اعتقلت الشرطة الروسية، أمس، العشرات من الشباب الروس وآخرين من شمال القوقاز في العاصمة، موسكو، في محاولة لتفادي تجدد وقوع اشتباكات عرقية. وقال متحدث باسم الشرطة لوكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء إنه تمت مصادرة الكثير من الأسلحة في إطار عمليات الاعتقال. كما تحدثت وكالة «ريا نوفوستي»، وإذاعة «صدى موسكو» المستقلة خصوصا، عن نحو 20 شابا بين الرابعة عشرة والتاسعة عشرة من العمر اعتقلوا في محيط مقر التلفزيونات الروسية في أوستانكينو شمال العاصمة الروسية. وفي الوقت نفسه، دعا الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، وزارة الداخلية لزيادة كاميرات المراقبة في الميادين الرئيسية في مختلف أنحاء البلاد لزيادة القدرة على التعرف على مثيري أعمال الشغب.
وجاء هذا بينما نشرت قوات الأمن عدة مئات من عناصر الشرطة في الميدان الأحمر وساحة مانزاه المجاورة حيث اشتبك نحو 5000 رجل مع الشرطة، وهاجموا الأقليات غير السلافية في مظاهرة غير مصرح بها في مطلع الأسبوع الماضي، وأضاءوا المشاعل ورددوا شعارات قومية مثل «روسيا للروس» و«اهزموا القوقازيين.. أنقذوا روسيا».
وكانت جماعات للقوميين المتطرفين وأخرى للمهاجرين قد أصدرت دعوات على الإنترنت للمشاركة في تجمعات جماهيرية جديدة في العاصمة، موسكو، الأمر الذي أدى إلى نشر وحدة ضخمة من قوات الأمن المدججة بالسلاح في الكثير من مناطق العاصمة صباح أمس. وفي مدينة سامارا جنوب غربي البلاد، اعتقلت الشرطة أيضا بشكل مؤقت نحو 100 شاب كانوا يعتزمون التجمهر في أحد المتنزهات. وقال زوار موسكو بالقرب من الميدان الأحمر التاريخي إنهم يشعرون بالقلق من جراء أعمال العنف المحتملة. وقالت سائحة تدعى إيلينا من أوكرانيا: «نحن بالطبع ضد أي عنف عرقي». وقالت أولغا نوفيكوفا من منطقة موسكو وجاءت إلى العاصمة في حافلة سياحية مع أطفالها: «كنت أشعر بالخوف من التجول في موسكو. جئنا إلى هنا وشاهدنا الكثير من إجراءات الأمن. هذا ملائم جدا لي».
وتتصاعد التوترات في روسيا خلال الأيام القليلة الماضية وسط تكرار لاندلاع اشتباكات دموية بين روس ومهاجرين. فقد دعا متطرفون يمينيون للثأر لمقتل مشجع كرة قدم قتل بالرصاص في أحد شوارع موسكو، من قبل قوقازيين مفترضين كان يتناقش معهم. وتعهد العمال المهاجرون بالقتال. وفي دعوتهم إلى التظاهر، ندد القوميون أيضا بتغطية وسائل الإعلام للمواجهات العنصرية الأخيرة. واعتقل يوم الأربعاء الماضي أكثر من 1300 شخص خلال أعمال شغب في موسكو، بينهم الكثير من المراهقين.