باحث مصري يرصد 32 مليار دولار قدمتها السعودية للمسلمين في 10 أعوام

تركي الفيصل: ما تقوم به فلول الإرهاب هو اتهام باطل ومجحف للجهاد

TT

نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، دشن الدكتور خالد العنقري، وزير التعليم العالي السعودي في المدينة المنورة، أمس، المؤتمر العالمي الأول عن جهود المملكة العربية السعودية في خدمة القضايا الإسلامية، بمشاركة 100 باحث من نحو 30 دولة عربية إسلامية.

ووصف الأمير تركي الفيصل، رئيس مركز الفيصل للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، في الجلسة الأولى للمؤتمر، سلوك الإرهاب الذي يتذرع بالجهاد بـ«الاتهام الباطل والمجحف للجهاد»، مشيرا إلى أن الحديث شهد مؤخرا تداعيات حول شرعية الجهاد الأفغاني.

وقال الأمير تركي الفيصل: «أقولها بملء فمي.. إن وصف الجهاد لما تقوم به فلول الإرهاب هو اتهام باطل ومجحف، فتحرير أفغانستان من نير الاحتلال السوفياتي هو عمل شريف لا تشوبه شائبة، أما الإرهاب فهو عمل إجرامي أسس له من خارج الجهاد، وهو من مخلفات فكر تكفيري غزا أفغانستان، واستغل سوء أوضاعها كي يزحف منها إلينا، ويناصب الدنيا العداوة والبغضاء».

من جهته، قال الدكتور فهد بن عبد الله السماري، أمين دارة الملك عبد العزيز، التي تتعاون بدورها في التنظيم إلى جانب الجهة المنظمة، وهي الجامعة الإسلامية: «إن الهدف الأسمى من المؤتمر ليس المنة بالعطاء ولا التباهي بالشعارات، بل المراد منه إلقاء الضوء على بعض المنجزات المهمة التي تبذلها المملكة في خدمة القضايا الإسلامية»، وأضاف: «إن الدارة حرصت على تنظيم المؤتمر وتشجيعه، إيمانا منها بأهمية تعريف العالم بصفة عامة بالجهود التي تبذلها المملكة»، مثمنا تشجيع الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة الدارة.

وبين السماري أن جهود السعودية تخلو من الأهداف الدنيوية أو المصالح المتبادلة، لافتا إلى أنها خالصة النية لوجه الله تعالى، وقال: «لذا تتصف الجهود بالنفع العظيم.. يعمّ خيرها القاصي والداني، وتحقن مساعيها الحكيمة دماء أبرياء المسلمين».

من جانب آخر، أكد الدكتور محمد العقلا، مدير الجامعة الإسلامية، أن المؤتمر يوثق للتاريخ بعض ما بذلته البلاد من خدمة الحرمين والقضايا الإسلامية، وخدمة شباب الأمة، وخدمة الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، فضلا عن بناء المساجد والمراكز العلمية والأكاديمية، وخدمة التنمية الاقتصادية في العالم الإسلامي، وإغاثة الشعوب، وإيصال المساعدات للمنكوبين، ونشر ثقافة فكر الوسطية والاعتدال في المحافظة على التراث الإسلامي.

وفي كلمة ألقاها نيابة عن ضيوف المؤتمر، قال الدكتور محمد علي محجوب، وزير الأوقاف المصري السابق: «إن من هدي نبيّنا أن نشكر كل من قدم إلينا معروفا أو أسدى إلينا جميلا.. ومن هنا يأتي انعقاد هذا المؤتمر».

واستعرض المشاركون في الجلسة الأولى للمؤتمر جملة مبادرات قدمتها ودعت إليها السعودية، فيما يخص إنشاء المنظمات والهيئات والمؤسسات الإسلامية التي تعنى بخدمة قضايا المسلمين في مختلف دول العالم، والزيارات التي قام بها الملك فيصل، رحمه الله، لدول أفريقيا لدعمها في جوانب اقتصادية وسياسية.

وبحسب المركز الإعلامي التابع للمؤتمر، فإن الباحثين حللوا دور السعودية في إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي والهيئة الإسلامية العالمية لتحفيظ القرآن الكريم، مسهبين في الحديث عن كل قضية على حدة. وعقب انتهاء عرض الأبحاث وقراءة مضامينها، طرحت أسئلة ومداخلات للحاضرين، شملت تحذيرا من تنامي خطر الكيان الإسرائيلي وتغلغله في دول أفريقيا، إلى جانب اختراقه الحكومات والشعوب في عدة دول أفريقية، ودلل على ذلك، الدكتور محمد النجيمي في مداخلة، بزيارة وزير خارجية إسرائيل قبل أيام لدول أفريقية، منوها بضرورة إيجاد دور فاعل للدول الإسلامية في قارة أفريقيا تحديدا والدول الإسلامية الفاعلة دوليا.

من جهته، دافع محمد المرابط، وهو باحث موريتاني مشارك في المؤتمر، عن دور بلاده في التصدي للاختراقات الصهيونية لبلدان ودول أفريقيا، في حين أكد محمد عمر، وهو باحث مصري، رصده لما قدمته السعودية لمؤسسات وهيئات ومنظمات في عشرة أعوام بما يساوي 32.5 مليار دولار.

من ناحيته، نبه الدكتور يوسف القرضاوي الحاضرين إلى المؤتمرات الإسلامية المتخصصة، التي تنطلق من أربعة عقود، والتي يؤكد حضورها بنفسه، مستعرضا «المؤتمر الأول للفكر الإسلامي، والمؤتمر الأول للتعليم العالمي، والمؤتمر العالمي الأول للتوجيه ودعوة الدعاة، والمؤتمر العالمي الأول لمحاربة المخدرات والتدخين والقات، والمؤتمر العالمي للاقتصاد الإسلامي»، وعلق القرضاوي قائلا: «في كل تلك المؤتمرات وضعت اللبنات الأساسية لإيجاد تنظيمات لعمل إسلامي مشترك في عدة مجالات متخصصة».