استطلاع: تزايد الخوف لدى الفلسطينيين من انتقاد سلطتي غزة ورام الله

فتح وحماس تحذران وتتبادلان الاتهام بـ«الإجرام» بحق معتقلي الحركتين

TT

تبادلت حركتا فتح وحماس التحذيرات والعبارات القاسية، أمس، بشأن المعتقلين من الحركتين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وحذرت فتح، حركة حماس من المساس بحياة «مناضليها وكوادرها وقياداتها»، معتبرة أن تمادي حماس في اعتداءاتها وانتهاكاتها لحقوق المواطن الفلسطيني قد بلغت حدا لا يمكن لأحد التنبؤ بعواقبه.

وطالبت فتح في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه، بـ«إطلاق حرية الدكتور أسامة الفرا عضو المجلس الثوري للحركة، محافظ خان يونس، وكل الكوادر والمناضلين المخطوفين تحت إرهاب سلاح حماس على خلفية انتمائهم للحركة».

وكانت حماس استدعت الفرا، أمس، وهو مسؤول كبير في فتح، ولم تطلق سراحه على الفور. واعتبرت فتح أن أفعال حماس «إجرامية». وقالت «ستكون لها انعكاسات سلبية جدا على الروابط الاجتماعية للمواطنين في القطاع»، مشددة على أن «عواقب الأفعال التي تقدم عليها حماس لا يمكن توقع طبيعتها وردود الأفعال عليها».

وأهابت فتح بـ«القوى والشخصيات وفصائل العمل الوطني بإعلان موقف واضح وصريح من حملة الاعتقالات التي يبدو أن حماس قد صعدتها مع اقتراب موعد انطلاقة الثورة الفلسطينية»، كما طالبت المنظمات الحقوقية بالكشف عما وصفته بـ«فظاعة الانتهاكات والاعتداءات على المواطنين في قطاع غزة التي طالت في إحدى موجاتها في الأيام الأخيرة بشبح وتعذيب الطفلين، ماهر ومحمد من عائلة أبو هربيد، لمجرد رفعهما صور الزعيم الشهيد ياسر عرفات أبو عمار وبيارق للحركة وشعارها».

وقال المتحدث باسم فتح، أحمد عساف، «إن جرائم حماس وصلت إلى مستوى خطير من انتهاك لحقوق أهلنا في غزة، وتحديدا أبناء حركة فتح، عندما قامت اليوم (أمس) باعتقال أطفال (..)، وقامت بتعذيبهم وضربهم بالهراوات وشبحهم معصوبي الأعين في البرد بتهمة رفع رايات حركة فتح».

وأكد عساف أن هذه «الممارسات تتنافى مع المبادئ الوطنية والأخلاقية والعادات والتقاليد، ومع حقوق الإنسان والعهود والمواثيق الدولية، التي نصت على حماية حقوق الأطفال، وكذلك تتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف».

واعتبر عساف أن «حماس مرعوبة من أي نشاط قد تقوم به حركة فتح لاعتقادها أن هذا قد يهدد سيطرتها على غزة». وأكد بقاء حركة فتح «حامية للمشروع الوطني الفلسطيني وأن كل المؤامرات الداخلية والخارجية لم تستطع النيل من مكانة فتح وتأثيرها».

أما حركة حماس، فلم يقل خطابها الإعلامي قسوة عن فتح، بل زاد، وتعهد فوزي برهوم، المتحدث باسم الحركة بانتهاء ما وصفه بـ«عمليات التعذيب الوحشية التي يتعرض لها عناصر حماس في سجون أجهزة فتح». وقال إن ذلك «مسألة وقت».

وأضاف أن «حركة حماس في كل مكان لن يرتاح لها بال ولن يقر لها قرار، حتى تنتهي معاناة أبنائها المختطفين في سجون أجهزة فتح».

وجاء في بيان حماس تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه، أن «حركة حماس أكبر من سجونكم، وبزوغ فجر أبطال حماس في الضفة آت لا محالة، وانتهاء تلذذكم بتعذيب أبنائنا هي مسألة وقت فقط، وفي النهاية ستنتصر الإرادة والمقاومة».

وطالب برهوم عناصر حماس في الضفة الغربية المحتلة بمواجهة «مجرمي حركة فتح وضباط مخابراتها، وعدم الاستسلام لهذا الواقع المر»، كما اعتبر «أن الواجب الوطني والديني يتطلب التحدي لا الاستسلام»، على حد وصفه. وألقى برهوم باللوم على المؤسسات الحقوقية والفصائل الفلسطينية التي تخلت عن مسؤوليتها، والتي تقف بمجملها موقف المتفرج على هذه الجرائم، وهو ما يعني مزيدا من الجرائم في سجون أجهزة فتح في الضفة الغربية.

وتحتجز السلطة وكذلك حماس، المئات من عناصر بعضهما في السجون بتهم مختلفة.

وفي السياق، أظهرت نتائج استطلاع للرأي نشرت أمس، أن هناك اعتقادا متزايدا لدى المواطن الفلسطيني بأنه لم يعد قادرا على انتقاد السلطة دون خوف في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأشارت نتائج الاستطلاع، الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، إلى «تدهور بارز ومستمر في اعتقادات الجمهور الفلسطيني في الضفة والقطاع في مستوى الحريات منذ الانفصال بين الضفة والقطاع في منتصف عام 2007».

وأشار بيان المركز الفلسطيني إلى «التراجع التدريجي لنسبة الاعتقاد بأن المواطن الفلسطيني يستطيع انتقاد السلطة من دون خوف في الضفة الغربية من 56% في سبتمبر (أيلول) عام 2007 إلى 27% فقط في هذا الاستطلاع».