نائب عن حزب الله لـ«الشرق الأوسط»: حديث خامنئي رسالة على مستوى عال بأننا لن نقف مكتوفي الأيدي

«14 آذار» تستنكر المواقف الاستباقية والتدخل الإيراني في الشأن اللبناني

أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، خلال اجتماعه في طهران، أمس، بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، بحضور الرئيس أحمدي نجاد (رويترز)
TT

خرق حديث المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي، عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، المراوحة التي يشهدها الوضع السياسي في لبنان منذ نحو الأسبوع. إذ شكل إعلان خامنئي، خلال استقباله أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في طهران، أمس، عن أن «المحكمة خاضعة لأوامر، وأن أي قرار سيصدر عنها سيكون لاغيا وباطلا» مادة دسمة للأخذ والرد داخليا خاصة مع اعتبار قوى «14 آذار» حديثه تدخلا مباشرا في الشأن اللبناني واستباقا للقرار الظني المنتظر.

وفي هذا الإطار، رأى عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل، مصطفى علوش، أنه «وبعد فترة من التقية السياسية التي مارستها إيران عمدت اليوم وعبر مرجعيتها الأعلى للإعلان عن قرارها عدم التعاون مع المحكمة ومحاربتها»، لافتا إلى أن «تسارع الأمور والتصريحات والتعليقات والحديث الأخير لخامنئي كلها مؤشرات تدل على أن القرار الظني بات وشيكا، وأنه لم يعد هناك متسع من الوقت وبالتالي لا مجال للدبلوماسية لتؤثر على موعد صدور القرار أو على مضمونه». وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، اعتبر علوش أن «إعلان خامنئي يدل على اقتناع إيراني بأن المحكمة ستوجه أصابع الاتهام بوجه حزب الله»، وقال: «تأكد ما سبق وقلناه مرارا وتكرارا عن أن حزب الله يتحرك وفق أوامر وتعليمات الولي الفقيه والموقف الموحد من المحكمة أكبر دليل على ذلك. خرج خامنئي ليقول لجمهور حزب الله وللإيرانيين إن إيران معنية بقضية اغتيال الرئيس الحريري لأن كل ما سيتعرض له حزب الله سيطال إيران بشظاياه».

ويأتي موقف خامنئي من المحكمة الدولية مطابقا تماما لمواقف حزب الله الأخيرة. فالحزب الذي لم يعد يعتبر نفسه معنيا بالقرار الاتهامي «إن صدر عن المحكمة الدولية اليوم أو غدا أو بعد سنة»، أعلن صراحة أنه يرفضه «مهما كان مضمونه وخصوصا إذا كان يوجه الاتهام إلى حزب الله أو عناصر منه». وفي هذا السياق، اعتبر عضو كتلة حزب الله النيابية وليد سكرية أن «حديث خامنئي رسالة إيرانية على مستوى عال جدا للقول بأن الأمور في لبنان ليست متروكة، لأن اشتعال الوضع اللبناني سيؤدي إلى اشتعال المنطقة ككل»، لافتا إلى أنه «من الطبيعي جدا أن يصدر موقف هكذا عن الإمام خامنئي»، داعيا باقي «الزعماء والملوك العرب لاتخاذ موقف مماثل لأن المشروع الأميركي - الإسرائيلي الفتنوي المتمثل بالمحكمة الدولية يطال المنطقة ككل، ومن ذا الذي يرضى بالفتنة المذهبية؟».

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» قال سكرية «إيران تريد أن تقول للساعي للفتنة من خلال القرار الظني: قف مكانك. نحن لن نقف مكتوفي الأيدي والنيران تشتعل في ديارنا». وأوضح سكرية أن «المحكمة الدولية ومنذ نشوئها لم تكن ذات صدقية لأنها نشأت لأهداف سياسية لدفع المشروع الأميركي - الإسرائيلي في المنطقة والقاضي بتأجيج العداء الإيراني - العربي من خلال فتنة سنية شيعية انطلاقا من لبنان لتطال بعدها كل المنطقة ممزقة العالم الإسلامي». وأضاف «حزب الله والمعارضة اللبنانية استنفدوا ما لديهم من كلام ودلائل حول تسييس المحكمة ومن الطبيعي أن يحين دور إيران لتتدخل، لأن حزب الله ليس المستهدف الوحيد، ولأن إيران معنية مباشرة بما يخطط».

وفي المواقف السياسية المستهجنة لإعلان خامنئي، شدد عضو تكتل لبنان أولا، النائب جمال الجراح، على أن «المواقف الاستباقية من القرار المتوقع صدوره من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لا تغير شيئا»، معتبرا أن «موقف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران ليس سوى استكمال لما بدأوه في السياسة لجهة إعطاء الأمر طابعا شرعيا».