فياض ينتقد دور أميركا وأوروبا في عملية السلام ويطالب بتفعيل «الرباعية»

دعا إلى عدم ترك قضية إنهاء الاحتلال للدولة المحتلة

TT

انتقد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، الدول الأوروبية والولايات المتحدة، بخصوص دورها في عملية السلام، وطالبها بضرورة تفعيل دور اللجنة الرباعية. وقال فياض أمس: «لا يجوز أن يبقى عمل اللجنة مجرد عقد اجتماعات وإصدار مواقف». وتساءل فياض «رغم البيانات المهمة، وأهمها ما صدر بموسكو في 19 مارس (آذار) 2010، يبقى السؤال الأساسي: ما الذي فعلته الرباعية منذئذ وحتى اجتماعها الأخير في نيويورك؟ وهل يسأل أحد في إطار اللجنة الولايات المتحدة، عما يجرى من متابعة؟». وأردف «هذا ما يجب أن يتم، وهو البدء في اتخاذ مواقف أكثر تحديدا في الشأن السياسي، لقد آن الأوان لبحث مضمون حل الدولتين، وليس مجرد الحديث عنه، فنتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) يتحدث عن حل الدولتين، لكن مفهومه يختلف كثيرا، ويتناقض تماما مع ما تحدده قواعد القانون الدولي».

وجاء حديث فياض لدى لقائه أمس، ميخائيل مارغيلوف، رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد للجمعية الفيدرالية الروسية (برلمان روسيا الاتحادية). وقال فياض إنه يجب تطوير الموقف الدولي لينسجم مع العناصر الأساسية التي تتضمنها البيانات الوزارية الأوروبية المتوافقة مع قرارات الشرعية الدولية، وتتحدث عن مكانة مدينة القدس، وحدود عام 1967، والقضايا الأخرى المتصلة بقضايا الوضع الدائم. وأضاف: «نعم آن الأوان لممارسة المجتمع الدولي مسؤولياته بالضغط على إسرائيل، وإلزامها بمضمون حل الدولتين، الذي يضمن لشعبنا حقه في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

واعتبر فياض أن إعادة المصداقية لعملية السلام، تتطلب تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته المباشرة، لضمان إلزام إسرائيل بالتقيد بقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، خاصة فيما يتعلق بوقف الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية. وشدد فياض على ضرورة تغيير قواعد العملية السياسية، وقال: «إنه آن الأوان ليتحمل المجتمع الدولي، بصورة مباشرة، مسؤولياته السياسية والقانونية لضمان إنهاء الاحتلال، وعدم الاستمرار في ترك المسألة في يد إسرائيل، وهي القوة المحتلة».

ولا توافق إسرائيل على طروحات فياض، وقال وزير الدولة الليكودي، يوسي بيليد إن حل الصراع سيتم عن طريق المفاوضات المباشرة وإعلان الجانبين عن إنهائه بينهما فقط. معتبرا أن أي حل يفرضه العالم أو أي اعتراف من جانب واحد بالدولة الفلسطينية لن يجدي نفعا.

وكان بيليد يعقب أمس في ندوة في بئر السبع على طلب الفلسطينيين من دول أميركية جنوبية وأوروبية ومن مجلس الأمن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، واستجابة بعض الدول لهذا الطلب. ورفضت إسرائيل اعتراف الدول بالدولة الفلسطينية، وساندتها في هذا الموقف، الولايات المتحدة، ودول أوروبية ودول في الرباعية، وأخذ الكونغرس الأميركي قرارا بعدم الاستجابة لأي طلبات بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، واستخدام الفيتو لهذا الغرض، وهو موقف زاد من خيبة أمل الفلسطينيين من المواقف الأميركية، خصوصا أن الفيتو الأميركي سيعرقل أي توجه فلسطيني وعربي، نحو انتزاع اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية. ولم يخف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، خيبة أمله وقيادة السلطة من قرار الكونغرس الأميركي بخصوص عدم الاعتراف بدولة فلسطينية تعلن من جانب واحد.

وقال عريقات خلال لقائه القنصل الأميركي العام، إن هذا القرار يعتبر عقبة جديدة أمام تحقيق السلام.