مجلس الأمن يناقش الوضع الكوري وسط أجواء من التوتر

الشمال يرفع درجة التأهب.. ودعوة أميركية لإقامة خط هاتفي أحمر بين البلدين

امرأة تبكي أمس خلال صلاة في كنيسة بجزيرة يونبيونغ حيث تستعد كوريا الجنوبية لتنظيم مناوراتها (أ.ب)
TT

عقد مجلس الأمن الدولي، أمس، اجتماعا طارئا حول الوضع في شبه الجزيرة الكورية، حيث يسجل توتر شديد قبل إجراء مناورات عسكرية في جزيرة كورية جنوبية تعرضت لقصف كوري شمالي الشهر الماضي. وقال دبلوماسيون إن روسيا التي طالبت بعقد الاجتماع، تريد أن يقوم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بإرسال مبعوث خاص لإجراء محادثات مع الدولتين.

ودعت مسودة بيان وزعتها روسيا على الدول الأعضاء في المجلس إلى إبداء «أكبر قدر من ضبط النفس» من قبل الكوريتين. كما تدعو الوثيقة إلى «استئناف الحوار وحل كل المشكلات بين (الكوريتين) حصرا عبر وسائل دبلوماسية سلمية».

وجاء هذا بينما تستعد سيول لإجراء مناورات مدفعية بالقذائف الحية في جزيرة يونبيونغ التي قصفتها في أواخر الشهر الماضي كوريا الشمالية، والواقعة في منطقة متنازع عليها في البحر الأصفر. وستجري المناورات على الأرجح اليوم أو غدا، حسبما قال متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية. وقد أثار هذا الإعلان غضب كوريا الشمالية التي توعدت بحصول «كارثة» إذا لم تتراجع كوريا الجنوبية عن هذه المناورات. وعززت كوريا الشمالية حالة تأهب قواتها على طول الساحل بعد إعلان كوريا الجنوبية عن مناورات. وكانت بيونغ يانغ التي قصفت يونبيونغ في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، موقعة أربعة قتلى، هددت بشن هجوم أعنف إذا ما أجريت المناورات. وطلبت روسيا من سيول إلغاء هذه المناورات للحؤول دون تصعيد التوتر مع كوريا الشمالية.

ورأت الولايات المتحدة أن هذه المناورات لا تهدد بيونغ يانغ التي يتعين عليها ألا تتخذها ذريعة «لاستفزازات جديدة».

وفي إطار الجهود لخفض التوتر، اقترح حاكم ولاية نيومكسيكو الأميركية، السفير السابق بيل ريتشاردسون، الذي يقوم بزيارة إلى كوريا الشمالية، إقامة خط هاتفي عسكري أحمر بين الكوريتين، لاستخدامه في حال وقوع حادث على طول الحدود المشتركة. وقالت شبكة «سي إن إن» أمس إن السفير الأميركي الأسبق في الأمم المتحدة اقترح أيضا تشكيل لجنة عسكرية مشتركة بين الكوريتين يشارك فيها أيضا ممثلون عن الولايات المتحدة، لمراقبة المناطق المتنازع عليها في البحر الأصفر.

وأشارت إلى أنها قابلت ريتشاردسون بعد لقائه الجنرال الكوري الشمالي باك ريم سو، الذي يقود القوات العسكرية المنتشرة على طول الحدود مع الجنوب. ووصف الحاكم الأميركي محادثاته مع المسؤول العسكري الكوري الشمالي بـ«الصعبة جدا» ولكنها أحرزت «بعض التقدم».

كذلك، أعلنت وزارة الخارجية الصينية أمس أن وزيري الخارجية الروسي والصيني دعوا إلى الهدوء في شبه الجزيرة الكورية، وطلبا من جميع الأطراف تجنب التصعيد. وقال وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف: إن «الصين تعارض بقوة أي تصرف يمكن أن يتسبب في حصول توتر ويفاقم الوضع، وتطلب من الطرفين في شبه الجزيرة التحلي بالهدوء والاعتدال».

ودعا الوزير، كما ذكرت وزارته، الكوريتين إلى أن «تتحاورا وتتابعا الاتصالات وتتجنبا بأي ثمن أي تصرف من شأنه أن يؤجج التوتر».