بلير: علينا تحسين حياة سكان غزة استعدادا لبناء الدولة الفلسطينية

قال أمام «لجنة العمل الأميركية لفلسطين»: إذا استطعنا تحسين حياة الناس نستطيع الحصول على المفاوضات السياسية

TT

دعا توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية الدولية رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، أمس، إلى تحسين حياة أهالي غزة ضمن جهود الاستعداد لبناء دولة فلسطينية تقوم على أساس المفاوضات. وفي خطاب أمام «لجنة العمل الأميركية لفلسطين» عصر أمس في واشنطن، قال بلير «إنني مناصر لدولة فلسطينية وكنت دائما هكذا»، معتبرا أنه لا يوجد خيار آخر لحل الصراع العربي - الإسرائيلي.

ويزور بلير واشنطن، حيث التقى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، لتأكيد أهمية بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية من أجل مرحلة ما بعد التوصل إلى اتفاق سلام. ولكنه أوضح أن عملية البناء ضرورية خلال عملية التفاوض من أجل بناء الثقة، وقال: «في حال استطعنا تحسين حياة الناس، سنستطيع الحصول على التغيرات في غزة والحصول على المفاوضات السياسية».

وعلى الرغم من أن بلير لم يشر مباشرة إلى حماس ورفضها الاعتراف بإسرائيل والانضمام إلى مفاوضات قد تؤدي على حل سلمي، فإن الإشارة إلى «تغيرات» في قطاع غزة كانت إشارة واضحة إلى ضرورة أن يكون القطاع ضمن الحل لعقدة عملية السلام. وأضاف: «نحن بحاجة إلى تحسين حياة الناس وإعطاء المصداقية لعملية السلام».

واعتبر بلير أن هناك «فجوة هائلة في المصداقية» بين الفلسطينيين والإسرائيليين، موضحا أن عبارتي «إسرائيل آمنة» و«فلسطين قادرة على العيش» تعبران عن عدم ثقة الطرفين في أنهما سيحصلان على ما يضمن مستقبليهما، مشددا على أهمية معالجة القضايا الأساسية لتخطي الطريق المسدود حاليا لعملية المفاوضات التي تقودها واشنطن.

وأشار الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيليب كراولي، إلى أن اعترافا مماثلا من جانب دول أميركا الجنوبية يؤدي إلى «نتائج عكسية» في عملية السلام في الشرق الأوسط.

ولم يخف بلير الحيرة من الفشل في إحراز تقدم في المفاوضات، متحدثا عن «الحاجة إلى إعادة بناء العملية»، على أن تشمل «الحرص على أن تكون هناك روابط بين المفاوضات وتحسين حياة الناس على واقع الأرض».

وضمن هذه الجهود، التقى بلير، صباح أمس، مدير وكالة التنمية الدولية الأميركية، راجيف شاه، في واشنطن. ويعمل بلير مع الإدارة الأميركية وأعضاء الرباعية الآخرين (الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا) على بناء قدرات السلطة الفلسطينية والبنى التحتية للأراضي الفلسطينية «وكل القضايا الضرورية لتحقيق قيام الدولة». وأضاف: «يجب ألا يكون الدعم فقط المساعدات الإنسانية بل التنمية وإعادة الإعمار»، مشيرا إلى «إمكانية حتى تطوير السياحة».

وتحدث بلير عن علاقته بالسيناتور جورج ميتشل، المبعوث الأميركي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، وهما عملا على تحقيق السلام في آيرلندا الشمالية سابقا، مشيرا إلى مدى أهمية «السرية في كل الاجتماعات» في لقاءات آيرلندا الشمالية، ومشددا على أهميتها في المرحلة الحالية من عملية السلام في الشرق الأوسط.

وأقر بلير بوجود الكثير من الشكوك حول جدوى المفاوضات، قائلا «أعلم بوجود الشكوك حول حل هذا الصراع.. ولكن حققنا النجاح في عملية آيرلندا الشمالية لأننا لم نيأس ولأن الظروف الخارجية تغيرت أيضا». وأشار إلى التغيرات في المنطقة التي تساعد في تحقيق السلام، مشددا على أهمية مبادرة السلام العربية، حيث أوضح أن هذه «المبادرة تعطينا الإطار للتوصل إلى السلام».

ولخص بلير حديثه بالإشارة إلى إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما أن تحقيق السلام يأتي ضمن المصلحة الاستراتيجية للولايات المتحدة، قائلا «تحقيق ذلك في المصلحة الاستراتيجية للعالم»، مضيفا أن «علينا ألا نعطي المجال للرافضين للسلام، وعلينا المثابرة والمحاربة للتوصل إلى اتفاق».