الرئيس اللبناني ينوه بتعاون الجيش والمقاومة في كشف الخرق الإسرائيلي في صنين والباروك

قائد «اليونيفيل»: الأعوام الأربعة الماضية هي الأكثر هدوءا في جنوب لبنان

TT

نوه الرئيس اللبناني ميشال سليمان باكتشاف الجيش أجهزة التجسس الإسرائيلية أمس وتفكيكها، لافتا إلى «أهمية التعاون بين الجيش والمقاومة الذي أدى إلى كشف هذا الخرق الإسرائيلي كما الرد على الاعتداءات على أمن لبنان وسيادته واستقراره». وتابع سليمان اليوم مع وزارتي الخارجية والدفاع الخطوات الواجب اتخاذها، وزود المسؤولين المعنيين توجيهاته بـ«وجوب رفع شكوى إلى مجلس الأمن الدولي تضم إلى ملف التجسس الإسرائيلي والاعتداءات على شبكة الاتصالات التي تشكل خرقا فاضحا من الجانب الإسرائيلي للقرار 1701 وللأعراف والقوانين الدولية».

وكان الجيش اللبناني أعلن أول من أمس عن «تفكيك منظومتي تجسس وتصوير إسرائيليتين في كل من جبلي صنين والباروك، وذلك بناء على معلومات حصلت عليها مديرية المخابرات من مصادر المقاومة». ولفت إلى أن «المنظومة الإسرائيلية في صنين تحوي أنظمة بصرية وأنظمة إرسال واستقبال إشارات تحكم». وتبين أن «الأجهزة الإسرائيلية متطورة جدا وموضوعة ضمن صخور مجوفة يصعب كشفها ومترابطة وموصولة ببطاريات، وأن المنطقة التي وجدت بها لا تصل إليها السيارات ويصعب الوصول إليها سيرا على الأقدام».

وأشار الخبير في شؤون الاتصالات، العميد المتقاعد محمد عطوي، إلى أن «هدف المنظومات الإسرائيلية هو جمع معلومات صغيرة عن شخصيات معينة»، لافتا إلى أن «هذه المنظومات شبيهة بالأجهزة المنتشرة على الحدود، وتستطيع نقل إحداثيات مباشرة للمركز الذي التقطه، وهي مجهزة بكاميرات، بحيث كان العملاء يقومون برحلات لتصوير الأماكن التي لا تصلها الطائرات».

وفي سياق آخر، أعلن القائد العام لقوات الطوارئ العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» الجنرال ألبيرتو أسارتا، أن «الأعوام الأربعة التي مضت منذ صدور القرار 1701، كانت أكثر الفترات هدوءا في تاريخ جنوب لبنان». وأشار إلى أن «الظروف تحسنت بشكل ملحوظ على الأرض، فقد حافظ كلا الطرفين على وقف الأعمال العدائية واحترام الخط الأزرق، ففترة السلام هذه التي لم يسبق لها مثيل، هي بفضل العلاقات الوثيقة، أكثر من أي وقت مضى، بين اليونيفيل والجيش اللبناني وبفضل الدعم السخي الذي تلقاه اليونيفيل من الشعب اللبناني».

وإذ أكد التصميم على «تعزيز هذه العلاقات بكل الطرق الممكنة»، أوضح أسارتا أنه «لم توكل إلى اليونيفيل مهمة فرض وقف الأعمال العدائية بالوسائل العسكرية»، وقال: «في الواقع وجود اليونيفيل هو لمنع حصول الأعمال العدائية ونزع فتيل الوضع في حال حصول أي حادث وأخيرا تخفيف التأثيرات السلبية. ونحن نعتمد على حسن نية الأطراف، فالاجتماعات الثلاثية (بين اليونيفيل والجيش اللبناني وأهالي الجنوب) هي مفتاح هذا النجاح، إذ إن توفير منتدى للنقاش والتفاعل المباشر هو آلية باتت حاسمة لبناء الثقة والالتزام بين الطرفين، وهو شيء ضروري من أجل التوصل إلى حل طويل الأمد للصراع».

وأشار أسارتا إلى أن «أمام القوة الدولية العديد من التحديات، لذلك فاليونيفيل ستواصل بذل ما بوسعها من أجل الحفاظ على الهدوء وتسهيل عملية تسليم المسؤوليات الأمنية للجيش اللبناني، عبر الحوار الاستراتيجي الذي أنشئ أخيرا».