مبعوث أميركي في بيونغ يانغ.. وسيول تستعد لمناورات جديدة

بيل ريتشاردسون: بشكل أو بآخر يجب أن نتفاوض مع الكوريين الشماليين

TT

بدأ بيل ريتشاردسون حاكم ولاية نيومكسيكو والسفير الأميركي السابق إلى الأمم المتحدة أمس «زيارة خاصة» إلى بيونغ يانغ سيحاول خلالها خفض التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وتأتي زيارة الوزير السابق خلال عهد الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون في وقت أعلن فيه الجيش الكوري الجنوبي أنه سيقوم بمناورات مدفعية بالذخيرة الحية في جزيرة يونبيونغ التي تعرضت نهاية الشهر الماضي إلى قصف كوري شمالي والواقعة في البحر الأصفر في منطقة متنازع عليها بين البلدين.

وتشهد شبه الجزيرة الكورية أجواء توتر شديد منذ هذا الهجوم الذي أثار موجة تنديد دولية. وكانت الصين القوة الكبيرة الوحيدة التي لم تقم بإدانة كوريا الشمالية، وهو البلد الذي تدعمه تقليديا ويؤكد أن هجومه أتى ردا على إطلاق نار من جانب كوريا الجنوبية.

وقال ريتشاردسون خلال زيارة خاطفة إلى الصين قبيل توجهه إلى كوريا الشمالية «آمل في أن أتمكن من المساعدة، آمل في أن أحدث فارقا». وأضاف «بشكل أو بآخر يجب إجراء مفاوضات. سنتحدث عما سيكون مجديا إلا أن المهم هنا هو محاولة إقناعهم بوقف الأعمال العدائية التي بدأوها». وتابع متوجها للصحافيين في مطار بكين قبيل مغادرته إلى بيونغ يانغ «نتوجه إلى كوريا الشمالية على أمل إحلال السلام».

إلا أن السلام بدا بعيدا في حين أعلنت قيادة الأركان الكورية الجنوبية نيتها القيام بمناورات عسكرية بين السبت والثلاثاء المقبلين تبعا للظروف المناخية بشكل خاص. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر حكومي قوله إن التدريبات ستجري في يوم واحد فقط. وهذه المناورات ستكون الأولى التي تجريها سيول على هذه الجزيرة منذ تعرضها لقصف بقذائف كورية شمالية.

وأوضح الجيش الكوري الجنوبي أن عناصر من قوات الأمم المتحدة في كوريا الجنوبية بقيادة الولايات المتحدة سيشاركون في المناورات. وأوضحت قيادة قوات الأمم المتحدة التي تشرف على تطبيق الهدنة التي أوقفت الحرب الكورية (1950-1953) أن عشرين من جنودها سيشاركون في المناورات للمساعدة في المجال الطبي كما في مجال الاتصال وتحليل المعلومات. وحرص الجيش الكوري الجنوبي على توضيح أنه لن يطلق النار في اتجاه كوريا الشمالية كما كانت الحال خلال المناورات السابقة. وقال المتحدث باسم رئاسة الأركان الكورية الجنوبية لي بونغ وو «سنرد بحزم على أي استفزاز كوري شمالي جديد».

وكان ريتشاردسون تلقى دعوة لزيارة كوريا الشمالية، حيث من المقرر أن يمكث حتى الاثنين المقبل، وجهها إليه كيم كاي غوان كبير المفاوضين الكوريين الشماليين في الملف النووي. وقال ريتشاردسون: «حين يتصل بي الكوريون الشماليون، يكونون على الدوام راغبين في توجيه رسالة ما. وآمل أن يوجهوا رسائل يمكنها أن تخفض التوتر في شبه الجزيرة الكورية».

وقال ناطق باسم الخارجية الكورية الشمالية نقلت تصريحاته وكالة الأنباء الكورية الشمالية أن بيونغ يانغ «تدعم كل اقتراحات الحوار بما في ذلك المحادثات السداسية انطلاقا من الرغبة في تجنب حرب وأن تؤدي إلى نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية لكنها لن تستجدي ذلك أبدا». والمحادثات السداسية المتوقفة حول نزع أسلحة كوريا الشمالية النووية تشمل الكوريتين والولايات المتحدة وروسيا واليابان والصين. وأثارت كوريا الشمالية مخاوف أيضا لدى المجتمع الدولي الشهر الماضي مع كشفها موقعا لتخصيب اليورانيوم على أرضها يضم أكثر من ألف جهاز طرد مركزي. وتشتبه الولايات المتحدة كما كوريا الجنوبية بوجود منشآت نووية أخرى في كوريا الشمالية. وقال ريتشاردسون «سنحاول الذهاب إلى يونغبيون» حيث المنشأة النووية الكورية الشمالية.