دار الإفتاء الأردنية: لا يجوز لأي جهة التشكيك في دور الجيش الأردني

بعد بيان جبهة العمل الإسلامي ضد إرسال قوات إلى أفغانستان

TT

تصاعدت وتيرة إصدار الفتاوى والبيانات الرسمية من قبل الفعاليات الرسمية والعسكرية والدينية الأردنية، ردا على الفتوى التي أصدرتها لجنة علماء الشريعة في حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، حول مشاركة القوات المسلحة الأردنية في أفغانستان، تحت قيادة الولايات المتحدة الأميركية، أو في أي بلد آخر، وتحريم هذه المشاركة شرعا. فقد أصدرت دائرة الإفتاء العام، أعلى هيئة دينية في الأردن، أمس، بيانا أكدت فيه أنه لا يجوز لأي جهة كانت أن تشكك بهذا الدور المميز الذي تقوم به قواتنا المسلحة الباسلة، سواء ببعض الفتاوى التي لم تصدر عن علم وبصيرة، أو بأي أسلوب آخر، مما يساعد في إذكاء نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، ويعمل على التشكيك.

وقال البيان: «إننا في دائرة الإفتاء العام، الجهة الوحيدة المخولة بإصدار الفتاوى في الأمور العامة، ولم يطلب منا أن نصدر فتوى في مثل هذه الأمور. ثم إن الفتوى يجب أن تصدر بعد علم وبصيرة، لأن العلماء قالوا: الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فإصدار فتوى بغير علم مسؤولية كبيرة أمام الله عز وجل، وفي كل الأحوال نقول: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، وربنا ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا». وأشار البيان إلى دور القوات المسلحة الأردنية الإنساني في مساعدة المحتاجين والمنكوبين في جميع أصقاع المعمورة، في هايتي والبوسنة والهرسك وغيرها.

كما أشار البيان إلى إسهام الجيش في مسح الآلام من خلال مستشفياته في كل من غزة ورام الله وأفغانستان وليبيريا والكثير من بلدان العالم بتوجيهات من الملك عبد الله الثاني بن الحسين.

ووصف البيان الجيش الأردني بأنه جيش محترف ومميز تترسخ فيه كل معاني الولاء والانتماء لقائده ووطنه وأمتيه العربية والإسلامية، وهو جيش العرب جميعا، انبنى وتربى على حب الدين، ففي كل وحدة من وحداته مسجد وإمام وأنشطة دينية. وكانت الحكومة الأردنية قد دانت على لسان الناطق الرسمي أيمن الصفدي ما صدر عن حزب جبهة العمل الإسلامي بالأردن من إساءات للدور الكبير الذي تؤديه القوات المسلحة في مساعدة الشعب الأفغاني في الحفاظ على أمنه واستقراره وتقديم الخدمات الطبية والإنسانية له. وكانت لجنة علماء الشريعة في حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن قد حرمت على أي مسؤول أن يرسل قوات عسكرية لتقاتل مع قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في أفغانستان أو في أي بلد آخر، كما حرمت في بيان صدر قبل أيام على المسلم «إطاعة أي أمر في معصية الله تعالى». وجاء في البيان: «الواجب يحتم على حكام المسلمين أن يرسلوا جيوشهم للقتال في صف المجاهدين الأفغان، ويحرم عليهم خذلان إخوانهم في أفغانستان أو في أي بلد إسلامي محتل والتخلي عنهم». واعتبرت اللجنة أن مشاركة قوات عسكرية إلى جانب قوات التحالف التي تقودها أميركا في حربها على أفغانستان وغيرها «موالاة لغير المسلمين في عدوانهم على المسلمين. وهذا حرام وظلم». وخلصت اللجنة إلى أن «من يوالي الأميركان ودول التحالف في محاربة المسلمين، يخرج من دائرة الإسلام». وكان الشريف علي بن زيد قد قتل مع ثمانية من كبار ضباط المخابرات الأميركية المركزية في خوست مطلع العام الحالي، عندما نجح الأردني همام البلوي أحد أعضاء تنظيم القاعدة في الدخول إلى قاعدة خوست العسكرية وتفجير نفسه بهؤلاء الضباط الذين كانوا سيجتمعون معه. يشار إلى أن القوات الأردنية توجد في مزار شريف الأفغانية من خلال مستشفى ميداني، إضافة إلى قوات أردنية مسلحة لحماية هذا المستشفى.