وزير الإعلام الصومالي: نسيطر على 55% من مقديشو.. واستعدنا زمام الأمور فيها

«أميصوم» توسع نطاق عملياتها.. ومجلس الأمن يناقش مشروعا لزيادة عدد عناصرها إلى 12 ألف جندي

جنود من الجيش الصومالي أثناء أحد التدريبات في مقديشو (رويترز)
TT

قال وزير الإعلام والاتصالات الصومالي، عبد الكريم حسن جامع، أمس «إن القوات التابعة للحكومة الانتقالية الصومالية حققت تقدما عسكريا أمام متمردي حركة الشباب المتطرفة خلال الأسابيع الأخيرة»، مؤكدا أن الحكومة استعادت حاليا زمام الأمور في العاصمة المضطربة.

وأضاف جامع، الذي كان يتحدث من خلال مؤتمر صحافي أن «سيطرة الحكومة الانتقالية لا تنحصر حاليا ببضعة أحياء في العاصمة مقديشو فقط، كما يقال، بل إنها تسيطر على 55% من المدينة، وأنها استعادت زمام الأمور فيها». وذكر وزير الإعلام والاتصالات الصومالي أن المنطقة الخاضعة للحكومة يقطن فيها ما بين 70 - 80% من سكان العاصمة مقديشو، على حد تعبيره، مشيرا إلى وجود ما وصفه بحالات فرار تسود في صفوف الميليشيات التابعة لحركة الشباب المعارضة.

واستبعد الوزير صحة التقارير التي تشير إلى أن الحكومة الصومالية لا تستطيع البقاء على قيد الحياة دون مساعدة من قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام العاملة في الصومال. وقال «بشكل عام، استعادة الأمن والاستقرار للصومال ليست مهمة مستحيلة، إنها مهمة ممكنة، وبإمكان الحكومة الانتقالية بسط سيطرتها على كافة أنحاء البلاد، إذا حصلت على الدعم اللازم من المجتمع الدولي». وفي الواقع تناقض تصريحات الوزير الحقائق على الأرض، حيث إن الفصائل المسلحة تسيطر على أجزاء واسعة (الجزء الأكبر من العاصمة) والغالبية العظمى من وسط وجنوب البلاد، كما أنها تعتمد على بقائها بشكل أساسي على وجود قوات الاتحاد الأفريقي. في هذه الأثناء، قال وافولا وامونيني نائب الممثل الخاص للاتحاد الأفريقي إلى الصومال، إن قوات الاتحاد الأفريقي في مقديشو وسعت نطاق عملياتها من 4 أحياء، إلى 8 من الأحياء الـ16 التي تتكون منها العاصمة الصومالية مقديشو، وذلك بالتعاون مع قوات الحكومة الانتقالية. وأضاف وامونيني، الذي عقد أمس مؤتمرا صحافيا في نيروبي «هذا التقدم ترك للجماعات المعارضة 4 أحياء فقط تحت سيطرتها، في حين أن الـ4 المتبقية هي جزئيا تحت سيطرة الحكومة الانتقالية». وعزا وامونيني هذه المكاسب العسكرية إلى أن قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام تحركت من قواعدها وتوغلت في أحياء جديدة، حيث نقلت الحرب إلى معاقل المسلحين، على حد قوله. وقال أيضا «الحقيقة هي أنه لا يمكن للمسلحين بمن فيهم حركة الشباب المضي قدما، إنهم في أضعف حالاتهم، حيث يفقدون الأرض عسكريا ويخسرون في مهمتهم لكسب قلوب وعقول الصوماليين».

وذكر وامونيني بأن القوات الاتحاد الأفريقي تواصل انتشارها في مناطق جديدة في العاصمة مقديشو، وأنها تسترد أراضي جديدة من المتمردين بشكل يومي. وأضاف «نأمل أن تكون الحكومة الانتقالية قادرة على استعادة المناطق المتنازع عليها، عندما يصل نحو ألف جندي حكومي أكملوا تدريبات عسكرية في أوغندا». وأشار وامونيني إلى أن بعثة الاتحاد الأفريقي في مقديشو تعمل مع شركائها لتدريب وتوجيه قوات الحكومة الانتقالية، وقال «في الوقت الراهن هناك برنامج تدريب للجيش الحكومي في معسكر (جزيرة للتدريب) (جنوب مقديشو)، كما أن هناك أيضا برنامجا تدريبيا آخر يجري حاليا في أوغندا بمساعدة من الاتحاد الأوروبي».

ومن المقرر أن يناقش مجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل مشروعا لزيادة عدد القوة الأفريقية في الصومال من 8 آلاف جندي إلى 12 ألف جندي، وأفادت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة بأن مجلس الأمن قد يتبنى قرارا بشأن زيادة عدد قوات الاتحاد الأفريقي (أميصوم) إلى 12 ألف جندي. وأكد وزير الإعلام والاتصالات عبد الكريم جامع أن هناك مفاوضات جارية لتعزيز هذه القوات. ووفقا لمصادر دبلوماسية، من المقرر أن يدفع الاتحاد الأوروبي تكاليف انتشار الجنود الإضافيين (4 آلاف)، في حين ستتولى الأمم المتحدة تأمين التجهيزات اللوجيستية لتلك القوات. وكان الرئيس الصومالي الشيخ شريف أحمد قد تعهد بإعادة تنظيم قوات حكومته، تمهيدا لاستعادة السيطرة على العاصمة مقديشو، وقال «القوات الحكومية باتت الآن قادرة على إحداث التغييرات الأمنية المطلوبة في البلاد، خاصة العاصمة مقديشو في الوقت القريب». وخلال الأيام الثلاثة الماضية شوهد الرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد وقد تخلى عن زيه المدني، حيث ارتدى لباسا عسكريا نادرا ما يظهر به. وعقب سلسلة من اللقاءات المكثفة عقدها مع قادة القوات، أكد الرئيس الصومالي أن قوات الجيش باتت جاهزة لطرد المتمردين من العاصمة، وقال «نحن في المراحل النهائية لإعداد القوات بشكل كامل، وآمل أن تكون عمليات الجيش أكثر فعالية من السابق، وأنه (الجيش) سيحقق التغييرات الضرورية للوضع في أنحاء البلاد وفي مقديشو بشكل خاص».