الثلوج تضرب أوروبا وتصيب موسم إجازات أعياد الميلاد بالشلل

توقعات رسمية بأن يكون هذا الشهر الأكثر صقيعا في بريطانيا منذ قرن

عمال يحاولون رفع شاحنة اصطدمت بحاجز الطريق السريع بسبب الثلوج وقطعت الطريق ليلة أمس في كولونيا غرب ألمانيا (رويترز)
TT

مدريد: صبيح صادق لندن: «الشرق الأوسط»

* استمر الاضطراب في حركة النقل الجوي في أوروبا بسبب الثلوج في أوج موسم السفر لقضاء إجازة أعياد الميلاد؛ حيث أغلقت أكبر مطارات القارة، مما أرغم آلاف الركاب العالقين على قضاء ليلتهم في المطارات.

ففي لندن وباريس وفرانكفورت وأمستردام وبروكسل تم إلغاء الكثير من الرحلات.

وأدت الثلوج الكثيفة والجليد في نهاية الأسبوع إلى شل مطار هيثرو اللندني الذي يسجل أكبر حركة في الرحلات الدولية في العالم، بينما بقي الركاب عالقين أمس لليوم الثالث بعدما أدت الأحوال الجوية إلى تأخير رحلات وإلغاء بعضها.

وسجل اضطراب أيضا في خطوط السكك الحديد والنقل البري في بريطانيا بسبب سوء الأحوال الجوية؛ حيث أغلقت بعض الطرقات بعدما اضطر ركاب إلى ترك سياراتهم عالقة وسط الثلوج.

وتتوقع مصلحة الأرصاد الجوية أن يكون هذا الشهر الأكثر صقيعا في بريطانيا منذ قرن، بينما تستعد بريطانيا لمشكلات إضافية مع توقع سقوط ثلوج بسمك 20 سم في بعض الأماكن.

وتحولت خيبة الأمل في مطار هيثرو إلى غضب لدى المسافرين لقضاء عطلة الميلاد؛ حيث قال البعض إنه بدأ ينقصهم المال، بينما يشتكون أيضا من الازدحام في قاعات الانتظار.

وسجلت بعض الرحلات في مطار هيثرو، أول من أمس، لكن المطار حذر من أن الاضطراب في حركة الطيران سيستمر.

وجاء في بيان صادر عن المطار أنه سيؤمن الخدمات اعتبارا من الساعة 6.00 بتوقيت غرينتش، أول من أمس، لكنه حذر من أنه من المتوقع حصول إلغاء رحلات إضافية أو تأخير في الأيام المقبلة.

واضطر مئات الركاب إلى قضاء ليلتهم أيضا في مطار غاتويك يوم السبت الماضي على الرغم من أن الوضع تحسن الأحد.

وفي شمال إيطاليا كان الوضع يتحسن بعد يومين من الفوضى على الطرقات وفي مطارات توسكانا.

وفي البلقان قضى 4 أشخاص بسبب الصقيع في نهاية الأسبوع؛ حيث عثر على رجلين ميتين قرب بانيا لوكا في البوسنة بينما عثر على زوجين أيضا ميتين في صربيا.

* فرنسا

* ويأمل الفرنسيون أن تصدق توقعات دائرة الأرصاد الجوية ليرتاحوا في بحر هذا الأسبوع من عبء الثلوج التي لا تكاد تذوب طبقة منها حتى تأتي طبقة أخرى مع ما تحمله من متاعب تطال حياتهم اليومية ونشاط البلاد الاقتصادي.

وحتى الآن، لم تعرف أرقام الخسائر الاقتصادية بشكل دقيق. لكن على سبيل المثال لا الحصر، فإن قطاع النقل البري «الشاحنات» يمنى بـ20 مليون يورو من الخسائر اليومية؛ حيث إن الشاحنات تمنع من السير على الطرقات المثلجة بحيث تعطى الأولوية للمسافرين العاديين، مما يعني تشكل عشرات الكيلومترات على الطرق السريعة والطرق الفرعية من الشاحنات الكبيرة ليس فقط الفرنسية ولكن الأوروبية أيضا. وليس قطاع النقل الجوي أحسن حالا في فرنسا التي ضربت الثلوج ربعها الشمالي الشرقي، أي المنطقة الممتدة من الحوض الباريسي صعودا باتجاه منطقة النورماندي وبلجيكا وشرقا باتجاه مناطق شمبانيا واللورين والأردين وصولا إلى ستراسبورغ وألمانيا. وأمس صباحا، بلغ سمك الثلوج في هذه المناطق ما بين 15 و40 سم وهو سمك استثنائي في هذا الفصل من العام. وأقفل مطار أورلي القريب من باريس صباح أمس بسبب الثلوج المتراكمة على المدارج ولصعوبة الوصول إليه ليعاد فتحه قبيل الظهر. غير أن حركة الطائرات والمسافرين تأثرت كثيرا بسبب إلغاء 30% من الرحلات من وإلى أورلي، لكن خصوصا من مطار رواسي شارل ديغول، وهو أكبر المطارات الفرنسية ويقع على مسافة 30 كم شمال العاصمة. وفي هذا المطار، استمرت معاناة المسافرين الذين «احتجزوا» فيه منذ 3 أيام ويزيد عددهم على 3 آلاف شخص افترش من لم يجد منهم غرفة في الفنادق القريبة أرض قاعات الانتظار.

