس الجمهورية ونوابه ورئيس مجلس الوزراء ونوابه ورئيس المجلس النيابي ونوابه ورئيس إقليم كردستان ورؤساء الكتل السياسية ورئيس هيئة النزاهة، ومن أبرز مهامه رسم السياسات الاستراتيجية للبلاد ومنها السياسات الأمنية والاتفاقيات الدولية، والأمنية منها على وجه الخصوص. وتكون قرارات المجلس نافذة إذا مررت بنسبة 80% من الأصوات. وأحيل مشروع القانون الخاص بهذا المجلس إلى البرلمان الذي من المقرر أن يناقشه في جلسة بعد غد السبت.

وكان إبراهيم الجعفري، رئيس الوزراء السابق زعيم تيار الإصلاح الوطني المنضوي في التحالف الوطني، قد جمع علاوي والمالكي في منزله. وقال الجعفري عقب اللقاء إنه فوجئ بالتقارب بين المالكي وعلاوي وقال: «كنت سعيدا ومتفاجئا للتقارب بالفهم الذي يقترب بل يتطابق بيننا عندما كنا نتحدث وشعرت أن التجربة التي مضت اليوم حققت مشهدا ربما لم يكن مألوفا في دول العالم، فضلا عن أن يكون مألوفا بالعراق.. أن تجلس وتتحدث ثلاث من الشخصيات تعاقبت على حكم العراق على مستوى رئاسة الوزراء». وأضاف «رأيت الفهم متقاربا جدا». وقال أيضا «كان اللقاء لقاء أخويا ضم أحاديث متنوعة اتسعت للهموم العراقية المشتركة للأهداف والطموحات العراقية».

وبالتزامن مع هذا التقارب بين علاوي والمالكي وردت مؤشرات من داخل القائمة العراقية على أن بعض أعضاء القائمة ينوون تشكيل تيار باسم «التيار المستقل» احتجاجا على توزيع الوزارات المخصصة للقائمة. وقال مصدر في القائمة لـ«الشرق الأوسط» إن هناك «من 10 إلى 12 نائبا سيعلنون انسحابهم من القائمة العراقية وإنهم سيشكلون كتلة مستقلة تتفاوض مع الكتل السياسية بصورة مستقلة أيضا»، مبينا أن من أسباب الانشقاق هو «أن رئيس القائمة ينفرد بالقرارات وأنه رشح أسماء غير مؤهلة للحكومة الجديدة». وذكر المصدر أن من بين المنشقين «طلال الزوبعي، وعالية نصيف جاسم، وجمال البطيخ، وقتيبة الجبوري». وأكد الزوبعي «أن الكتلة الجديدة ستبقى ملتزمة بالنظام الداخلي لائتلاف العراقية، وأن انسحابها سيكون فقط من القائمة العراقية الوطنية التي يرأسها علاوي». أما البطيخ المتواجد في بيروت حاليا فقد نفى عبر اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» علمه بما يجري في بغداد وأنه فور وصوله سيرى مدى صحة المعلومات التي تفيد بانسحاب بعض أعضاء القائمة وتشكيل تيار خاص بهم وما هي أهداف التيار ليقرر ما إذا كان سينضم له أم لا.