إيران تحث باكستان على ضبط الحدود.. وتؤكد: سنقوم بواجبنا إذا لم تنفذ إسلام آباد مهامها

السلطات الإيرانية تعدم 11 عنصرا من جماعة «جند الله».. وامرأة مدانة بجرائم قتل

TT

أعدمت السلطات الإيرانية صباح أمس 11 عضوا من جماعة «جند الله» السنية المتمردة التي تبنت الهجوم الانتحاري الذي وقع بجابهار في 15 ديسمبر (كانون الأول) الحالي في جنوب شرقي إيران. وجاء ذلك بينما حثت الجمهورية الإسلامية جارتها باكستان على ضبط الحدود بين البلدين على خلفية التفجير، وقال مسؤول أمني إيراني بارز إنه «إذا لم تعمل باكستان بواجبها فسنقوم بواجبنا».

وأعلن إبراهيم حميدي، رئيس السلطة القضائية في محافظة سيستان بلوشستان إعدام أعضاء التنظيم السني، قائلا: «هذا الصباح (أمس) تم في سجن زاهدان إعدام 11 عنصرا من جماعة (جند الشيطان الإرهابية) (التسمية التي تعتمدها السلطات الإيرانية للإشارة إلى (جند الله)) شاركوا في حوادث إرهابية في المحافظة ومواجهات مع قوات الأمن وقتلوا أبرياء»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف المسؤول أن «كل هؤلاء الأشخاص كان حكم عليهم بالإعدام بتهمة الفساد في الأرض ومحاربة الله، بسبب قتالهم ضد النظام المقدس للجمهورية الإسلامية»، مؤكدا أن هذه الأحكام صدرت بعد «محاكمة علنية عادلة» اتبعت فيها «كل الإجراءات المرعية القانونية والدينية».

وبحسب القضاء المحلي، فإن بعض المحكوم عليهم الذين أعدموا كانوا شاركوا في السنوات الماضية في هجمات ضد مسجدين شيعيين في زاهدان، كبرى مدن المحافظة، وفي هجوم على عناصر من الحرس الثوري الإيراني.

وحذر حميدي أيضا «كل المتمردين» بأن عليهم التخلي عن تحركاتهم قائلا، إن «القضاء سيطبق بدقة وتصميم العقوبات على المحاربين ضد الله والمفسدين في الأرض».

ويشار إلى أن جماعة «جند الله» السنية تبنت عدة هجمات دامية في محافظة سيستان بلوشستان جنوب شرقي البلاد على الحدود مع باكستان وأفغانستان، بما يشمل التفجير الانتحاري الذي وقع في 15 ديسمبر في مدينة جابهار وأدى إلى مصرع 39 شخصا وإصابة العشرات بجروح واعتبر الأكثر دموية ضد مسجد شيعي في البلاد منذ 1994.

وفجر انتحاري نفسه خلال إحياء مراسم ذكرى عاشوراء. وأعلنت «جند الله» أن الهجوم كان هدفه الثأر لوفاة زعيمها عبد الملك ريغي الذي أوقف في فبراير (شباط) وأعدم في يونيو (حزيران)، وكذلك لمن اعتبرتهم «شهداء» الحركة.

ورغم أن الغرب والأمم المتحدة ودولا عربية قد نددت بالاعتداء، وفي مقدمهم الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، وكذلك لندن وباريس، فإن طهران سارعت باتهام الولايات المتحدة التي تعتبر جماعة «جند الله» منظمة إرهابية، وكذلك اتهمت إسرائيل ومسؤولين باكستانيين بالتخطيط للهجوم.

وفي هذا الصدد حث رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء حسن فيروز آبادي، الحكومة الباكستانية على فرض السيطرة على المجموعات الإرهابية التي تنشط في حدودها مع إيران.

ونقلت وكالة أنباء «فارس»، الإيرانية شبه الرسمية، عن اللواء فيروز آبادي قوله إن «للجمهورية الإسلامية الإيرانية علاقات طيبة مع الجارة والصديقة باكستان، ولكن الأخيرة، ومع الأسف، غير قادرة على السيطرة ومنع الإرهابيين على أراضيها»، وأضاف أن «الثأر لدماء شهدائنا الأعزاء في مراسم تاسوعاء الإمام الحسين عبر تفجيرات جابهار، هو حقنا، وأن هذا التصرف الإجرامي واللإنساني والإرهابي لا يمكن السكوت عليه، ولذا فعلى باكستان ضبط حدودها ومنع تسلل العناصر الإرهابية إلى إيران»، وبحسب الوكالة، فإن الجمهورية الإيرانية ستقوم بواجبها إذا لم تقم إسلام آباد بذلك.

ومع تنفيذ حكم الإعدام، أمس، بحق 11 عنصرا من هذه الجماعة يصل عدد أحكام الإعدام التي نفذت في البلاد إلى 162 على الأقل منذ مطلع السنة، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى الأرقام التي تنشرها الصحافة المحلية. وفي 2009 أعدم 270 شخصا على الأقل شنقا.

وفي سياق ذي صلة، ذكرت وكالة الجمهورية الإيرانية الرسمية (إرنا) أنه تم إعدام امرأة مدانة بارتكاب عدة جرائم شنقا في وسط إيران.

وأضافت أن ماهين كيو المدانة بقتل خمسة سيدات تم إعدامها شنقا، أول من أمس، في سجن بمدينة قزوين بعدما أيدت المحكمة العليا الحكم الصادر بحقها.

وتجدر الإشارة إلى أن جرائم القتل والاغتصاب والسرقة المسلحة وتهريب مخدرات بكميات تتجاوز 5 كيلوغرامات، من بين الجرائم التي يعاقب عليها بالإعدام في إيران.