منظمة المؤتمر الإسلامي تعلق عضوية ساحل العاج حتى يتولى وتارا مسؤوليته كرئيس للبلاد

أوغلي لـ«الشرق الأوسط»: دول المنظمة تشعر بقلق حيال إحجام 5 دول أعضاء عن التصويت لقرار منع الإساءة إلى الأديان

TT

كشف البروفسور أكمل إحسان الدين أوغلي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، لـ«الشرق الأوسط»، عن رسائل بعث بها إلى وزراء خارجية خمس دول أعضاء، تتعلق بإحجامها عن التصويت حول إقرار قانون يدين الإساءة إلى الأديان في اجتماع الجمعية العامة الذي عقد في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ولفت إلى أن عددا من دول المنظمة تشعر بقلق إزاء هذا التصرف. وقال أوغلي «نرى أنه على الدول الأعضاء أن تلتزم بمثل هذه المواقف المبدئية في مثل هذه القضايا التي نعتبرها فوق أي ملاحظات أو أي اعتبارات سياسية». وأضاف أن «المندوب الدائم للمنظمة في نيويورك يقوم بجولات واتصالات بسفراء الدول وممثليها في نيويورك، ونظيره في جنيف يمارس الدور نفسه».

وجاء تصريح الأمين العام، تعقيبا على ما انفردت به «الشرق الأوسط» في الخامس والعشرين من نوفمبر الماضي، ونشرها تلميحات لمصادر مطلعة في المنظمة تفضي إلى إجراءات وصفتها المصادر حينها بـ«الرادعة» قد تتخذ ضد الدول التي عارضت الإجماع المتفق عليه سابقا بخصوص التصويت مع القرار، وهي بنين، وبوركينا فاسو، وألبانيا، والغابون، والكاميرون، فيما تشمل الإجراءات - بحسب المصادر - الامتناع عن تقديم التسهيلات المتاحة من قبل المنظمات العاملة تحت مظلة منظمة المؤتمر الإسلامي، في إشارة إلى تخفيض المساعدات التي يقدمها البنك الإسلامي للتنمية، بسبب الامتناع عن التصويت.

وحول الأزمة السياسية في ساحل العاج، أوصى مندوبو الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي، أمس، بتعليق عضوية ساحل العاج في جميع اجتماعات المنظمة وأنشطتها حتى يتولى الرئيس سليم الحسن درامان وتارا، الذي وصفته المنظمة بـ«الشرعي»، مسؤولياته الكاملة رئيسا للدولة.

وأعلنت منظمة المؤتمر الإسلامي عن رفع التوصية إلى وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة، وفقا للبيان الصادر عن اجتماع طارئ دعت فيه المنظمة مندوبي الدول الأعضاء للنقاش حول الوضع السياسي في ساحل العاج.

وقال أوغلي «إن التوتر بين الرئيسين يحمل مخاطر في حال إصرار الرئيس السابق على موقفه بعدم احترام الشرعية الديمقراطية، التي تمت تحت إشراف الأمم المتحدة وحازت موافقة المجتمع الدولي ومنظمة المؤتمر الساعية بدورها إلى تحقيق الانتخابات الديمقراطية معترفة بشرعيتها»، ودعا الفرقاء السياسيين في ساحل العاج إلى عدم تطوير الأمر، أو تصعيده إلى مرحلة تجلب الاشتباك السياسي إلى اشتباك ساخن، ملمحا إلى أن موقف الرئيس السابق قد يودي بعواقب غير سلمية.

وأضاف أوغلي «أرسلنا رسالة واضحة من 57 دولة أعضاء في المنظمة للجميع، بأن يحترموا النتائج التي توصلت إليها الانتخابات، وترك الباب مفتوحا للتفاوض».

إلى ذلك، حث البيان الختامي الصادر عن الاجتماع الذي عقدته المنظمة في مقرها بجدة، رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته، لوران غباغبو، على احترام نتائج الانتخابات، ونقل السلطة على الفور إلى الرئيس المنتخب بشكل سليم، وقرر الاجتماع دعوة الأمين العام للمنظمة إلى مواصلة اتصالاته بجميع الشركاء والأطراف المعنيين، لاستعادة الديمقراطية والاستقرار في ساحل العاج.

ورفض إحسان أوغلي الوضع المزدوج الذي تعيشه ساحل العاج بوجود حكومتين متوازيتين، يرأس إحداهما الرئيس السابق غباغبو، والأخرى الرئيس وتارا، محذرا من أن هذا الانتهاك السافر قد يفضي إلى حدوث انتكاسة كبرى للجهود الجماعية التي تهدف إلى بناء عالم إسلامي ينعم بالازدهار والسلام.

وناشد أوغلي في كلمته أمام الاجتماع، الرئيس السابق غباغبو، ضرورة التحلي بالحنكة السياسية، وبأقصى درجات ضبط النفس، لتلافي المزيد من التصعيد.