كوريا الشمالية تتوعد جارتها الجنوبية برد قاس.. بسبب المناورات

موسكو تستدعي السفيرين الكوري الجنوبي والأميركي.. واليابان تتبنى سياسة دفاعية جديدة

TT

هددت كوريا الشمالية، أمس، بشن هجوم عنيف ضد جارتها الجنوبية إذا ما أجرت تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية على الجزيرة التي قصفها الشمال أواخر الشهر الماضي. وجاء هذا فيما قررت اليابان أيضا تعزيز قدراتها الدفاعية في الجزر الجنوبية، بهدف التصدي للقوة العسكرية المتنامية للصين التي تشكل، بحسب طوكيو، «مصدر قلق» لآسيا والعالم.

وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن بيونغ يانغ «ستشن ضربة ثانية وثالثة مباغتة دفاعا عن النفس» لحماية مياهها الإقليمية إذا أجرت جارتها الجنوبية تدريبات بالذخيرة الحية من المقرر تنفيذها خلال الأيام القليلة المقبلة. ونقلت الوكالة عن بيان للجيش قوله، إن هذه الضربات «ستكون أعنف من تلك التي وقعت في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي».

وقامت سيول، التي أغضبها القصف الذي استهدف مناطق مدنية لأول مرة منذ الحرب الكورية (1950-1953)، بتعزيز وجودها العسكري في جزيرة يونبيونغ، حيث نشرت فيها مزيدا من الجنود وقوات المدفعية وتوعدت باستخدام القوة الجوية ضد أي هجوم مستقبلي. وقال الجيش الكوري الجنوبي إن مدفعيته لن تكون موجهة إلى الشمال خلال المناورات، مثلما هي العادة في السابق، إلا أنها سترد بقوة إذا ما تم استفزازها. ومن المقرر أن يقوم عناصر من قيادة القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة بمراقبة المناورات وسيشارك فيها نحو 20 جنديا أميركيا سيقومون بعمليات إسناد. إلا أن جنرالا أميركيا بارزا أعرب عن قلقه من حدوث «سلسلة تداعيات» بسبب المناورات. وقال مساعد رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال جيمس كارترايت، أول من أمس، إن المناورات تجري بطريقة شفافة، ولكن يمكن أن تثير رد فعل من كوريا الشمالية. وأضاف: «ما يقلقنا هو أنه إذا كان رد فعل كوريا الشمالية سلبيا وأطلقت النار على مواقع إطلاق النار في الجزيرة، فإن ذلك قد يؤدي إلى سلسلة تداعيات». وتابع: «ما لا نريده أن يحدث نتيجة ذلك هو أن نفقد السيطرة على أي تصعيد».

واستدعت موسكو، أمس، سفيري كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لديها للتعبير عن «القلق البالغ» إزاء مناورات مقررة بالذخيرة الحية قرب حدود بحرية متنازع عليها مع كوريا الشمالية. وقالت الخارجية الروسية في بيان إن نائب وزير الخارجية الروسي اليكسي بورودافكين اجتمع مع السفيرين «وحث على إصرار جمهورية كوريا والولايات المتحدة على الإحجام» عن إجراء المناورات المقررة.

ولم يصدر أي تعليق فوري من المتحدث باسم الجيش الكوري الجنوبي حول ما إذا كانت بلاده ستمضي قدما في المناورات. إلا أن وزارة الدفاع أشارت في بيان إلى أن المناورات ستجري. وقال المتحدث: «إن موقف جيشنا هو أننا لسنا في حاجة إلى الرد على كل تهديد أو أي بيان غير مسؤول».

في غضون ذلك، قررت اليابان، أمس، تعزيز قدراتها الدفاعية بحلول 2020 في الجزر الجنوبية، بهدف التصدي للقوة العسكرية المتنامية للصين التي تشكل، بحسب طوكيو، «مصدر قلق» لآسيا والعالم. ويشكل هذا التغيير المهم في الاستراتيجية اليابانية قطيعة مع سياستها الدفاعية التي اعتمدتها في الشمال إبان الحرب الباردة لاحتواء تهديد سوفياتي ثم روسي محتمل.

وتندد الوثيقة الخاصة بتوجهات برنامج الدفاع الياباني في السنوات العشر المقبلة وتبنتها، أمس، حكومة يسار الوسط، بكوريا الشمالية أيضا باعتبارها «عاملا ضاغطا وخطيرا لعدم الاستقرار». وستركز قوات الدفاع الذاتي، التسمية الرسمية للجيش بحسب دستور اليابان المسالمة، على مراقبة الجزر الجنوبية التي تتنازع على الكثير منها بكين وطوكيو.

وتنص الوثيقة على زيادة عدد الغواصات من 16 إلى 22 وعلى تحديث الطائرات المقاتلة. كما تنص على تعزيز القدرات الدفاعية ضد الصواريخ التي قد تطلق من كوريا الشمالية عبر مضاعفة قواعد الصواريخ المضادة للصواريخ أرض - جو من نوع «باتريوت ادفانسد كابابيليتي» (باك-3) من 3 إلى 6، وزيادة عدد المدمرات «ايجيس» المزودة بصواريخ اعتراضية «إس إم-3» من 4 إلى 6 مدمرات. وأوضحت الوثيقة أن «الصين تقوم بتحديث أنشطتها في المياه المجاورة لأراضيها بشكل سريع ومكثف». وأضافت: «مع نقص الشفافية لدى الصين بشأن القضايا العسكرية والأمنية، فإن هذا التوجه يشكل مصدر قلق للمنطقة والمجتمع الدولي».

ورأت المتحدثة باسم الخارجية الصينية جيانغ يو، أمس، أن تصريحات اليابان حول القوة العسكرية الصينية «غير مسؤولة»، مؤكدة أن الصين لا تريد «تهديد أحد». وأضافت: «لا يحق (لأي بلد) أن يعين نفسه ممثلا للمجتمع الدولي أو الإدلاء بتعليقات غير مسؤولة حول تطور الصين».