مصر تكثف جهودها من أجل القضاء على مخابئ الأسلحة بسيناء

تجار مخلفات الحروب يبحثون عن المواد المتفجرة داخلها

TT

تكثف السلطات الأمنية المصرية بشمال سيناء جهودها من أجل القضاء على مخابئ الأسلحة التي تحتوي عادة على كميات كبيرة من مادة «تي إن تي» شديدة الانفجار أو القذائف الصاروخية والقنابل اليدوية التي يتم تفكيكها على أيدي تجار مخلفات الحروب لاستخراج المادة المتفجرة منها.

وضبطت أجهزة الأمن بشمال سيناء مساء السبت مخبأ جديدا للدانات والقنابل اليدوية، يرجح أنها من مخلفات الحروب العربية الإسرائيلية، وأفاد مصدر أمني مصري أن «أجهزة الأمن تلقت معلومات من بعض السكان المحليين تفيد وجود المخبأ، وأن بعض تجار المتفجرات يقومون باستخدامه لتخزين الأسلحة والمفرقعات تمهيدا لاستخلاص المادة المتفجرة منها وتهريبها إلى قطاع غزة، لتستعمل في صناعة أسلحة محلية في القطاع».

وأضاف أن قوات الأمن داهمت المخبأ على الفور، وهو عبارة عن تجويف صخري يقع بمنطقة جبلية في ظهير قرية الشلاق التابعة لمدينة الشيخ زويد، التي تبعد نحو 10 كيلومترات عن الحدود بين مصر وغزة.

وأضاف أنه تم ضبط نحو 10 قنابل يدوية و15 دانة مدفع وأجزاء من بعض الصواريخ، وجمعيها ما زالت تحوي مادة تي إن تي المتفجرة، وأنه تمت مصادرة جميع المضبوطات. مشيرا إلى أنه يتم حاليا تمشيط المنطقة بحثا عن أي مخابئ أخرى، فيما لم يتم ضبط أي مشتبه بهم بالقرب من المنطقة.

وتقول المصادر الأمنية إن هذه التجارة تخضع لسرية تامة من جانب العاملين فيها، وأن هناك مخازن كثيرة في أرض سيناء اختفت بعد الحرب بفعل تحرك الكثبان الرملية وأن التجار يقومون بالبحث عنها.

ويستخدم المهربون صبية صغار السن في جمع القذائف والدانات التي لم تنفجر، وهي عادة من مخلفات الحروب العربية الإسرائيلية التي شهدتها سيناء.. حيث يتم تفريغها من مادة تي إن تي لبيعها بالكيلو وتهريبها إلى قطاع غزة عبر الأنفاق.

وتعتمد هذه التجارة على الأسلحة من مخلفات الحروب، والتي يتم العثور عليها مدفونة في الرمال بفعل العوامل الجوية.. ورغم أن تفريغ المادة المتفجرة من الأسلحة لا يحتاج إلى خبرة كبيرة، فإن عددا من العاملين في هذه التجارة قد لقوا حتفهم بسبب انفجار الألغام فيهم أثناء جمعها. ويذكر أنه يمكن استخراج نحو 12 كيلوغراما من مادة «تي إن تي» من القذيفة الصاروخية الواحدة للمدفعية.

وشددت مصر من إجراءاتها الأمنية على هذا النوع من التجارة في أعقاب تفجيرات سيناء التي وقعت في طابا ونويبع ودهب وشرم الشيخ، والتي أشارت أوراق محاكمة المتهمين إلى أن المتفجرات التي استخدمت تم استخراجها من الألغام الأرضية، ثم تعبئة مادة «تي إن تي» في اسطوانات غاز وإخفائها في السيارات التي استخدمت في تنفيذ التفجيرات.

وتعرضت مصر لضغوط أميركية وإسرائيلية فيما يخص عمليات التهريب عبر الحدود إلى غزة، حيث تتهم إسرائيل مصر بعدم بذل ما يكفي من جهود لوقف تلك العمليات.