وكما في الأجواء، كذلك على الأرض؛ حيث تأثرت شبكة القطارات السريعة بسبب الثلوج، فاضطر السائقون إلى خفض سرعتهم، مما يعني التأخير آليا بالنسبة للرحلات الدولية «بريطانيا، بلجيكا، هولندا» والداخلية «الجنوب الشرقي والغربي» فضلا عن القطارات العادية التي توقف الكثير منها عن التحرك في منطقة الشمال والنورماندي.

* بلجيكا

* تواصلت موجة العواصف الثلجية التي تضرب أنحاء بلجيكا منذ مطلع الأسبوع الحالي، وأمضى نحو 1500 شخص ليلة ثانية في مطار بروكسل بعدما كان نحو 3 آلاف راكب قد اضطروا للبقاء في المطار السبت الماضي، ومعظمهم كانوا ينتظرون رحلات متجهة إلى مطار هيثرو اللندني. وتوفي شخص الأحد من جراء انهيار سقف بسبب تراكم الثلوج في جنوب البلاد. وقالت السلطات البلجيكية إنه تقرر إغلاق مطار بروكسل ولن يسمح بإقلاع الطيران الاثنين والثلاثاء لنقص في المواد الضرورية التي تستخدم في إذابة الثلوج المتراكمة على الطائرات أو على الممرات.

* ألمانيا

* ما زال سوء الأحوال الجوية والتساقط الكثيف للثلوج يتسببان في اضطرابات بمطار فرانكفورت الدولي، أكبر مطارات ألمانيا، لليوم الرابع على التوالي. وأعلنت الشركة المشغلة للمطار «فرابورت» في ساعة مبكرة من صباح أمس أنه تم إلغاء 292 رحلة من أصل 1325 رحلة مقررة. وتتوقع هيئة الأرصاد الجوية الألمانية استمرار الهطول الكثيف للثلوج في أنحاء متفرقة في البلاد خلال الأيام المقبلة في ظل درجة حرارة متوسطة نسبيا.

* إسبانيا

* تسود والسحب والأمطار الشديدة والرياح القوية معظم أنحاء إسبانيا، وأدت الأمطار الغزيرة التي تسقط على إقليم الأندلس، جنوب إسبانيا، إلى فيضانات في عدة مناطق، خاصة في محافظة إشبيلية، وأعلنت حالة التأهب في الكثير من المحافظات الجنوبية، وقطعت الكثير من الطرق في محافظات المرية وغرناطة وإشبيلية وخايين وقادس. كما أعلنت حالة التأهب أيضا في محافظة ولبه، وألغيت الرحلات بين مطاري سان بابلو في إشبيلية وبابلو رويث بيكاسو في ملقة من جهة مع مطارات فرنسا وبريطانيا.

أما في مطار باراخاس في مدريد فقد ألغيت حتى الساعة التاسعة من صباح أمس 9 رحلات إلى فرنسا، من بين 110 رحلات مقررة، وألغيت أيضا 4 رحلات إلى بريطانيا من مجموع 62 مقررة ليوم الاثنين.

وألغيت أكثر من 40 رحلة جوية كان مقررا لها أن تنطلق من مطار البرات في برشلونة، شمال شرقي إسبانيا.

* اليونان

* تسببت الأمطار الغزيرة، التي تتعرض لها اليونان في مناطق مختلفة، في سقوط الصخور على الطرق العامة وبعض المنازل، مما يتسبب في قطع الطرق في بعض الأحيان، وسقط أمس عدد من الصخور الكبيرة في منطقة فيتوتيدا ودمرت 3 منازل أسفل جبل تيثوريا وسط البلاد.

وحذرت هيئة الأرصاد الجوية اليونانية من بدء تعرض البلاد لموجة صقيع وثلوج، موضحة أن أمطارا غزيرة سوف تهطل شمال البلاد وشرق منطقة بحر إيجة، بينما تؤثر الرياح الجنوبية في ارتفاع أمواج البحر إلى 8 أمتار، وفي أثينا وضواحيها سوف تتساقط فجأة أمطار غزيرة، وفي ثيسالونيكي شمالا سوف تكون هناك غيوم وتمطر في بعض المناطق، أما في غرب جزر البحر الأيوني فسوف تضرب البلاد رياح جنوبية شرقية محملة بالبرد والصقيع بينما تصل درجة الحرارة إلى نحو 6 درجات مئوية.

كما حظرت شرطة المواني قبل أيام خروج السفن بسبب رياح شديدة تبلغ سرعتها 70 كيلومترا في الساعة في أثينا فبقيت السفن راسية في موانيها في بيريوس ورافينا الميناءين القريبين من العاصمة وألغيت كل الرحلات إلى جزر إيجه، وهبت رياح تجاوزت سرعتها 90 كيلومترا في الساعة على ثيسالونيكي ثانية كبريات المدن اليونانية في الشمال، بينما بلغت سرعة الرياح في جزيرة كريت 80 كيلومترا في الساعة.