برقية سرية: كاسترو كان مهتما بخطاب أوباما في القاهرة

TT

تظهر برقية سرية من البرقيات التي سربها موقع «ويكيليكس» لوزارة الخارجية الأميركية، اهتمام الرئيس الكوبي السابق فيديل كاسترو بخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في يونيو (حزيران) 2009، حيث نشر مقالا بدأه قائلا «بعد ظهر أمس، بينما كنت أعكف على تحليل خطاب أوباما إلى المسلمين في جامعة القاهرة..» (مقال كاسترو في هذا اليوم كان مخصصا بالأساس للربط بين اعتقال كندال وغويندولين مايرز في الولايات المتحدة يوم 4 يونيو بتهمة التجسس وقرار منظمة الدول الأميركية الصادر يوم 3 يونيو بشأن كوبا). ومقال كاسترو التالي والذي نشر يوم 9 يونيو سيضيف فقط إلى تكهنات مجتمعنا المدني والقنوات الدبلوماسية أن كاسترو مهتم بالرئيس أوباما.

وتقول البرقية إن أحدث مقال وقتها لفيدل كاسترو، (3500 كلمة)، ركز بصورة كلية على خطاب الرئيس في القاهرة، بما في ذلك صفحات تستحق تناول بعض المقتطفات القصيرة منها، حسب البرقية، حيث يقسم كاسترو الخطاب إلى قسمين، ويتعاطف مع رئيس الولايات المتحدة في القسم الأول، الذي يتضمن حقيقة أن الولايات المتحدة ليست في حرب مع الإسلام والموقف من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وإيران وملف الأسلحة النووية. ويقول كاسترو، على وجه التحديد «لا يمكن لأحد أن يلقي اللوم على الرئيس الجديد للولايات المتحدة في ما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط.. إنه يتولى مهام منصبه في وقت استثنائي معقد لبلاده والعالم.. ما زال من السابق لأوانه الحكم على درجة التزامه بالأفكار التي يطرحها».

ثم يواصل كاسترو بعد ذلك محاولاته للسير على خط رفيع بين انطباعه الإيجابي عن رئيس الولايات المتحدة الجديد الذي يتمتع بشعبية كبيرة وفكرة أن إمبراطورية الشر لن تتغير أبدا. وعلى سبيل المثال، يقول كاسترو إن «التحدي الذي يواجه الرئيس الحالي يكمن في حقيقة أن المبادئ التي يطرحها تتناقض مع السياسة التي اتبعتها القوة العظمى على مدار سبعة عقود تقريبا..». كما جدد كاسترو تأكيده على أن الولايات المتحدة دولة عنصرية، حيث أضاف قائلا «ولا حتى أوباما نفسه كان يستطيع أن يتخيل، عندما كان يعمل في مجتمعات السود في شيكاغو، كيف أن الآثار الرهيبة للأزمة المالية سوف تجتمع مع العوامل التي جعلت انتخابه رئيسا في مجتمع شديد العنصرية ممكنا».

من جهة أخرى، تشير برقية سرية أخرى إلى قرار لجنة المقاطعة التابعة للجامعة العربية وضع اسم المخرج ستيفن سبيلبرغ على قائمتها بعد تبرعه بمليون دولار لإسرائيل خلال حربها على لبنان عام 2006.

وتشير المذكرة، الصادرة عن السفارة الأميركية والتي أماط عنها اللثام موقع «ويكيليكس»، إلى أنه خلال اجتماع اللجنة الذي عقد في أبريل (نيسان) عام 2007، صوت دبلوماسيون وممثلون عن 14 دولة عربية لصالح مقاطعة جميع أفلام ومنتجات سبيلبرغ أو مؤسسته «ريتيوس بيرسونز فاونديشن».

وتشير البرقية الأميركية السرية إلى أن رئيس المكتب الإقليمي للجنة مقاطعة إسرائيل في سورية، محمد العجمي، كشف عن أن مندوبي الجزائر والعراق ولبنان والكويت وليبيا والمغرب والسلطة الفلسطينية وقطر والمملكة العربية السعودية والسودان وسورية وتونس والإمارات العربية المتحدة واليمن قد صوتوا لصالح مقاطعة جميع أعمال سبيلبرغ.

وحسب البرقية، حضر هذا الاجتماع ممثلون عن ماليزيا وإيران وباكستان وإندونيسيا، وصوتوا أيضا لصالح مقاطعة سبيلبرغ. وقالت المذكرة المرسلة من السفارة الأميركية في دمشق إلى واشنطن «إنهم وبلدانا أخرى على الأرجح سيتخذون قرارات مقاطعة خاصة بهم» على غرار تلك التي اتخذتها الدول العربية.

وقد شهد نفس الاجتماع، إضافة عملاق مستحضرات التجميل «استي لودر» إلى قائمة المقاطعة، في حين تم وضع عملاق الخدمات المالية «ميريل لينش» على لائحة «المراقبة».

والدول العربية الوحيدة التي لم تحضر الاجتماع، هي الدول الموقعة على اتفاقات سلام منفصلة مع إسرائيل، وهي مصر (التي لديها أيضا صناعة سينما مزدهرة وتنظم مهرجانا سينمائيا سنويا) والأردن وموريتانيا. وقد تغيبت عن هذا الاجتماع كل من جيبوتي والصومال.

ونقلت صحيفة «الغارديان» عن مارفن ليفي، المتحدث باسم ستيفن سبيلبرغ، قوله «على الرغم من أننا لا نستطيع التعليق على برقية مسربة، فنحن نعلم أن أفلام وأقراص الفيديو الرقمية (الخاصة بأعمال سبيلبرغ) قد تم توزيعها بصورة عادية على الصعيد العالمي خلال هذا الفترة».

لكن كريس دويل، من مجلس التفاهم العربي البريطاني، قال إن القرار المقاطعة يعتبر رد فعل «مفهوما» على تبرع سبيلبرغ.

وقال دويل «إن هذا القرار يأتي متسقا مع القرارات أخرى السابقة بمقاطعة كل الشركات والأفراد الذين يقومون بأفعال مشابهة. كان هذا التبرع سيبدو عملا من أعمال النفاق، نظرا لموقف ستيفن سبيلبرغ الأخلاقي من قضايا أخرى مثل قضية دارفور، وكان سيثير الكثير من الغضب».