مصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط»: المسماري طلب تدخل سيف الإسلام لتأمين عودته إلى طرابلس

نجل الزعيم الليبي يعلن انسحاب مؤسسته من النشاط السياسي

TT

قالت مصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط» إن نوري المسماري، المسؤول السابق للمراسم والتشريفات الخاصة بالزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، بكى خلال اتصال هاتفي أجراه مع المهندس سيف الإسلام النجل الثاني للقذافي، فور الإفراج عنه في العاصمة الفرنسية باريس، قبل أن يطالبه بالتدخل لتأمين عودته إلى ليبيا مجددا.

وأمر القضاء الفرنسي يوم الأربعاء الماضي بإطلاق سراح المسماري على خلفية التحقيق بشأن مذكرة ليبية تطالب بتسليمه بتهمة «اختلاس أموال».

وأشارت وكالة «ليبيا برس» أمس إلى أن المسماري، الذي ظهر في فرنسا بشكل مفاجئ عقب خروجه المثير للجدل من ليبيا قبل بضعة أسابيع، هاتف نجل القذافي الذي يزور العاصمة البريطانية لندن حاليا، وطالبه ببذل مساعيه لوقف ما وصفه بحملة الإساءة المتعمدة التي تقوم بها بعض الجهات الأمنية في ليبيا ضده. وقال المسماري لنجل القذافي، وفقا لنص المحادثة التي بثتها الوكالة: «الآن ليس لدي في الدنيا، بعد الله، سوى القائد (القذافي) وسيف الإسلام».

وأضاف: «إنني أوصيكم أخي سيف بأن تبقوا في أوطانكم حتى تقوموا بالدفاع عن المظلومين.. أنا أكثر الناس التصاقا بالقائد ومع ذلك لم أنج من ظلم البعض لي. لقد رأيت اليوم كيف يمكن أن يظلم الناس»، حسب قوله.

وقال مسؤول ليبي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» إن السلطات الليبية بصدد إجراء تحقيق موسع لتقصي الحقائق فيما يتعلق بملابسات الخروج المفاجئ والمثير للجدل للمسماري إلى فرنسا.

ونفى المسؤول، الذي طلب عدم تعريفه، وجود صراع على السلطة داخل ليبيا أدى إلى تصاعد هذه القضية، معتبرا أن هناك مجموعة من الأشخاص تسعى لأغراض خاصة، إلى تشويه سمعة المسماري ودمغه بتهم الاختلاس خلافا للحقيقة. وأضاف: «في كل دولة أو نظام هناك دوما حالة من الحقد والحسد بين كبار المسؤولين الملتفين حول الزعيم أو القائد، ونعتقد أن ما يتعرض له المسماري هو في هذا الإطار».

وردا على سؤال حول وضع هؤلاء الأشخاص، وما إذا كانوا نافذين داخل النظام الليبي، قال المسؤول الليبي: «ليس بالضرورة أن يكونوا مسؤولين كبارا أو متنفذين، بعضهم كذلك، لكن في الوقت الحالي لن نكشف أية أسماء».

ونفى المسؤول أن يكون المسماري قد هرب من ليبيا إلى فرنسا، موضحا أنه حصل على إذن القذافي بالفعل قبل توجهه إلى باريس للخضوع لفحوصات طبية، بعدما شكا مؤخرا من تعرضه لمشكلات صحية.

وتابع: «رفض الأطباء عودته قبل إخضاعه فورا لعملية جراحية (قلب مفتوح). وكان وضعه صعبا للغاية، وخلال انقطاعه عن العالم استغل المرجفون في المدينة وضعه لتشويه سمعته».

وقال «أؤكد أن المسماري ليس خائنا للثورة الليبية أو قائدها العقيد القذافي، إنه رجل مخلص للمبادئ. لكن بعض الحاقدين استغلوا وضعه الصحي»، مشيرا إلى ضرورة إجراء تحقيق موضوعي لمعرفة الأشخاص الذين تورطوا في هذه المحاولة الدنيئة، على حد تعبيره.

وأعرب عن أمله في أن تتم تسوية هذه القضية في أسرع وقت بما يتيح للمسماري استرداد وضعه ومكانته داخل النظام الليبي، موضحا أن المسماري نفسه يعاني من حالة نفسية صعبة بسبب الإشاعات المغرضة التي يتداولها البعض ضده دون أي فهم لحقائق الأشياء.

وأضاف: «في نهاية المطاف سيعود المسماري إلى بلده، ليس هناك أي مآخذ قانونية ضده على المستوى الرسمي. هناك ضغائن لدى البعض، وأي تحقيق موضوع منصف سيعيد للرجل اعتباره وكرامته وإنسانيته».

إلى ذلك، قال سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، إن مؤسسته الخيرية ستنسحب من النشاط السياسي، في مؤشر على أنه خسر أرضية في صراع على السلطة مع المحافظين الذين يعارضون جهوده التي تهدف إلى الإصلاح، حسب ما ذكرت وكالة «رويترز».

وقالت المؤسسة في بيان: «أعلنت (مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية) أنها ستنأى بنفسها عن العمل في المجال السياسي والمسائل المرتبطة بالإصلاح السياسي وحقوق الإنسان». وأضافت أنها «ستضاعف جهودها لتحقيق مهمتها الأساسية الخيرية والتنموية المتمثلة في تقديم المساعدة والإغاثة للمحتاجين، وبالدرجة الأولى في دول أفريقيا وراء الصحراء».