ليفني تدعو إلى انتخابات مبكرة في إسرائيل مع بوادر التصدع في الائتلاف الحاكم

«العمل» يراهن على الجنرال متسناع لتحديث الحزب

TT

بعد أن طولبت بأن تفوق من سباتها والتذكر بأنها رئيسة للمعارضة ولأكبر حزب في إسرائيل، شنت تسيبي ليفني، رئيسة حزب «كديما»، هجوما حادا على سياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الداخلية والخارجية، وطالبته بالاستقالة وتحدته أن ينازلها في صناديق الاقتراع بتقديم موعد الانتخابات العامة.

وقالت ليفني، في خطاب لها أمام الكنيست، إن نتنياهو لا يكترث لمقتل 43 شخصا من السجانين وقادة الشرطة في حريق غابات الكرمل. ويعمل كل ما في وسعه لمنع إجراء تحقيق جدي في موضوع هذا الحريق، خوفا من أن تتضح مدى مسؤوليته عنه. وقام برشوة نائب من حزب يميني معارض، ببضعة ملايين، حتى يصوت ضد تشكيل لجنة تحقيق.

وردت أحزاب اليمين الحاكم باستخفاف وسخرية على دعوة ليفني. وقال أوفير أكونيس، أحد النواب المقربين من نتنياهو، إن ليفني تصحو من غفوتها في الوقت الخطأ والمكان الخطأ. وهو يلمح بذلك إلى ما تنشره الصحف الإسرائيلية عن ليفني وتقول فيه إنها نائمة ولا تتصرف كرئيسة للمعارضة وإن عليها أن تصحو وتتذكر أنها قائدة للمعارضة وعليها أن تقيم الدنيا ولا تقعدها على سياسة نتنياهو، التي تتسم بالإهمال للقضايا الكبرى كما تجلى ذلك في إفشال مفاوضات السلام وفي تأزم العلاقات مع الولايات المتحدة والتسبب في عزلة إسرائيل الدولية.

ولأسباب مختلفة هدد بالانتخابات وزراء ونواب من أحزاب الائتلاف الحاكم. فقد بدا أن تصدعا جديا يحصل في هذا الائتلاف نتيجة للخلافات في قضايا أخرى متنوعة. فحزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين، بزعامة وزير الداخلية، إيلي يشاي، تلقى ضربة من الائتلاف بالمصادقة على مشروع قانون يعترف بتهويد جنود من القادمين الجدد.

وطرح المشروع حزب «إسرائيل بيتنا»، وفيه طلب أن يتم اختصار الإجراءات البيروقراطية القائمة حاليا التي تعطى الحق فقط للرئاسة الدينية بتشريع اعتناق الجنود لليهودية. وأراد هذا الحزب، بزعامة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، خدمة مصوتيه من الشباب الذين هاجروا إلى إسرائيل من أوروبا الشرقية وروسيا. فقسم كبير من هؤلاء قدموا إلى إسرائيل من دون الاعتراف بيهوديتهم. وحسب الديانة اليهودية، فإن اليهودي هو الذي ولد لأم يهودية. وإذا أراد شخص من والد يهودي أن يسجل يهوديا، فعليه أن يمر في عدة طقوس دينية. بينما ليبرمان يريد الاكتفاء بالطقوس التي تجريها المؤسسة الدينية العسكرية.

ولكن حزب «شاس»، يريد الإبقاء على حق تشريع التهود بأيدي مؤسسته. واعتبر القانون خطا أحمر لا يمكن الموافقة عليه. وحاول يشاي منع طرح القانون على الكنيست واعدا بالتوصل إلى حل وسط يرضي الجميع. ولكن ليبرمان رفض هذه المحاولات. وأصر على تمرير القانون. ورضخ نتنياهو لإرادة ليبرمان، ولكنه وعد يشاي بأن لا يمر القانون في القراءات القادمة إلا بعد تسوية الموضوع مع الرئاسة الدينية.

وهدد يشاي بالانسحاب من الحكومة إذا سن القانون. وأمر نوابه بطرح مشاريع قوانين مخالفة لسياسة الحكومة انتقاما. وقال إن تمرير القانون يخلخل الائتلاف الحاكم ويشير إلى قرب تفكيكه.

من جهة ثانية، يسعى نتنياهو لإقناع حزب العمل، بزعامة إيهود باراك، بعدم الانسحاب من الحكومة بسبب فشل المفاوضات. وقال إن هذه المفاوضات تستأنف حاليا، بمشاركة المبعوثين الرئاسيين الأميركيين، جورج ميتشل ودينيس روس. لكن باراك يبدو عاجزا عن وقف المد الجارف ضده في الحزب. ودعا أمس وزير التجارة والصناعة، بنيامين بن أليعازر، الجنرال عمرام متسناع، للعودة للحزب وأن يرشح نفسه لقيادته في الانتخابات القريبة. ومتسناع كان قد ترأس العمل بعد إيهود باراك عام 2001 ولكنه خسر في الانتخابات أمام أرييل شارون.

وهو معروف كرجل سلام. وانتخب رئيسا لبلدية حيفا، وبقي فيها عشر سنوات، تعتبر سنوات ذهبية في المدينة الساحلية. وبعد سقوطه أمام شارون استقال من رئاسة العمل، وتولى رئاسة بلدية يروحام، وهي بلدة نائية في النقب غالبية سكانها من اليهود الشرقيين. ونجح خلال السنوات الأخيرة في إحداث نقلة نوعية في المدينة، أكسبه شعبية واسعة في إسرائيل كلها. ويراهن عدد من قادة العمل حاليا أنه يستطيع إعادة أمجاد الحزب.

وكان باراك قد التقى مع متسناع في الأسبوع الماضي وعرض عليه العودة إلى الحزب ليحتل المرتبة الثانية بعده. ويرى المراقبون أن هذه التحركات ما هي إلا إشارة إلى أن الائتلاف الحاكم برئاسة نتنياهو بدأ يعاني من شروخ تعجل في خطر تفككه.