الأمم المتحدة ترفض الانصياع لغباغبو

مخاوف من استئناف المعارك.. ولندن تنصح رعاياها بمغادرة ساحل العاج

TT

أعلنت الأمم المتحدة أمس أنها مستعدة «لأي تطور»، مع رغبتها في تفادي المواجهة مع القوات المسلحة الموالية للوران غباغبو، الرئيس المعلن لساحل العاج، الذي طالب أول من أمس برحيل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والقوة الفرنسية (ليكورن) من بلاده. وجاء هذا في حين يخشى سكان بمناطق موالية للحسن وتارا، الذي يعتبره المجتمع الدولي فائزا في الانتخابات الرئاسة الأخيرة، من عودة المعارك، وكذلك في وقت نصحت فيه بريطانيا رعاياها بمغادرة ساحل العاج.

وقال حمدون توريه، المتحدث باسم عملية الأمم المتحدة في ساحل العاج: «لقد عززنا حالة اليقظة، ونحن مستعدون لأي تطور»، مضيفا أن جنود حفظ السلام سيواصلون دورياتهم «لكننا لا نريد المواجهة» مع القوات الموالية لغباغبو. وشرح أنه ولتفادي ذلك «هناك مناطق حساسة لن نذهب إليها، بالقرب من مقر الرئاسة» الواقع في الحي الإداري، حيث مقر غباغبو. ورفضت الأمم المتحدة على لسان أمينها العام، بان كي مون، طلب غباغبو، وحذرت من عواقب التهجم على قوات السلام. وتعتبر الأمم المتحدة الحسن وتارا الفائز في الانتخابات الرئاسية في السنغال وليس غباغبو الذي أعلن نفسه رئيسا بعد أن اعتبره المجلس الدستوري فائزا في الانتخابات، على الرغم من أن اللجنة الانتخابية اعتبرت وتارا فائزا بنسبة 54.10 في المائة من الأصوات. وتعرض مقر قوة حفظ السلام في أبيدجان لنيران أطلقها مسلحون «يرتدون ملابس عسكرية» ليل الجمعة إلى السبت.

وعلى الرغم من الخشية من تكرار ذلك، لم تتخذ أي تدابير ظاهرة لتعزيز الأمن حول المبنى الضخم المحصن في الأوقات الاعتيادية والمحاط بالحراسات.

ويتهم لوران غباغبو وقوات الدفاع والأمن الموالية له قوة الأمم المتحدة بتقديم الدعم العسكري لقوة التمرد السابقة «القوات الجديدة» الموالية للحسن وتارا، الذي أعلن نفسه رئيسا، لكنه حصل على اعتراف المجتمع الدولي.

وبالإضافة إلى سحب قوة الأمم المتحدة التي تعد عشرة آلاف عنصر، طالب غباغبو كذلك بسحب القوة الفرنسية (ليكورن)، وقوامها 900 رجل، ويعتمد غباغبو على قوات الدفاع والأمن وكذلك على قوات النخبة مثل الحرس الجمهوري وعلى «الشباب الوطني» بزعامة وزير الشباب الجديد الذي عينه شارل بليه غوديه.

وواصل شارل بليه غوديه، الذي قاد المظاهرات العنيفة المناهضة لفرنسا في 2003 و2004 في أبيدجان، جولته أمس على أحياء العاصمة الاقتصادية لساحل العاج لحض أنصاره على «تحرير ساحل العاج قبل يوم الجمعة».

وأكد بليه غوديه أول من أمس أمام المئات من الشباب أن غباغبو «لن يتنحى، لن يتنحى أبدا»، متهما الأمم المتحدة والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالإعداد لارتكاب «إبادة» في البلاد. وانعكس تشدد نظام ساحل العاج في تعليق عدة صحف موالية للحسن وتارا عن الصدور. وأعرب المجلس الوطني للصحافة، وهو هيئة رسمية، عن استنكاره لما اعتبره «اعتداء غير مقبول على حرية الصحافة»، مطالبا بالسماح بنشر الصحف التي منعتها عناصر من الجيش منذ الجمعة من الصدور.

ولكن حكومة غباغبو لم تستبعد أمس منع صدور الصحف التي تدعو إلى «العصيان». وقال وزير الاتصالات غنوزيه وتارا لوكالة الصحافة الفرنسية: «نسعى لإقناع زملائنا في الصحف المستقلة بأن من واجبهم احترام الدستور، ومؤسسات الجمهورية والقوانين». وأضاف «أعتقد أن كلامنا مفهوم. إذا لم يحدث ذلك للأسف يمكن منع الصحيفة بموجب القانون».

وفي شمال البلاد، الذي تسيطر عليه منذ 2002 «القوات الجديدة» بزعامة غيوم سورو، رئيس الوزراء الذي عينه الحسن وتارا، تسود خشية من استئناف المعارك مع القوات الموالية لغباغبو. وفي دجيبونوا، في الوسط، وهو المعقل الأخير للقوات الجديدة قبل المنطقة العازلة بين الشمال والجنوب الذي يسيطر عليه أنصار غباغبو، أعلن جندي من حركة التمرد السابقة أن «رجالنا في حالة ترقب». وفي ظل هذه الأوضاع، نصحت لندن رعاياها أمس بمغادرة ساحل العاج.

وقالت الخارجية البريطانية في بيان: «بسبب حالة التهديد باندلاع أعمال عنف وعدم الاستقرار في أبيدجان ومدن أخرى رئيسية، ينصح الرعايا البريطانيون بمغادرة ساحل العاج إلا في حالة الضرورة».