ساحل العاج: توتر في العاصمة.. وأوروبا تدعو الجيش للتخلي عن غباغبو

ساركوزي يطالب الرئيس المنتهية ولايته بالتنحي أو مواجهة عقوبات

جنود يقيمون حاجزا بإطارات السيارات في طريق بالعاصمة أبيدجان أمس (أ.ب)
TT

شهدت ساحل العاج، وخصوصا عاصمتها أبيدجان مزيدا من التوتر أمس، إذ كثفت قوات الأمن من انتشارها تحسبا لمسيرة أخرى كان معسكر الحسن وتارا، أحد الرئيسين المعلنين في البلاد، ينوي تنظيمها باتجاه مقر الإذاعة والتلفزيون العاجي ومقر الحكومة، في محاولة لإخضاع نظام خصمه لوران غباغبو. وجاء هذا فيما دعا الاتحاد الأوروبي الرئيس المنتهية ولايته غباغبو إلى التنحي ونقل السلطة إلى خصمه وتارا.

وتحدثت وكالات الأنباء عن انتشار كثيف لرجال الدرك والجيش في حي ابوبو (شمال) الموالي لوتارا. وجاءت هذه التحركات غداة سقوط 11 قتيلا في أعمال عنف بين الجانبين. وكان الجنود قد فتحوا النار على متظاهرين من أنصار وتارا في أبيدجان أول من أمس عندما حاولوا تنظيم المسيرة الأولى باتجاه مقر الإذاعة والتلفزيون الرسمي الذي لا يزال تحت سيطرة غباغبو ويذيع أنباء لصالحه.

وفي هذه الأجواء المتوترة وصل رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ إلى أبيدجان في محاولة لإيجاد حل للأزمة السياسية الناجمة عن الانتخابات الرئاسية التي جرت في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وتوجه بينغ مباشرة من المطار إلى حي بلاتوه الإداري حيث القصر الرئاسي الذي يحتله غباغبو. وكان متوقعا أن ينتقل بعد ذلك إلى مقر وتارا الذي اعترف به المجتمع الدولي بما فيه الاتحاد الأفريقي رئيسا للبلاد. وفاز وتارا في هذا الاقتراع بحسب المجتمع الدولي وغباغبو بحسب المجلس الدستوري لساحل العاج.

وتأكيدا لموقفه، حمل الاتحاد الأوروبي الذين يعرقلون نقل السلطة سلميا إلى الحسن وتارا «مسؤولية» الأزمة في ساحل العاج، في إشارة إلى غباغبو. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون في بيان إن «المسؤولية النهائية في الأزمة السياسية يتحملها الذين يعرقلون نقل السلطة سلميا إلى الحسن وتارا». ودعت الأطراف إلى «الاحتفاظ بالهدوء وضبط النفس» وأعربت عن «القلق» من تصاعد أعمال العنف وعن الأسف لسقوط ضحايا في المظاهرات الأخيرة. كما دعا قادة الاتحاد الأوروبي جيش ساحل العاج إلى الولاء «للرئيس المنتخب ديمقراطيا» الحسن وتارا.

من جهته، أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس في بروكسل أن لوران غباغبو، يجب أن يتنحى «قبل نهاية الأسبوع» وإلا فإن اسمه سيدرج على لائحة المستهدفين بعقوبات الاتحاد الأوروبي. وصرح ساركوزي للصحافيين عقب القمة الأوروبية بأن «مصير لوران غباغبو وزوجته في يديهما. إذا لم يتنح قبل نهاية الأسبوع عن المنصب الذي يحتله منتهكا إرادة شعب ساحل العاج فإن اسميهما سيدرجان على لائحة العقوبات». وتابع ساركوزي بأن «ما يجري في ساحل العاج غير مقبول إطلاقا، جرت انتخابات تحت مراقبة الأمم المتحدة التي صادقت عليها وأكثر من ذلك اعترفت كافة الدول الأفريقية بانتخاب الحسن وتارا».

وبدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس إن رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران غباغبو يجب أن يتنحى وأن يسلم السلطة إلى الزعيم المعارض الحسن وتارا. وقال للصحافيين في نيويورك إن محاولات غباغبو للتشبث بالسلطة والبقاء رئيسا للبلاد «لا يمكن السماح لها بالاستمرار».

وأخيرا، دعت روسيا أطراف النزاع في ساحل العاج إلى الامتناع عن أي أعمال عنف. وقالت الخارجية الروسية في بيان: «نحن قلقون جدا لتصاعد العنف وندعو أطراف ساحل العاج إلى الامتناع عن القيام بأي أعمال عنف». وأضافت أن «موسكو تؤيد البحث عن حل سياسي سلمي يمكن أن يسمح بحلحلة الأزمة الحالية والتوصل إلى صيغة حل من أجل مصالحة وطنية». وكانت روسيا عرقلت الأسبوع الماضي إعلانا مشتركا في مجلس الأمن الدولي حول ساحل العاج.

من جهتها، سمحت الولايات المتحدة بمغادرة موظفيها الدبلوماسيين غير الأساسيين من ساحل العاج بينما علق المكتب القنصلي في السفارة كل خدماته باستثناء الحالات العاجلة للأميركيين. وقالت الخارجية الأميركية إن التوتر شديد وإنها «لا تستبعد شعورا معاديا لأميركا». وكان 4441 من سكان ساحل العاج لجأوا إلى ليبيريا ومائتان آخرون إلى غينيا منذ الدورة الثانية من الانتخابات. وتوقعت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن يبلغ هذا العدد خمسة آلاف مطلع الأسبوع المقبل.