تلميحات فلسطينية لسحب الاعتراف بإسرائيل إذا فشلت جهود إقامة الدولة

المفاوض محمد إشتية: لم نأخذ من ميتشل إلا التشجيع.. ولسنا خدام بلديات

متظاهر فلسطيني يطل من على شجرة زيتون على اماكن الجنود الاسرائيليين وراء جدار الفصل قبل ان يقذفهم بالحجارة في بلدة نعلين قرب رام الله، امس (أ ف ب)
TT

لمحت السلطة الفلسطينية إلى أنها قد تضطر إلى سحب الاعتراف بإسرائيل إذا فشلت كل الجهود المبذولة لنزع اعتراف بالدولة الفلسطينية. جاء ذلك على لسان عضو طاقم المفاوضات، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد إشتية الذي لم يقل ذلك صراحة، لكنه اكتفى بالقول: «إن استمرار احتلال الضفة الغربية سيدفعنا لعدم لتفريق بين حيفا ورام الله».

وقال إشتية للصحافيين في بيت لحم: «إن التنازل التاريخي والوحيد الذي قدمته القيادة الفلسطينية في مؤتمر مدريد عام 1991 كان القبول بإقامة دولة فلسطينية على 22% من أرض فلسطين التاريخية والمفترض أن تكون هذه الدولة قد أقيمت عام 1999، إلا أن السنوات تمر وإسرائيل تتهرب من ذلك، مما سيجعلنا نبحث عن وسائل أخرى». وأضاف: «إذا كانت إسرائيل لا تريد الكف عن احتلال الضفة الغربية فإنه لا يوجد ما يدفعنا للتفريق بين حيفا ورام الله». وأردف: «إذا كانت إسرائيل تعتقد أننا كسلطة سنقبل أن نكون سلطة بلا سلطة فهي مخطئة الظن، فنحن لسنا بلديات وسنقوم بتسليم سلطات البلدية لإسرائيل إذا تبين أن الأفق مسدود نهائيا، وليقُم الاحتلال بخدمة نفسه، فنحن لسنا ندير الخدمات هنا».

وحذر إشتية الإسرائيليين من أن حل الدولتين غير متوافر دائما وأن العرض لن يكون في المتناول بشكل مفتوح وقتما جاءت حكومة أو غادرت حكومة غيرها.

وقال مصدر فلسطيني مطلع لـ«الشرق الأوسط»: «أحد الحلول هو إلغاء الاتفاقيات، وهذا يعني التنصل منها ومن كل ما ترتب عليها، وليفهمها الإسرائيليون كما شاءوا».

تأتي تهديدات السلطة في وقت بدأت تحضر فيه للذهاب نحو مجلس الأمن لانتزاع اعتراف بالدولة، بعدما فشلت جهود واشنطن في إقناع إسرائيل بوقف الاستيطان، لانطلاق المفاوضات.

وأوضح إشتية أن القيادة قررت البدء في 3 خطوات في أعقاب فشل الولايات المتحدة الأميركية في رعاية المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية، وهي: التوجه للمجتمع الدولي للاعتراف بدولة فلسطينية على الرغم من أنف إسرائيل، وإدخال أوروبا وروسيا كراعٍ لعملية السلام، والتوجه إلى مجلس الأمن، متهما الولايات المتحدة بأنها لم تكن راعيا نزيها لعملية السلام.

وقال: إن مبعوث السلام الأميركي جورج ميتشل، الذي يكثف جولاته المكوكية منذ 19 شهرا، لم يحقق شيئا «واكتفى بالكلام التشجيعي للرئيس، وبخلاف ذلك لم نأخذ منه شيئا». وأضاف: «وبعد فشل المفاوضات المباشرة وغير المباشرة جاء مؤخرا يقترح مفاوضات أطلقوا عليها مفاوضات متوازية. ونحن لا نرى إمكانية لنجاحها؛ لأنه لا توجد مرجعية كما لا يوجد جدول زمني، مجرد كلام».

وتابع إشتية: «الرعاية الأميركية فشلت وثبت أن إسرائيل هي (دلوعة) الغرب، وترفض الالتزام بالشرعية الدولية أو احترام المفاوضات، مبعوث نتنياهو، مولخو، رفض حتى تسلم مقترحات فلسطينية في واشنطن بحجة أن الحكومة قد تسقط إذا تسرب الخبر للصحافة». وأضاف: «كنت شابا أعزب حين ذهبت مع الوفد الفلسطيني للمفاوضات في مدريد (في أكتوبر/ تشرين الأول 1991) والآن أنا رجل غزا الشيب رأسي، وأولادي في الجامعات ولا نزال ننتظر إقامة الدولة الفلسطينية».

واستطرد: «وصلنا إلى قناعة بأن حكومة نتنياهو لا يمكن أن تكون شريكا للسلام، خصوصا أنها حكومة تستمتع بالاحتلال». ولا يرى إشتية أن أي تغيير قد يطرأ على الحكومة الإسرائيلية. وقال: «لا توجد تظاهرات داخل إسرائيل ضد نتنياهو، ولا توجد قوة ضغط خارجية عليها ولا خسائر اقتصادية وهي باقية (الحكومة) ومستمتعة بالوضع القائم».