مصادر «المستقبل» لـ «الشرق الأوسط»: ليس بمقدور أي طرف التكهن بموعد القرار الاتهامي أو مضمونه

السنيورة ينوه بكلام نصر الله عن الفتنة في لبنان.. ورعد يمدد المهلة لرؤية «فجر التفاهم»

مسيرة نسائية نظمها حزب الله أمس في مدينة النبطية بمناسبة ذكرى عاشوراء (رويترز)
TT

لاقت المواقف الأخيرة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ترحيبا من قبل أوساط تيار المستقبل، التي قرأت إيجابية في «نزعه صفة ولي الدم عن رئيس الحكومة سعد الحريري واعتباره قضية اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري قضية وطنية»، في وقت تحيد فيه المواقف الصادرة عن مسؤولي حزب الله عن جو التهدئة، بتجديدها الإشارة إلى أن «استخدام المحكمة لمحاصرة حزب الله والمقاومة انقلب سحره وكيده على أصحابه»، على حد تعبير النائب نواف الموسوي، أمس.

واعتبرت مصادر في تيار المستقبل لـ«الشرق الأوسط» أن «ما قاله السيد نصر الله هو ما كنا ننادي به منذ وقت طويل لناحية وجوب انتظار صدور القرار الظني، بدلا من استباقه بحملات تهويل ووعيد»، مستغربة أن تأتي «مواقف مسؤولي حزب الله بما تتضمنه من تصعيد بشكل يتعارض مع ما جاء على لسان السيد نصر الله في إطلالته الأخيرة». وعن إمكانية أن تقدم المحكمة على أي خطوة قبل نهاية العام الحالي، وعما إذا كان الوقت يسمح بذلك؛ نظرا لبدء موظفي المحكمة إجازات الأعياد، أكدت أنه «ليس بمقدور أي طرف أن يتوقع تاريخ صدور القرار الظني أو التكهن بمضمونه»، مشددة على أن «المحكمة مستمرة في عملها وليس بإمكان أي طرف التأثير على عملها وهي تعلن خطواتها وفق الإجراءات التي تتبعها».

كان حزب الله قد قال، بالأمس، على لسان رئيس كتلة نواب حزب الله النائب محمد رعد، للبنانيين: «بدلا من تخويف بعضنا البعض علينا أن نحصن بعضنا البعض، ونوحد موقفنا ونحافظ على وحدتنا الوطنية، ونواجه عدوا يستهدفنا جميعا، واليوم نقول لمن يسمع ولمن يدعي الحرص على الوطن: إننا نريد تفاهما يحفظ البلاد من شر فتنة يريد الصهاينة استدراج البعض إليها». وقال: «لذلك نمدد الوقت تلو الوقت من أجل أن نرى هذا التفاهم قد انبلج فجره، وقبل أن يسبقنا العدو في المحكمة الدولية وأدواتها عبر فبركة قرار ظني مزور، وقرار فارغ يريد أن يعبث باستقرارنا وتحريض اللبنانيين، بعضهم على بعض، لا من أجل وحدة لبنان ولا سيادته، بل لمصلحة العدو الإسرائيلي - الأميركي». وأضاف: «آن لهذا البعض أن يشاركنا الحرص بدلا من أن يقرع طبول الفتنة عن قصد أو عن غير قصد، فنحن نمد إليهم أيدينا حتى يتمسكوا بها من أجل أن ننقذهم مما يريده العدو لنا ولهم».

