مستشار أوباما لمكافحة الإرهاب: اليمن يهمنا ويهم العالم.. وسنهزم «القاعدة» فيه

برينان يصف العلاقة مع صنعاء بـ«توتر صحي».. وقال إنه اطلع على لقاء «الشرق الأوسط» مع القصع

جندي يمني يقوم بتفتيش إحدى السيارات في مدينة عدن الجنوبية ضمن تشديد الاجراءات الأمنية التي ترافقت مع بطولة الخليج الرياضية أواخر الشهر الماضي (رويترز)
TT

في خطاب مطول حول استراتيجية إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في معالجة الأوضاع الأمنية والاقتصادية في اليمن، أكد مستشار الرئيس الأميركي لمكافحة الإرهاب، جون برينان، أمس، أن «اليمن يهمنا ويهم العالم.. واليمن مهم ليس فقط بسبب التهديدات الخارجة منه، بل بسبب موقعه الاستراتيجي أيضا». وأضاف برينان أن هناك استراتيجيتين، واحدة قصيرة الأمد لهزيمة تنظيم القاعدة، وثانية لمساعدة اليمن على التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

وقال برينان إن بلاده ستقوم بكل ما هو ممكن لمساعدة اليمن على «التخلص من سرطان (القاعدة)»، مضيفا: «وأؤكد أننا سنهزم (القاعدة)». واعتبر برينان أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الأنشط من فروع «القاعدة» في دول مختلفة، وهو مسؤول عن محاولتين فاشلتين لوقوع تفجيرات في الولايات المتحدة، وقد استهدف السفارتين، الأميركية والبريطانية، خلال العام الماضي.

وعدد برينان التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه اليمن، معتبرا أن «الحكم الرشيد وسيادة القانون أساس التنمية، والتنمية ضرورية للتقدم». وأكد مستشار أوباما أن الإدارة الأميركية جادة في دعم اليمن على المدى البعيد، محذرا من أن الاقتصاد اليمني «ما زال يتدهور». ولفت إلى أن الدعم الأميركي لليمن كان 22 مليون دولار عام 2008 ووصل إلى 300 مليون دولار عام 2010، لكنه أقر بأن ذلك ليس كافيا، مما يجعل دور مجموعة «الدول الصديقة لليمن» ضروريا.

وأوضح برينان: «غوانتانامو أصبح رمزا لتجنيد عناصر لـ(القاعدة).. لذلك جهودنا مستمرة لإغلاقه»، مضيفا: «نحن نعمل مع الحكومة اليمنية لتوثيق قدراتها من حيث إعادة التأهيل، وفي بعض الأحيان محاكمة» المعتقلين من اليمن. ولفت برينان إلى أن 8 معتقلين من اليمن عادوا من غوانتانامو إلى وطنهم ولم يعودوا إلى صفوف «القاعدة». وأضاف: «بعض الدول التي يعود إليها معتقلون من اليمن قد تقرر محاكمتهم في حال خرقوا قوانين تلك الدول»، مشيرا إلى إمكانية محاكمة بعض المعتقلين في المعسكر الأميركي في اليمن. وأكد برينان جهود واشنطن «لتقليص عدد المعتقلين في غوانتانامو. ونحن ننظر إلى القضايا بانفراد».

وأوضح برينان أنه اتصل بالرئيس اليمني قبل نشر البرقيات المسربة، قائلا: «إنني شرحت للرئيس صالح أننا نأسف بعمق بسبب النشر العلني للمحادثات الدبلوماسية الناتجة عن نشاط إجرامي يجب إدانته». وأضاف: «أبلغت الرئيس صالح أن الرئيس أوباما يثمن تفهمه لهذا التطور المؤسف، وأن الولايات المتحدة الآن مصرة على السعي إلى روابط أقوى مع اليمن». وأقر برينان بوجود خلافات بين البلدين، قائلا: «مثل كل العلاقات الثنائية، العلاقة بين واشنطن وصنعاء توجد فيها وجهات نظر مختلفة وتوتر وحتى بعض الحيرة القوية من الطرفين». ولكنه وصف ذلك بأنه «توتر صحي» ودلالة على الصراحة بين المسؤولين من البلدين. وأضاف: «كانت بيني وبين الرئيس صالح محادثات حامية، ولقد ناقشنا واختلفنا حول قضايا أساسية وجوهرية.. ولكن علامة الصداقة الحقيقية ليس القول للآخر ما يريد أن يسمعه، بل ما يجب أن يستمع إليه».

وردا على سؤال أحد الصحافيين امتنع برينان عن التعليق على المقابلة الخاصة التي نشرتها «الشرق الأوسط» مع قيادي «القاعدة» فهد القصع وتمكن مراسل «الشرق الأوسط» من الوصول إليه. ولكنه اكتفى بالقول: «إنني اطلعت على التقارير حول هذه المقابلة، ولكن ليس لدي المزيد من المعلومات». وأضاف: «من الواضح أن هناك أفرادا في اليمن لديهم قدرة على الوصول إلى الإرهابيين.. ونأمل أن المزيد من اليمنيين سيرون ويتعلمون من (القاعدة) من وجهة نظر مصلحة اليمن». وأضاف أن «الإرهابيين يختبئون بين المدنيين.. وهم يرسلون آخرين إلى الموت بينما هم يختبئون في الكهوف».