قرينة طالباني تنضم للمنددين بغلق قسمي المسرح والموسيقى بمعهد الفنون في بغداد

مثقفون يحذرون من توجه الدولة العراقية نحو التشدد الديني

TT

شجب عدد من المثقفين والشخصيات السياسية والأكاديمية في إقليم كردستان محاولات وزير التربية العراقي لإغلاق قسمي المسرح والموسيقى بمعهد الفنون الجميلة في بغداد، وأصدروا بيانا احتجاجيا بهذه المناسبة وقعه عدد من أبرز الشخصيات الثقافية في كردستان، انضمت إليهم هيرو إبراهيم أحمد، قرينة الرئيس العراقي جلال طالباني.

وقال رحمن غريب من مركز «ميترو» للحريات التابع لمرصد الحريات الصحافية في العراق، في تصريح خاص بـ«الشرق الأوسط»، إن الاحتجاجات ستتواصل في غضون الأيام القادمة ضد قرار وزير التربية العراقي بإغلاق قسمي المسرح والموسيقى بمعهد الفنون الجميلة في بغداد، وكان إصدار البيان الاستنكاري الذي صدر مؤخرا هو الخطوة الأولى في هذا الاتجاه، وستليها خطوة أخرى بتنظيم تظاهرة لمثقفي كردستان أمام مؤسسة «سردم» الثقافية بمدينة السليمانية للتعبير عن الاحتجاج ضد هذا القرار الجائر. وأضاف غريب: «هذا القرار يتعارض تماما مع مساعي إعادة بناء العراق الجديد وتجاوز جراحات الماضي، فجهود العراقيين تتجه منذ سنوات بعد سقوط النظام السابق إلى إشاعة الحرية والديمقراطية وإعادة بناء مجتمع حضاري منفتح لمواجهة القوى الظلامية التي تفترس العراق حاليا وتريد إرجاعه إلى عصور التخلف، ومن الغريب أن نسمع من قادة العراق تصريحات ومواقف هي أقرب ما تكون إلى الهجمة الإرهابية التي تستهدف البلد، وتصطف إلى جانب مساعي الإرهابيين بتحويل العراق إلى أفغانستان أخرى».

ويأتي قرار وزير التربية في إطار ما يعتبره مثقفو العراق توجها رسميا للدولة العراقية نحو التشدد الديني، خاصة بعد قرار مجلس محافظة بغداد مؤخرا بغلق النوادي الاجتماعية. وتجمع المعترضون على القرار من رجال ونساء في ساحة الفردوس وسط بغداد ورفعوا لافتات كتب عليها شعار رئيسي واحد هو «الحريات أولا»، في إشارة تعبر عن قلقهم المتزايد إزاء ما قد ينتج عنه من «خنق للحريات». ونقلت وكالة «رويترز» عن حازم النعيمي، المحلل السياسي، قوله: «ما يجري هو إجراءات لمسار طبيعي عندما تسيطر أحزاب دينية على السلطة». وأضاف: «دائما الأحزاب الدينية تبدأ بطروحات تحاول من خلالها كسب الناس البسطاء. لكن ما إن تسيطر على السلطة وتتمكن من القرار حتى تبدأ في اتخاذ إجراءات لتصل إلى ما وصلت إليه دول أخرى في إيران أو أفغانستان على سبيل المثال».

وقالت سهام الزبيدي (40 عاما)، وهي صاحبة محل لتصفيف الشعر، إن أشخاصا «كانوا يرتدون البدلات» أرغموها قبل أيام على غلق محلها في بغداد لمدة شهرين إلى حين الانتهاء من مراسم إحياء الشيعة لذكرى عاشوراء. وأضافت بعصبية: «هذه ديكتاتورية جديدة. أنا لا أعرف من هم وخفت أن أسألهم. هؤلاء يريدون أن يحولوا العراق إلى دولة إسلامية متشددة. وهذا ليس عدلا لأن العراق فيه تعددية وتنوع ديني. هذه أفكار مستوردة وليست عراقية».

واشتكت طالبة من معهد الفنون الجميلة من قيام بعض مسؤولي المعهد بمنع الطالبات من ارتداء الملابس القصيرة أو حتى ارتداء قمصان بنصف كم. وقالت طالبة اشترطت عدم ذكر اسمها خوفا من المسؤولين: «وضعت علامة (X) بقلم الماجيك الأسود» على قدم إحدى زميلاتها لأنها كانت ترتدي تنورة قصيرة. وقال مدرس في المعهد طلب هو الآخر عدم ذكر اسمه، إن مجموعة جاءت إلى المعهد قبل أيام «وأمرت» بإزالة التماثيل المنتشرة في باحة المعهد. وأضاف أنهم قالوا لنا: «ارفعوا هذه التماثيل بحجة أن قسما منها عار وحرام وضع مثل هذه التماثيل بهذه الوضعية».

وتوقع محللون سياسيون أن تشهد الفترة القادمة تصاعدا في ممارسات الترهيب من قبل جماعات مع وصول قوى دينية متشددة إلى السلطة، وتوقعات بأن تلعب هذه الجماعات دورا أكبر في التشكيل الحكومي القادم.