وأشار الموسوي إلى أن «التهديدات الإسرائيلية التي أريد لها أن تؤازر التهديد بالمحكمة الدولية، زادت المقاومة ثقة بأنها قطعت شوطا كبيرا في إسقاط أهداف كثيرة من أهداف المشروع التآمري المسمى المحكمة الدولية»، لافتا إلى أن «المحكمة تحولت إلى مأزق وعبء على من أطلقها وصمم إجراءاتها». واعتبر أن «من أراد المحكمة لمحاصرة حزب الله بات هو المحاصر، ومن أراد عبرها فرض مأزق على الحزب بات هو في المأزق، ومن أراد إضعاف المقاومة لحق به هو الضعف، ومن سعى لتشويه صورتها أدى سعيه إلى انكشاف حقيقة المحكمة الشوهاء». وأشار إلى أن «حزب الله يخوض اليوم بتؤدة وأناة، وذكاء وبراعة، معركة تشويه السمعة المفروضة عليه أميركيا وإسرائيليا عبر ما يسمى المحكمة الدولية، وهو واثق من الانتصار فيها».

في موازاة ذلك، اعتبر رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة أن «الكلام عن الفتنة وعن أن لبنان مستهدف صحيح، لكن الذي يصنع الفتنة هي بالنهاية أياد لبنانية والذي يمنعها أياد لبنانية؛ لذلك يجب القيام بالجهد الكامل لمنع الفتنة». وقال: «الكلام الذي سمعته من السيد حسن نصر الله حول الفتنة جيد جدا، ويجب تثمينه ووضع أيدينا بأيدي بعض من أجل منع أي محاولة لجر الفتنة في لبنان؛ لأنها أمر مضر جدا لكل لبنان ولكل اللبنانيين، ليس فقط لمجموعة من دون مجموعة أخرى».

وأشار إلى أن «الكل يعرف أن قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ليست قضية تتعلق بعائلة الرئيس الشهيد ولا تتعلق بما يسمى أو ما كان يطلق عليه صفة ولي الدم»، مؤكدا «أننا نبحث عن العدالة وليس التفتيش عن متهم نلصق به تهمة معينة، ونحن نريد العدالة، والعدالة هي ضالتنا ونبحث عنها وليس لاستخدامها لأغراض معينة، كما نرفض أن تكون المحكمة الدولية منصة لكي تستخدمها قوى معينة للثأر أو للنيل من دول ثانية أو من منظمات أو من مجموعات أيا ما كانت، وهذا الأمر هو الذي نسعى إليه».

ولفت النائب في كتلة المستقبل عقاب صقر إلى أنه «في المحصلة وصلوا إلى النتيجة التي كنا ننادي بها، وهي انتظار القرار الظني ليبنى على الشيء مقتضاه، ولكن بعد استنفاد الكثير من وقت اللبنانيين وأعصابهم والمرور في فترات تهويل وخطاب متشنج أسس لمناخات ستكون مضرة بالبلد على المدى الطويل». وشدد على أن «التهويل لم يؤخر القرار الظني ولم يخوف أحدا وأساء لصورة حزب الله وما تبقى من صورة نقية للمقاومة»، معربا عن اعتقاده أن «لبنان ذاهب ترافقه الحصانة العربية لمرحلة يجري فيها اللبناني قراءة واقعية تأخذ في الاعتبار أن العدالة ستأخذ مسلكها الطبيعي وأن دم الشهداء لن ينسى وأن ما دون العدالة ودم الشهداء ستبذل جهود لأقصى حد لمنع أي استغلال سياسي».

ورأى النائب في كتلة التنمية والتحرير هاني قبيسي أن «الحريصين على الوطن هم الذين يحرصون على السلم الأهلي والعيش المشترك والجيش واتفاق الطائف»، متوقعا أن «تنتج المساعي العربية حلا قريبا يعود بالخير على لبنان». وأشار، في معرض رده على مواقف رئيس حزب الكتائب أمين الجميل لناحية إشارته أول من أمس إلى «أننا لسنا ذئابا، لكننا لسنا بنعاج، بل نحن أسود يعرف الأمس القريب جولاتنا واشتاقت الساحات إلى صولاتنا»، إلا أنه «عندما يبصر الحل النور نتيجة المسعى الذي تقوم به سورية والمملكة العربية السعودية عندها ستعود هذه الأسود والذئاب إلى أقفاصها حيث هناك مكانها».