مصادر أميركية لـ«يديعوت أحرونوت»: متاهات عملية السلام سببها مواقف نتنياهو الغامضة

مسؤول إسرائيلي: عباس اقترح العودة لخطة أولمرت.. ورئيس الوزراء يؤيد فكرة موفاز

TT

قالت مصادر سياسية أميركية لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، إن عملية السلام المتعثرة أصلا، بدأت تدخل في متاهات جديدة، وإن ذلك يعود إلى المواقف الغامضة وغير الحاسمة التي يتخذها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. وأضافت: «نحن لم نعد ندري ما الذي نريده، وذلك لأننا لا نعرف ما الذي يريده نتنياهو. فلو كنا نعرف شيئا عن رأيه الحقيقي، لاستطعنا رسم خطة أو مسار نسلكه!».

وأوضحت الصحيفة أن هناك بلبلة في خطة عمل الإدارة الأميركية تجاه عملية السلام، وأن إرسال دنيس روس، أحد كبار مستشاري الرئيس باراك أوباما، يدل على أن مكانة جورج ميتشل، مبعوث السلام الخاص للشرق الأوسط، انخفضت، خصوصا بعد أن تولت وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، الملف بنفسها، ويدل ثانيا على أن الرئيس أوباما لا يعرف كيف يواجه الألاعيب الإسرائيلية. ويريد أن يتعرف على مواقف نتنياهو من طرف ثالث، إضافة إلى ميتشل وكلينتون. وأوضحت المصادر الإسرائيلية أن روس، الذي اجتمع في إسرائيل مع نتنياهو ومع جميع قادة الأجهزة الأمنية (وزير الدفاع، إيهود باراك، ورؤساء الجيش والمخابرات)، ركز محادثاته على قضية المطالب الإسرائيلية الأمنية في اتفاقية السلام، ولكنه بحث بشكل مسهب أيضا في الملف الإيراني الذي يتولى مسؤوليته في البيت الأبيض.

وكانت القيادات الأمنية الإسرائيلية قد أجرت تقويما لأوضاع عملية السلام، اتضح منه أن هناك خلافات قطبية في وجهات النظر حولها.. فهناك من يرى أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، غير معني بالتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل في هذه المرحلة، وفي المقابل هناك من يرى أنه نادم على امتناعه عن القبول بعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، (دولة فلسطينية تقام على مساحة مساوية لمساحة الضفة الغربية والقدس الشرقية قبل الاحتلال، مع تبادل أراض بنسبة كاملة، أي دونم مقابل دونم)، وأنه إذا عرض نتنياهو اليوم الاقتراح نفسه، فسيوافق عليه.

ورأت الأجهزة الأمنية أن الحل الأنسب في هذه الظروف لمنع الانفجار السياسي والأمني، هو في التوجه نحو تسوية مؤقتة ومرحلية للصراع، مثلما يقترح وزير الدفاع الأسبق، شاؤول موفاز، الذي يرأس اليوم لجنة الخارجية والأمن البرلمانية.

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن أبو مازن، وجه عدة رسائل سرية إلى نتنياهو حول استعداده لقبول خطة أولمرت، وأن نتنياهو بعث برسائل إلى أبو مازن يقترح فيها التسوية المرحلية.

إلى ذلك، أعلنت الخارجية الإسرائيلية رفضها ومقاومتها النهج المتطور في بعض دول الاتحاد الأوروبي، حيث رفع مكانة الممثليات الفلسطينية إلى مستوى سفارة، والتلميحات والتهديدات بالاعتراف بدولة فلسطينية في مجلس الأمن الدولي في حال تعثر المسيرة السلمية والفشل في التوصل إلى اتفاق بشأنها خلال سنة، وقالت إن هذا النهج يقود إلى إغراق الفلسطينيين في أوهام تبعدهم عن عملية السلام.

وقال يوسي ليفي، الناطق بلسان الوزارة، إنه على عكس أهداف تلك الدول، فإن إجراءاتهم تؤدي إلى عرقلة مسيرة السلام، ولن تنجح في انتزاع تنازلات من إسرائيل، فهي تزرع وهما لدى الفلسطينيين بأنهم يستطيعون تحقيق المكاسب وهم يقاطعون المفاوضات المباشرة.

وجاء هذا التصريح، تعقيبا على قرار النرويج برفع مكانة الممثل الفلسطيني في أوسلو إلى درجة سفير، وهو القرار الذي أثار غضبا شديدا في تل أبيب، وفي أعقابه استدعي سفير النرويج إلى الخارجية الإسرائيلية وتم توبيخه وتسجيل احتجاج شديد اللهجة أمامه. وقال نائب المدير العام للوزارة الإسرائيلية، ناور غلاون، المسؤول عن ملف أوروبا، أمام السفير النرويجي، بيورين ديسويك، إن القرار النرويجي في هذا التوقيت بالذات، حيث تقف عملية السلام على مفترق طرق مفصلي، يشجع الفلسطينيين على رفض استئناف المفاوضات. وهذا يؤدي إلى إضعاف المسيرة، في وقت تحتاج فيه إلى تقوية.