الشرطة البريطانية تلقي القبض على 12 مشتبها فيه

كانوا يخططون لشن هجوم إرهابي.. وأعمارهم تتراوح بين 17 و28 عاما

رجال شرطة بريطانيون يقفون في شارع خلفي بين منزلين جرت مداهمتهما أمس بحثا عن مطلوبين متهمين بالتخطيط لتفجيرات وهجمات إرهابية (رويترز)
TT

ألقت الشرطة البريطانية، أمس الاثنين، القبض على 12 رجلا يشتبه بأنهم كانوا يخططون لشن هجوم إرهابي، وذلك في سلسلة مداهمات نفذتها فجرا في إنجلترا وويلز.

وذكرت شرطة منطقة وست ميدلاندز أنها اعتقلت 5 من كارديف في ويلز و4 من ستوك أون ترنت في وسط إنجلترا و3 من لندن، مضيفة، بحسب «رويترز»، أنهم «احتجزوا جميعا للاشتباه في ارتكاب أو الإعداد أو التحريض على عمل إرهابي في بريطانيا».

وقالت: إن أعمار المشتبه بهم بين 17 و28 عاما وإن رجال شرطة غير مسلحين ألقوا القبض عليهم نحو الساعة 0500 بتوقيت جرينتش.

كان مسؤول عراقي كبير قد صرح الأسبوع الماضي بأنه يعتقد أن تنظيم «القاعدة» يدبر لشن هجمات في الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا في فترة أعياد الميلاد بعد عام من فشل محاولة لتفجير طائرة كانت متوجهة إلى الولايات المتحدة.

وذكر متحدث باسم الشرطة أنه يجرى تفتيش منازل المعتقلين، إضافة إلى منزل في برمنغهام وآخر في لندن، وقال جون ييتس، مساعد مفوض شرطة العاصمة والمسؤول عن شرطة مكافحة الإرهاب: إن الاعتقالات جاءت في إطار عملية واسعة كانت معدة سلفا واستندت إلى معلومات مخابرات وشاركت فيها عدة قوات.

وقال في بيان: «العملية في مراحلها الأولى؛ لذا لا يمكننا الخوض في التفاصيل في الوقت الحالي حول الاتهامات المحتملة»، مضيفا: «لكنني أعتقد أن من الضروري في الوقت الحالي التحرك لضمان سلامة الأمن العام».

من جهة أخرى، تشير تقارير إلى ضرورة أن تكون بريطانيا محور المخاوف الأمنية بسبب سجل تنامي عنف الجماعات الإسلامية فيها، خاصة بعد هجوم انتحاري في السويد شنه رجل تحول إلى النزعة الأصولية في المملكة المتحدة فيما يبدو.

هذا ما يراه منتقدو سياسات بريطانيا في مكافحة الإرهاب ويقولون: إن الهجوم الذي وقع يوم السبت الماضي في استوكهولم يظهر أن الخطر الحقيقي الذي يواجه بريطانيا هو غض الجهات الرسمية الطرف منذ وقت طويل عن الفكر الإسلامي المناوئ للغرب المنتشر بين المسلمين البريطانيين.

وفي إشارة إلى تنامي النزعة الإسلامية في بريطانيا، ابتكرت المعلقة ميلاني فيليبس، المنتقدة الحادة للسياسات الحكومية، لفظ لندنستان كاشتقاق من أفغانستان، وكتبت: «مفجر استوكهولم ليس سوى أحدث صادرات لندنستان وما لم تنهض الحكومة وتغير استراتيجيتها الكارثية أخشى كثيرا أنه (التفجير) لن يكون الأخير».

وعبر منتقدون عن قلق مماثل بعد فشل نيجيري، تلقى تعليمه في لندن، في تفجير طائرة كانت متوجهة إلى مدينة ديترويت الأميركية يوم 26 ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، مما أثار مخاوف من أن تكون العاصمة البريطانية قد عادت للدور الذي لعبته في التسعينات من القرن العشرين عندما كانت معقلا للإسلاميين في أوروبا. وثار غضب النيجيريين بسبب وضع بلدهم على قائمة الدول التي تحتاج إلى تشديد عمليات تفتيش مسافريها جوا.

وتساءل وولي سوينكا، الكاتب النيجيري الفائز بجائزة نوبل للآداب، عن السبب في عدم وضع بريطانيا، التي كانت تستعمر نيجيريا، على القائمة ووصف إنجلترا بأنها «بالوعة» الإسلام الأصولي.

وكتب سوينكا في صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، في وقت سابق من العام الحالي: «إذا كان لنيجيريا أن تحتل مكانا على القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، فإنه يجب الاعتراف بأن بريطانيا أكثر من مؤهلة لذلك».

وتفجير السويد هو الأحدث في سلسلة من الهجمات تعود إلى التسعينات، شنها شبان إسلاميون متشددون تلقوا تعليمهم في بريطانيا، وترجع جذور الكثير منهم إلى منطقة جنوب آسيا، التي كانت تحكمها بريطانيا، خاصة باكستان.

والاعتقاد بفشل المملكة المتحدة في التصدي للمتشددين ليس جديدا، فلقد انتقد بعض الحلفاء الأوروبيين والعرب بريطانيا عندما أصبحت مركزا لنشاط الإسلاميين في التسعينات حين سمحت بمنح المعارضين من الشرق الأوسط حق اللجوء. وبعد هجمات سبتمبر (أيلول) 2001 على الولايات المتحدة، شنت بريطانيا حملة على ما اعتبره الكثيرون مشهدا خطيرا للتشدد الأصولي، لكن الثقة الدولية في سيطرة بريطانيا على المشكلة تضاءلت بعد سلسلة من المخططات المتلاحقة ومن بينها تفجيرات لندن عام 2005 والتي قتل فيها 52 شخصا.

وكشف موقع «ويكيليكس» الإلكتروني عن برقية للسفارة الأميركية تعود لعام 2006 أشارت إلى أن بريطانيا «حققت تقدما ضئيلا» في دمج الأقلية المسلمة فيها والتي يقدر عدد أفرادها بما يصل إلى مليوني شخص على الرغم من استثمار الكثير من الموارد والوقت.

وزاد تفجير السويد من خطورة الأمر، واعترف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الأربعاء بأن حكومته لا تبذل ما يكفي من جهد لمواجهة الخطر.

ويعتقد أن المفجر الذي شن هجوم استوكهولم، واسمه تيمور عبد الوهاب، أصبح أصوليا في بلدة لوتون البريطانية التي تعاني البطالة وانقسامات اجتماعية يقول محللون إنهما ساعدتا على تنامي الجماعات المتطرفة التي تضم المتعصبين للبيض والإسلاميين الأصوليين.