نصر الله: مؤامرة المحكمة ستذهب أدراج الرياح.. وأدعو العرب إلى اعتماد طريق المقاومة

قال إنه يرفض أي فتنة بين السنة والشيعة ونفى اللجوء للتحريض الطائفي

مناصرو حزب الله يهتفون في ذكرى عاشوراء أمس خلال إلقاء نصر الله خطبة في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ب)
TT

دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، العرب «إلى اعتماد طريق المقاومة بعد فشل» مفاوضات السلام مع إسرائيل، وشدد على أن «مؤامرة المحكمة الدولية ستذهب أدراج الرياح كما كل المؤامرات السابقة». ولكنه أكد رفضه لأي «فتنة بين المسلمين وخصوصا بين الشيعة والسنة». وقال نصر الله في خطاب متلفز ألقاه أمام الآلاف من أنصاره في ضاحية بيروت الجنوبية، لمناسبة إحياء مراسم عاشوراء، إن «لبنان والمقاومة يتعرضان اليوم لمؤامرة جديدة بعنوان دولي، اسمها المحكمة الدولية» مجددا رفضه لـ«أي اتهام ظالم لنا ولغيرنا». وأضاف: «سنسقط أهداف هذا الاتهام، لقد أسقطنا بعض أهدافه وسنسقط بقية الأهداف. نحن سنحمي مقاومتنا وكرامتنا وسنحمي بلدنا من الفتنة والمعتدين والمتآمرين بأي اسم أتوا. وأقول لكم إن مؤامرة المحكمة الدولية ستذهب أدراج الرياح كما كل المؤامرات السابقة».

وأضاف نصر الله: «حرصنا على بلدنا لبنان وعلى وحدتنا الوطنية وعلى العلاقة السليمة والإنسانية بين جميع مكونات شعبنا وطوائفه، ونؤكد حرصنا على هذا البلد الغالي الذي قدمنا لأجل استعادة ترابه أعز فلذات الأكباد. وسنبقى في موقع الاستعداد للتضحية لبقاء البلد». وأعلن الرفض لـ«أي فتنة بين المسلمين وخصوصا بين الشيعة والسنة، ومواجهة أي شكل من أشكال الفتنة لأنها اليوم مشروع أميركا وإسرائيل لأمتنا. ونحن خلال كل السنوات الماضية لم نلجأ يوما للتحريض الطائفي، لأننا لا نؤمن لا بهذا الخطاب ولا بهذا بالتحريض، بل نعتقد أن من يلجأ للتحريض الطائفي هو ضعيف، اليوم نحن نحتاج جميعا لهذا الوعي لنقطع الطريق على كل أشكال التعامل الذي يستخدم الإعلام والسياسة والتفجيرات وعلينا أن نكون أكبر من التحديات».

وقال: «راهنا في لبنان على المقاومة وانتصرنا، وسينتصر شعب فلسطين ما دام هنالك إرادة وعزم، ففي الأيام القليلة الماضية عاودتنا جوقة من التهديدات الإسرائيلية الجديدة بالقتل والتدمير والحرب وما شاكل، إن هذه التهديدات لا تخيفنا ولا يمكن أن تمس من إرادتنا». وخاطب الإسرائيليين قائلا: «لقد انتهى الزمن الذي كنتم تخيفوننا فيه. اليوم نحن في الموقع الذي صنع وسيصنع الانتصار، إسرائيل هذه التي تهدد المقاومة في لبنان هزمتها المقاومة في الـ1993 وأيار 2000 وفي تموز 2006، لقد هزمت هذه المقاومة كل جنرالاتكم وستهزمكم، هذه التهديدات هي حرب نفسية فاشلة وعاجزة ولا يمكن أن تؤثر لا في قلوبنا ولا عقولنا. نحن كما كنا، لا بل أفضل مما كنا؛ في المعنويات والإيمان والعدة والعدد والقدرة على المواجهة». وتابع في السياق ذاته: «بالأمس وقف إخوانكم في غزة ومن قلب الحصار وقفة ثبات، وأسمعوا العالم الموقف الراسخ والثابت بأنه لن نعترف بإسرائيل، قالوها ورددوها: لن نتخلى عن شبر واحد من فلسطين. واليوم من أرض الضاحية الجنوبية التي واجهت شراسة العدوان ولم تقهر ولم تتحطم إرادتها، نكمل نداء الإخوة في غزة الذين ما زالوا في حصار، نطلق هنا الصرخة ونحن ما زلنا في دائرة التهديد، نقول كلمة رسول الله، ما دام فينا عرق ينبض لن نعترف بإسرائيل، ولن نتخلّى عن شبر واحد من أرضنا ولن ننسى مقدساتنا»، داعيا الأمة بما فيها الحكومات والأنظمة والشعوب إلى «حسم خياراتها». وأوضح أن «اللجنة العربية قالت (أول من ) أمس، وبكل صراحة، أن لا نفع من المفاوضات، لقد اكتشفوا ذلك بوقت متأخر». وتوجه إلى الأنظمة العربية قائلا: «اليوم في يوم عاشوراء نقول للأمة تعالوا إلى طريق الشرف والكرامة والعزة ورفض الذل، أي تعالوا إلى طريق المقاومة وإلى خيارها، المفاوضات انتهت والتسوية ماتت ولكن العديدين ما زالوا يرفضون الاعتراف بموتها، قولوا الحقيقة لشعوبكم، فما أمام الأمة إلا الخيار الوحيد باستعادة الأرض والمقدسات وهو طريق المقاومة». وأضاف: «لا نقول لكم جهزوا جيوشكم، ولكن نقول لكم ادعموا فلسطين ومقاومة الشعب، وقفوا إلى جانبه، فكوا الحصار عن غزة.. فلو اتخذت أمتنا موقفا لأسبوع واحد أعلنت فيه إنهاء المفاوضات سوف تجدون أن العالم كله يزحف إليكم ويطلب فرصة للحل، وهذه الفرصة لا يجوز تضييعها».

وإثر انتهاء نصر الله من خطابه، سمعت رشقات إطلاق نار من رشاشات حربية لنحو ثلاثين دقيقة في محلتي الأوزاعي والجناح، لا سيما في الأحياء الداخلية. ولم تشر التقارير إلى وقوع إصابات في الأرواح، إلا أن عددا من السيارات أصيب برصاص ارتدادي وأضرار مادية، مما دفع سائقيها إلى سحبها من الطرقات، كما أقفلت المحال التجارية.