الفوضى تعم أوروبا بسبب الثلوج.. وآلاف المسافرين عالقون بالمطارات

توقف رحلات الطيران في أرجاء العواصم الأوروبية

مسافرون ينتظرون في قاعة المغادرة بمطار فرانكفورت الدولي حيث تم إلغاء وتأخير مئات الرحلات بسبب الثلوج أمس (إ.ب.أ)
TT

علق آلاف المسافرين في المطارات بسبب تساقط الثلوج بغزارة، مما أدى إلى اضطراب حركة الملاحة الجوية في أوروبا في مستهل إجازات أعياد الميلاد ورأس السنة، واستمر الطقس شديد البرودة الذي يجتاح الدول الأوروبية منذ يومين، وكان سببا في إغلاق مطارات وعرقلة حركة السفر في عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة قبل عيد الميلاد التي عادة ما تكون أكثر فترات العام ازدحاما.

وأدى الصقيع إلى وفاة أربعة أشخاص، هم رجلان في البوسنة ومسنان هم رجل وامرأته في صربيا، في حين أغلقت مطارات عدة في البلقان لفترات قصيرة بسبب الثلوج.

وفي بريطانيا علق آلاف المسافرين في المطارات، في نهاية الأسبوع الأكثر ازدحاما في العام بأكمله، وذلك في انتظار إقلاع طائراتهم التي باتت مرهونة بالثلوج وموجة صقيع تقترب درجاتها المتدنية من الأرقام القياسية.

وقد أقلعت بضع رحلات فقط من مطاري هيثرو وغاتويك الكبيرين في ضاحية لندن بعدما استأنفا نشاطهما أمس.

وأمضى الآلاف من مسافري الترانزيت الليل في قاعات الانتظار، وقد انضم إليهم بريطانيون كانوا يجربون حظهم في اللحاق بطائرة تنقلهم إلى الوجهة التي يقصدون.

ولا تتوقع السلطات عودة الأمور إلى طبيعتها قبل اليوم، فيما يوشك شهر ديسمبر (كانون الأول) أن يصبح الشهر الأكثر صقيعا في بريطانيا منذ 1910. وأثر إغلاق هيثرو، المطار الأول في العالم من حيث حركة الملاحة الدولية، على المطارات الأخرى في القارة.

ولم يسمح مطار هيثرو في لندن، وهو أكثر المطارات البريطانية ازدحاما بهبوط أي طائرات قادمة من الخارج أمس. وأعلن أنه سيسمح فقط بإقلاع عدد قليل من الطائرات. وكان مدرجا المطار قد أغلقا أول من أمس نتيجة تساقط الثلوج بكثافة.

وتجري إزالة نحو 30 طنا من الثلوج من حول كل طائرة في أماكن توقفها، لكن الجليد يجعل عملية تحريكها تنطوي على خطورة.

وافتتح مدرج مطار جاتويك بلندن - وهو ثاني أكثر المطارات ازدحاما في بريطانيا - أمام حركة الطيران، لكن آلافا من المسافرين أضيروا جراء تأجيل وإلغاء رحلات كما هو الحال في معظم المطارات البريطانية.

وعلى الطرق، ما زالت حركة السير بالغة الصعوبة وخصوصا في اسكتلندا وفي شمال إنجلترا. وشهدت السكك الحديدية اضطرابا شديدا خصوصا في جنوب شرقي بريطانيا.

وغطت الثلوج شمال فرنسا وأدت لتأجيل رحلات القطارات واضطرت شركات الطيران لإلغاء رحلات.

وحوّل إلى بلجيكا نحو 1500 شخص كانت رحلاتهم متوجهة إلى لندن، وأمضوا الليل في مطار بروكسل، حيث استمر إلغاء رحلات آتية من، أو متوجهة إلى، لندن وأمستردام وفرانكفورت وباريس، وتم تأخير عدد كبير من الرحلات.

وهبطت طائرتا بوينغ 777 لشركة الخطوط الجوية البريطانية كانتا آتيتين من الولايات المتحدة، الأحد في مطار ريكيافيك، لأنهما لم تتمكنا من الهبوط في لندن.

من جانبهم، أمضى مئات المسافرين من أصل 5200 تم تحويل مسار رحلاتهم السبت بسبب إغلاق مطار هيثرو، ليلتهم في محطات رواسي في ضواحي باريس. وعلق مسافرون آخرون في مطار بوفيه شمال العاصمة.

وكان نصف المدرجات فقط يعمل ظهر الأحد في رواسي، وتأخرت الرحلات بسبب الثلج الذي كان يتساقط بلا توقف.

وطلبت سلطات المطارات الفرنسية من المطارات الأوروبية الأخرى الامتناع عن تحويل مسار رحلاتها إلى رواسي حتى الساعة 12.00 ت غ؛ حتى لا يزيد الازدحام.

وفي مطار اورلي الباريسي الآخر، جرى العمل على إزالة الثلوج عن المدرجات وقد شهدت الرحلات تأخيرا طفيفا.

ونزل نصف المسافرين الذين تم تحويلهم إلى باريس في فنادق، وآخرون في قاعات رياضية قريبة أو في المطار.

وفي باريس أقفل برج إيفل الذي غطاه الثلج. وفي ألمانيا قالت شركة «فرابورت» المسؤولة عن تشغيل مطار فرانكفورت أنه جرى إلغاء 470 رحلة منذ صباح أمس وتوقعت تدهور حالة الطقس بدرجة أكبر بداية من فترة الظهيرة.

وقالت متحدثة باسم الشركة: «تكتظ قاعات المطار بالركاب»، مضيفة أن نحو ألف شخص اضطروا لتمضية الليل في المطار.

وفي هولندا أيضا، أمضى مئات الأشخاص الليل في مطار أمستردام – شيبول الذي لا تزال حركة الملاحة فيه غير منتظمة.

وفي المقابل، عاد الوضع إلى طبيعته في إيطاليا حيث استأنف مطار بيزا الحركة بعدما أقفل الجمعة. وأمضى نحو 200 مسافر ألغيت رحلاتهم الليل في المحطة وقد وزعت عليهم أغطية.